صحيفة أمريكية تكشف أسباب انهيار جيش أسد الإلكتروني والدور الذي لعبه رامي مخلوف

كشفت صحيفة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أسباب تراجع "قراصنة أسد الإلكترونيين" خلال السنوات الماضية، موضحة أن ذلك يرجع لعدد من الأسباب؛ من بينها الانقسام في عائلة أسد وخلافه مع ابن خاله رامي مخلوف، بينما حذّرت من ظهور جيش إلكتروني جديد قد يهاجم المؤسسات الغربية.

وقال الصحيفة في تقرير لها، إنه بعد انحسار قراصنة أسد الإلكترونيين، "قد تظهر مجموعة إلكترونية أخرى موالية للأسد، لكن من غير المرجح أن تصل لقدرات وتطور الجيش الإلكتروني السوري الأصلي".

نشاط إلكتروني محموم

وأشارت الصحيفة إلى أنه في 13 نيسان 2013، اخترقت المجموعة حساب “تويتر” الخاص بوكالة “أسوشيتد برس”، وغردت عن انفجار مزيف في البيت الأبيض، يُفترض أنه أصاب الرئيس الأمريكي وقتها باراك أوباما، ما أدى إلى تراجع سوق الأسهم الأمريكية مؤقتاً بمقدار 136 مليار دولار.

وأردفت: "استهدفت وحدة القراصنة هذه من الموالين للنظام السوري - والمعروفة باسم الجيش السوري الإلكتروني (SEA) وربما بتمويل من رامي مخلوف- جامعة هارفارد، ومشاة البحرية الأمريكية، وهيومن رايتس ووتش، وغيرها من الأخبار ووكالات الأنباء في هجمات إلكترونية منفصلة".

صعود ثم تراجع

وذكرت الصحيفة أنه منذ عام 2011 إلى عام 2014، نفذ الجيش السوري الإستراتيجي حملة إلكترونية نشطة للغاية تهدف إلى نشر الدعاية المؤيدة لأسد وتشويه المواقع الإلكترونية المعادية للديكتاتورية السورية. 

وبيّنت أنه بعد عام 2014، أصبح SEA أقل نشاطاً، حتى إنه ظل صامتاً على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة به، ولم يتم تحديث صفحة SEA الرسمية على تويتر منذ عام 2015، في حين أن صفحتها على YouTube ظلت خامدة لأكثر من ثماني سنوات. 

وقالت إن التقارير الإخبارية عن الاختراقات المزعومة من قبل SEA كانت قليلة ومتباعدة في السنوات الأخيرة، لافتة إلى التباطؤ السريع في النشاط السيبراني لـ SEA يعتبر أمراً مذهلاً، نظراً لحقيقة أن المجموعة كانت تعتبر ذات مرة واحدة من مجموعات الهاكرز الدولية الأكثر تطوراً وتم ذكرها بشكل روتيني في عناوين الأخبار الدولية.

أسباب التراجع

وذكرت "ناشيونال إنترست" أن تراجع نشاط المجموعة يرجع إلى نجاح حكومة الولايات المتحدة في تفكيكها ببطء، ففي عام 2014، تم تسليم بيتر رومار، وهو مواطن سوري وعضو في SEA يعيش في ألمانيا، من ألمانيا إلى الولايات المتحدة، وأقر في النهاية بأنه مذنب في عام 2016 بتهم جناية تتعلق بنشاط إجرامي إلكتروني. 

كما وضع مكتب التحقيقات الفدرالي عضوين آخرين من المجموعة على قائمة المجرمين الإلكترونيين المطلوبين في عام 2016، وأكد مساعد المدعي العام الأمريكي لشؤون الأمن القومي، جون كارلين، أن الأعضاء ابتزّوا العديد من الأشخاص أيضاً لمحاولة ملء جيوبهم على حساب الأشخاص الذين يحترمون القانون في جميع أنحاء العالم.

ونوّهت الصحيفة أن السبب الثاني لانحدار تقييم المجموعة هو حقيقة أن الجغرافيا السياسية العالمية قد تغيرت بشكل كبير منذ عام 2014، حيث لم تعد الحرب الأهلية السورية في طليعة سياسات القوى العظمى.

تأثير انقسام أسد-مخلوف

اتهمت الصحيفة أن للمجموعة صلات مع الحكومتين الإيرانية والروسية، وقال رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ووكالة الأمن القومي السابق، مايكل هايدن، إن “الجيش السوري الإلكتروني امتداد للدولة الإيرانية”.

وأشارت إلى أن رامي مخلوف يعتبر الداعم المالي الرئيسي للمجموعة، حيث منح الأعضاء ما يصل إلى 1000 دولار لكل هجوم إلكتروني ناجح على المؤسسات المالية والسياسية الغربية، لكن في ربيع 2020، اختلف مخلوف مع أسد وبدأ ينتقد حكومته على وسائل التواصل الاجتماعي، في حين انتشرت النظريات حول الانقسام في الأسرة الحاكمة في سوريا، وهو ما قد يكون سبباً آخر لانحلال المجموعة الإلكترونية، وفق الصحيفة.

وألمح التقرير إلى ظهور مجموعة إلكترونية أخرى موالية لميليشيات أسد في المستقبل القريب، مع توقف دعم أو تطوير مجموعة القراصنة الأصلية، مشيراً إلى أنه نظراً للتوترات الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران، قد تلجأ طهران إلى وكلائها السيبرانيين الشيعة لاستئناف العمليات الإلكترونية ضد أهداف أمريكية وإسرائيلية.