صحيفة: PKK ينشئ 3 قواعد في سوريا..ما دور ميليشيا أسد وماذا تخبئ تركيا؟

كشفت صحيفة "يني شفق" التركية عن وجود سيناريو جديد يجري تنفيذه شمال سوريا عبر إقامة معسكرات لتنظيم PKK/YPG/PYD المصنّف على قوائم الإرهاب التركية، فيما رجّح محلل عسكري لأورينت شنّ عملية عسكرية ضد التنظيم قريباً.

وقالت الصحيفة في تقرير لها، إنه بينما تعمل تركيا على تصفية تنظيم PKK شمال العراق، أُقيمت 3 معسكرات للتنظيم في كل من تل رفعت غرب الفرات، والحسكة وعين عيسى إلى الشرق منه، حيث كانت تلك المعسكرات التي تخضع لسيطرة الولايات المتحدة وروسيا مصدراً للهجمات التي تستهدف تركيا.

سيناريو قنديل

وأوضحت الصحيفة أن الهجمات التي وقعت الأسبوع الماضي ضد أهداف لتركيا في سوريا، أعادت الانتباه مجدداً إلى هيكلية التنظيم وامتداداته التي يحاول ترسيخها في الشمال السوري، في محاولة لتكرار نفس سيناريو قنديل شمال العراق.

وذكرت الصحيفة أن التنظيم وأذرعه أنشأ معسكرات لتدريب عناصره على أنشطة زرع الألغام والتخريب وتدريب القناصة وجمع المعلومات الاستخبارية في مناطق تل رفعت وعين عيسى الواقعتين تحت السيطرة الروسية، وفي الحسكة الواقعة تحت سيطرة أمريكا.

منطلق للهجمات ضد تركيا

وبيّنت "يني شفق" أن تلك المناطق كانت منطلقاً لشنّ هجمات ضد تركيا، حيث تم القبض على إرهابيَّينِ جاءا من الحسكة وكانا يخططان لتنفيذ تفجيرات في المدن التركية الكبرى، الأسبوع  الماضي، فيما قُتل ضابط جراء استهدافه في مارع، وسط تزايد محاولات التسلل والمضايقات في منطقة عمليات نبع السلام في تل أبيض وحول عين عيسى.

وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا تقوم بنشاط مكثّف على الحدود لتدمير أعشاش ميليشيا قسد، حيث نفّذ جهاز الاستخبارات التركي ضد الميليشيا العديد من العمليات الناجحة خلال الفترة الأخيرة.

هل تشنّ تركيا عملية عسكرية شمال سوريا؟

تصاعدُ حدّة اللهجة التركية مؤخراً ضد تنظيم PKK وإعلان وزارة الدفاع التركية إطلاق عملية عسكرية سمّتها بـ"قفل المخلب" ضد أهداف تابعة له شمال العراق، أعاد للأذهان تحركات مشابهة قامت بها تركيا عندما أطلقت سابقاً عمليات "نبع السلام" و"درع الفرات" و"غصن الزيتون" شمال سوريا، خاصة أن البيئة الدولية مواتية لذلك تزامناً مع الغزو الروسي لأوكرانيا، وانشغال كل من روسيا وأمريكا به.

وفي هذا الصدد، قال العميد الدكتور عبد الله الأسعد في تصريح لـ"أورينت نت"، حول إمكانية شنّ عملية عسكرية تركية في الشمال السوري، إن "المعسكرات الموجودة في الشمال السوري خطط لها بالتنسيق مع أطراف عدة وفي مقدمتها ميليشيات أسد والمجرم علي مملوك، إضافة إلى أن أمريكا أتاحت كل الإمكانيات من أجل إنشاء تلك المعسكرات".

وأضاف الأسعد أن "موضوع وجود مثل تلك المعسكرات ليس جديداً، حيث إن الغاية منها هي الضغط على تركيا لأن روسيا وأمريكا وميليشيات أسد وإيران لا يرون عدواً لهم في المنطقة سوى تركيا التي تدعم الشعب السوري".

وأشار الأسعد إلى أن "وجود تلك المعسكرات التي تستهدف مناطق نفوذ الأتراك في سوريا و الداخل التركي، يدفع أنقرة إلى حماية حدودها المتاخمة لمنطقة الشمال السوري غير المستقرة، وهو ما يدفع تركيا للتدخل وإنهاء وجود هؤلاء المخربين المناصرين لنظام الأسد، حتى يتمكّن الناس من العودة إلى مناطقهم بأمان" على حد تعبيره.

وأكد العميد أنه "لا شك أن تركيا لن تتوانى عن القيام بشن عملية عسكرية ضد PKK سواء في العراق أو في سوريا"، مشدداً على أن "هذا يعتبر حقّاً مكفولاً لها وفق الاتفاقيات الموقعة (بما فيها اتفاقية أضنة عام 1999) عندما يتعرض أمنها القومي لأي تهديد".

واردة جداً

بدوره قال المحلل السياسي التركي مهند حافظ أوغلو لـ"أورينت نت"، إن "الضربات المتتالية على شمال العراق والتي استهدفت تركيا من خلالها القياديين من تنظيم PKK، دفع الأخير لإعادة تجميع وانتشار لعناصره من أجل أن يصعّب الأمور على الاستخبارات ووزارة الدفاع التركيتين، فلجأ إلى إقامة تلك المعسكرات في بعض مناطق الشمال السوري".

وتابع حافظ أوغلو: "وعليه فإنه من الوارد جداً أن تشنّ تركيا عمليات عسكرية جديدة شمال سوريا إذا ارتأت أن الضربات الجوية لن تكون كافية"، مرجحاً أن تعلن وزارة الدفاع التركية قريباً الخطوط العريضة لآلية التعامل مع ذلك الانتشار المستجد للتنظيم في الشمال السوري، حيث إن "محاربة تنظيم YPG/ PKK أمر دونه الموت بالنسبة لأنقرة" على حد وصفه.