منطقة مهددة بالتصحر.. واقع الزراعة في الغوطة الشرقية بعد 4 سنوات من سيطرة ميليشيا أسد

منطقة مهددة بالتصحر.. واقع الزراعة في الغوطة الشرقية بعد 4 سنوات من سيطرة ميليشيا أسد

تعدّ الغوطة الشرقية قبل عام 2011 السلة الغذائية الأولى للعاصمة دمشق واشتهرت بأشجارها المثمرة وزراعة البقوليات وكانت المورد الأول الذي يمد العاصمة دمشق بالحليب واللحوم حيث كان يوجد عدد كبير من مزارع الأبقار وكذلك مراعي الأغنام، ولكن بعد حصار نظام أسد الذي بدأ عام 2012 وبعد سيطرة ميليشياته عليها وتهجير قسم من أبنائها تحولت الغوطة الشرقية اليوم لمنطقة مهددة بالتصحر.

وقال منذر عبد العال مدير المكتب الاقتصادي في الغوطة الشرقية سابقا لموقع أورينت نت، إن الغوطة الشرقية اشتهرت بأشجارها المثمرة المتنوعة وخاصة المشمش والإجاص والدراق والعنب وكان يستخدم المشمش في صناعة قمر الدين والمربيات وكان يصدّر قسم كبير منه لخارج سوريا ووصل إنتاج المشمش لأكثر من 20 ألف طن في عام 2009.

إحصائية الأراضي المزروعة

وأضاف منذر أن مساحة الغوطة الشرقية كانت 110 كم مربع منها 35% أبنية ومرافق عامة والباقي أراضٍ زراعية استثمرت معظمها قبل عام 2011 في زراعة الحبوب والبقوليات حيث بلغ حجم زراعة القمح حوالي 50 ألف دونم وما يقاربه من ذلك حجم زراعة الفول والبازلاء، هذا بجانب ما ذكرناه من أشجار الفواكه التي اشتهرت بها وكانت المساحات الزراعية في الغوطة تزيد عن 5600 هكتار عام 2010.

وبالنسبة للوضع الحالي للزراعة بعد 4 أعوام من سيطرة ميليشيا أسد ذكر منذر أن الأراضي الزراعية انحسرت إلى نسبة 30 بالمئة فقط عما كانت عليه في عام 2011 نتيجة عدة عوامل أهمها ارتفاع أسعار المحروقات وعدم وجود معدات زراعية حديثة أو أسمدة للتربة والسبب الأهم غياب الشباب القادر على العمل الزراعي نتيجة استشهاد قسم منهم أو تهجيرهم أو اعتقالهم أو سوقهم لقوات نظام أسد.

وبالحديث عن الثروة الحيوانية أكد منذر بأنها انعدمت تماما بعد سيطرة قوات أسد على المنطقة أولا لعدم وجود أعلاف مستوردة ونتيجة انحسار المراعي ما اضطر الأهالي لذبح أعداد كبيرة من رؤوس المواشي والأبقار كما إنه في الحملة العسكرية الأخيرة على الغوطة قتلت ميليشيا أسد عشرات آلاف من رؤوس الأبقار والأغنام، وقام ضباط وشبيحة أسد بسرقة عدد آخر من المواشي وتهريبه نحو حدود العراق عبر طريق البادية.

فقدان الأشجار المثمرة والمعمرة

من جهته قال ياسين المرجي رئيس مجلس محلي في الغوطة الشرقية، بأنه قطع ما يقارب الـ 80 % من الأشجار المثمرة في الغوطة الشرقية على رأسها الأشجار المعمرة وذلك نتيجة حرب ميليشيا أسد وحلفائها، وتابع أنه بسبب الحصار الطويل ونتيجة عدم وجود الوقود لجأ الأهالي بالغوطة الشرقية لقطع قسم من الأشجار للتدفئة على أخشابها كما عملت قوات أسد على قطع الأشجار الكبيرة لكشف الجبهات القتالية بمواجهة فصائل المعارضة المسلحة بين أعوام 2012-2018.

أبرز معاناة المزارعين

بدوره قال محسن عباس مزارع من منطقة المرج لموقع أورينت، إن الفلاحين في الغوطة الشرقية بمناطق سيطرة ميليشيا أسد يعانون من العديد من المشاكل التي تهدد جهودهم الرامية للإنتاج الزراعي، حيث يغيب أي دعم من حكومة أسد، وتفرض ظروف الغلاء في الأسمدة والأدوية الزراعية ونقص الخدمات ووجود الحواجز الأمنية نفسها كتحدٍ كبير للفئة الأكبر من الفلاحين في الغوطة وسواها من مناطق ريف دمشق.

وأضاف أن عدم توفر المازوت وغلاء سعره يعدّ العامل الأبرز في ضعف الإنتاج الزراعي بالغوطة الشرقية وخاصة أن المنطقة شهدت جفافاً ونسب هطول متدنية جداً للأمطار هذا العام، وقال إن الوقود ترتبط به عدة احتياجات زراعية مثل السقاية والحراثة والنقل، وعلى الرغم من أهميته فإنّ تأمينه أصبح من أكثر المشاكل تعقيداً لمزارعي الغوطة الشرقية، إذ وزعت حكومة أسد كميات ضئيلة جدا على المزارعين، وشهدت أسعار الوقود ارتفاعاً كبيراً في السوق السوداء وصل لحد 5 آلاف للتر الواحد.

وتابع أن من عوامل ضعف الإنتاج الزراعي أيضا غياب الشباب القادر على العمل في الأرض والزراعة وذلك نتيجة تهجيرهم أو سوقهم للخدمة في قوات أسد والميليشيات التابعة له.

وذكر عباس أن قلة الوقود والعوامل الأخرى أصبحت معضلة حقيقية أثقلت كاهل المزارعين، ودفعت الكثير للابتعاد عن الزراعة وتخفيض المساحات المزروعة إلى 20 % فقط من حجم الأراضي الصالحة للزراعة في الغوطة الشرقية والتي تقدّر بأكثر من 70 ألف كم مربع.

وأكد عباس أن بعض المزارعين لجأ إلى الطاقة الشمسية وهي من البدائل التي يمكن أن يعتمد المزارعون عليها، لكن تكاليفها مرتفعة جداً، حيث إن منظومة الطاقة الشمسية المتكاملة تكلف قرابة 20 مليون ليرة سورية، وهي تكاليف لا يملكها إلا النزر اليسير ممن يملكون أراضي شاسعة وزراعات موسمية.

انتشار الألغام في الأراضي

وفي سياق متصل ذكر مصطفى الريحاني أحد أبناء مدينة دوما، بأن المزارعين في الغوطة الشرقية يعانون من انتشار الألغام التي خلفتها ميليشيا أسد في الحقول والأراضي الزراعية، وأفاد بأنه توفي عشرات الأشخاص نتيجة انفجار ألغامٍ في عدة مزارعَ بالغوطة الشرقية خلال السنوات الأربع السابقة كما حدث في بلدات المرج وأوتايا وفي ريف دوما وفي بلدة جسرين.

وأوضح مصطفى أن مسؤولية وجود الألغام والذخائر غير المنفجرة في الأراضي تقع على عاتق قوات أسد، التي سمحت للفلاحين بالعودة إلى أراضيهم دون أن تقوم بإزالة الألغام منها، موضحاً أن ميليشيا أسد قامت بزرع آلاف الألغام على جبهات القتال مع فصائل المعارضة بين أعوام 2013 و2018 ولم تقم بإزالة أو تنظيف هذه الألغام من عدة مناطق وهي تهدد الفلاحين بشكل مستمر.

التعليقات (1)

    فتوش

    ·منذ سنة 11 شهر
    عائلة و نظام قائم على الخيانة و العمالة للصهيونية الماسيونية و الصليبية العالمية بالتعامل مع الشيعة الفارسية و كلابها اتباع علي و حسب تصريحات بعض السياسيين الأميريكيين لوقف التمدد الإسلامي السني و من التأمل لجقيقتهم انهم يقومون بخطط ممنهجة لتدمير البشر و الشجر و الحجر في سوريا المسلمة و حتى نشر المخدرات بجانب تحقيق الارباح لها هدف أخر و لا يخفى موقف سليمان الجحش الاسد فيما بعد و تسليم الجولان بدون حرب او بيعها لإسرائيل عام 67 من قبل العميل الفطيس حافظ الاست اللذي كان يحيط نفسه بخونة و بعثيين و عملاء من الشرق و الغرب و الآن الوريث المعاق يعيد الكرة بشكل اكبر
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات