طوابير جوازات السفر تكشف حقيقة "تسويات" روسيا وميليشيات أسد بدير الزور (صور)

طوابير جوازات السفر تكشف حقيقة "تسويات" روسيا وميليشيات أسد بدير الزور (صور)

كشفت طوابير جوازات السفر أمام مديريات الهجرة والجوازات مسرحية “التسويات” التي تروّج لها حكومة ميليشيا أسد في مدينة دير الزور عبر ضخ إعلامي واسع، حيث أظهرت الصور عشرات الشبان وهم ينتظرون على “الطابور” طمعاً بمغادرة بلد أنهكه الجوع والفقر، وأتعبت أهله القبضة الأمنية والملاحقات والاعتقالات والأزمات الاقتصادية المتفاقمة.

مسرحيات مستمرة

منتصف تشرين الثاني عام 2021، بدأت ميليشيا أسد بإجراء التسويات في مدينة دير الزور وسط ضخٍّ إعلامي يعمل على تحريف الواقع وتقديم الضغوط الأمنية تجاه شباب المدينة على أنها "مَكرُمة" لأبناء المنطقة الشرقية، حيث يعمد إلى تصوير عناصر الميليشيا والموالين على أنهم من قاموا بالتسوية أمام عدسات الإعلام.

انتقلت بعد ذلك فصول المسرحية إلى مدينة الميادين شرق المحافظة، وتبعتها مدينة البوكمال في أقصى الشرق السوري، في حين أغلقت جميع المراكز الجديدة التي افتُتحت في الريف ليبقى مركز المدينة مفتوحاً أمام من يريد إجراء التسوية، والتي تعرّفها الميليشيا على أنها "تسوية أمنية لأوضاع المطلوبين لها" وذلك لزجّهم لاحقاً في صفوفها.

أرقام كبيرة أعلنت عنها ميليشيا أسد ممن أجروا تسوية سواء من المدنيين أو العسكريين، والمطلوبين والفارّين من الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية، كان آخرها ما أعلنه  ما يسمى (رئيس مركز المصالحة السوري- الروسي) في دير الزور، المدعو عبد الله شلاش، حين زعم في حديثه لإذاعة “شام إف إم” الموالية أن عدد من أجروا “التسوية” في مركز مدينة الميادين وحدها بلغ 40 ألفاً و880 شخصاً بين مدنيين وعسكريين منذ بداية عملية “التسوية”.

طوابير الجوازات تفضح كذب الميليشيا

في الأثناء، أظهرت الصور والفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، طوابير مئات الشباب ومعظمهم ممن أجروا تسويات، في طوابير كبيرة أمام مديرية "الهجرة والجوازات" ينتظرون بفارغ الصبر استخراج جوازات السفر ليتمكنوا من مغادرة هذه المدينة خوفاً من اعتقالهم وإلحاقهم بصفوف ميليشيا أسد، وزجّهم في جبهات محتدمة في ريفي حماة وإدلب، أو على جبهات البادية الممتدة من حمص وحتى دير الزور.

الازدحام في الطوابير أمام مديرية "الهجرة والجوازات" بمدينة دير الزور، رافقه الضرب والشتم وإذلال المراجعين للدائرة، وقال "س . ص" (رفض الكشف عم اسمه خوفاً من الملاحقة الأمنية)، لموقع "أورينت نت"، إن "الشرطة تتعامل مع المراجعين كأنهم (حيوانات) وتضربهم وتطردهم من أمام المديرية، باستثناء من يدفع الرشوة، وذلك عن طريق وضع مبلغ مالي ضمن الأوراق التي يقدّمها".

الهروب هدف أصحاب التسوية

بدورها قالت إحدى نساء دير الزور، "أم محمد" (اسم مستعار) إن ابنها قد أجرى تسوية وعاد إلى المدينة بعد أن كان في مناطق سيطرة ميليشيا "قسد" وأنها تراجع معه المديرية منذ أسبوع دون أن تحصل على دور، وأكّدت أنه "أجرى التسوية كي يسافر إلى إحدى دول الخليج العربي بتأشيرة سياحية"، وينطبق حال معظم من أجروا التسوية على حال ابن "أم محمد"، في حين فضّل البعض الفرار إلى مناطق "قسد" خوفاً من اعتقالهم وإلحاقهم بصفوف ميليشيا أسد.

غير أن الطلب على استصدار جوازات السفر في دير الزور زاد بشكل لافت في الآونة الأخيرة، وذلك بعد إشاعات عن قرار بضم مليشيات (الدفاع الوطني) بدير الزور إلى ميليشيا (الفرقة الرابعة) التي يقودها ماهر شقيق بشار أسد، والمعروفة بولائها لإيران، وهذا ما دفع معظم عناصر الميليشيات للحصول على جواز السفر والتمكن من الفرار في حال تم تطبيق هذا القرار، ولا سيما بعد أن أعلن قائد مليشيا "الدفاع الوطني" المدعو (حسن الغضبان) بالقطاع الشرقي لمدينة دير الزور، انشقاقه وانضمامه للفرقة الرابعة مع كافة عناصره وسلاحه.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات