صحيفة بريطانية: مقبرة دبابات تكذّب ادعاءات موسكو وتكشف حجم خسائرها الحقيقية بأوكرانيا

في ظل اتباع موسكو سياسة (تضليل إعلامي) تصف جميع الأخبار التي تتحدث عن خسائرها في أوكرانيا بـ (الكاذبة)، نشرت صحيفة بريطانية صوراً لبقايا مئات من الدبابات الروسية التي تم تدميرها في أوكرانيا بعد شهرين على الغزو الروسي، مشيرة إلى أن قوات بوتين خصصت قطعاً من الأراضي داخل روسيا وحوّلتها إلى (مقابر) لآلياتها المدمَّرة.

مقبرة للدبابات

وقالت صحيفة (ذا صن/ THE SUN) البريطانية في تقرير لها، إن طائرات تجسّس أوكرانية بدون طيار، تمكنت من التقاط صور لـ (مقبرة دبابات) ضخمة على اتساع عشرة أميال داخل روسيا، وهو ما يؤكد الحقيقة الصادمة التي ترفض موسكو الاعتراف بها حول حجم خسائرها، حيث أظهرت الصور التي التقطتها وحدة استخبارات أوكرانية متمركزة في مخبأ سرّي بالقرب من الحدود عشرات القطع من المعدات العسكرية التالفة ملقاة في أحد الحقول.

خسائر كبيرة

وتم إحصاء 57 مركبة عسكرية بما في ذلك 17 دبابة على الأقل من طراز T-72s والأكثر حداثة T-90s، وكانت الدبابات والعربات الأخرى ملقاة في حقل داخل بلدة (جولوفتشينو)، وهي البلدة التي انطلقت منها قوات بوتين لغزو أوكرانيا في الرابع والعشرين من شباط الفائت.

وأضافت: "تم رصد وجود 7 مدافع (ذاتية الدفع) من ضمنها مدافع هاوتزر MSTA المتنقلة ومدافع 2S3 Akatsiya الأصغر والجسور الآلية ومركبات القتال المدرعة ومركبتا إنقاذ للدبابات"، مشيرة إلى أن كل شيء كان مدمَّراً بشكل كبير، وأن ترك الآليات في هذا الحقل هو حقيقة واضحة (تلك لم تعُد صالحة للاستعمال).

أين تم تدمير كل تلك الآليات؟

وفقاً للصحيفة، فإن الغالبية يعتقدون أن (مقبرة الدبابات) تلك، هي لِمَا أمكن جمعُه من الدبابات المدمَّرة، التي ضربتها القوات الأوكرانية في مدينة سومي، وأن قوات بوتين سحبتها إلى داخل روسيا، بعد أوامر بوتين بالانسحاب وحشد القوات شرق البلاد من أجل عملية واسعة في دونباس.

ونقلت الصحيفة عن (سام كراني)، الباحث الإستراتيجي والخبير في الشؤون العسكرية بمركز (RUSI) للدفاع والأمن في بريطانيا قوله، إن "الترتيب الفوضوي للمركبات في الموقع يؤكد أنها نُقلت إلى هناك على عجل، لقد تم وضعهم بشكل عشوائي نوعاً ما، من الممكن أن الغالبية تالف أو أنه سيتم تفكيكها جميعاً للحصول على قطع غيار لإصلاح البعض منها فقط، هناك ما تضرّر بشكل كامل ومنها بشكل جزئي قابل للإصلاح.

مكالمة مسرّبة

وكانت الصحيفة سرّبت مكالمة رصدتها المخابرات الأوكرانية بين أحد الجنود الروس المشاركين في غزو أوكرانيا مع أحد الضباط، وقد تحدث الجندي خلال المكالمة عن ظروف قاسية جداً يعيشها الجنود الروس في ظل البرد القارس وانعدام وسائل التدفئة وحتى مقرّات الإقامة النظامية، إضافة لتعامل القيادة الروسية مع جنودها بإجحاف شديد، حيث اشتكى الجندي من تعرضه ورفاقه لقضمة الصقيع وإجبارهم على الركوب في شاحنات الموتى، والعيش في خنادق مليئة بالثلوج وسط البرد، مشيراً إلى أن جميع الوعود بانتصار سريع كانت مجرد كلام فارغ لا أكثر.

وتخوض كل من روسيا وأوكرانيا حرباً إعلامية كتلك المُشتعلة على الأرض، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية في آخر (إحصائية) لها للخسائر الروسية أمس، تدمير أكثر من 800 دبابة روسية، بعد مرور شهرين على الغزو الروسي، فيما ينشر الإعلام الروسي لقطات، يقول إنها لتقدم قوات بوتين في العديد من المدن الأوكرانية، نافياً الخسائر المعلَن عنها، وواصفاً إياها بالمعلومات التضليلية الهادفة لرفع المعنويات المنهارة للقوات الأوكرانية.