4 معلومات عن مساكن الطوب التي وعد أردوغان بإعادة السوريين إليها

4 معلومات عن مساكن الطوب التي وعد أردوغان بإعادة السوريين إليها

مع ارتفاع حدة خطاب إعلام المعارضة تجاه اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا والضغط من أجل استخدامهم كورقة انتخابية، وعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإعادة السوريين إلى بلادهم بطريقة مشرّفة وطوعية بعد تأمين سبل الحياة والبيئة الآمنة في مناطق الشمال السوري المحرر.

وقال أردوغان يوم أمس الأربعاء، "مع انتهاء تشييد البيوت المصنوعة من الطوب في سوريا سنأمن عودة اللاجئين إلى بيئة آمنة، وسيعودون طواعية من تلقاء أنفسهم. في السياسة نحن لسنا سلطة تطرد اللاجئين بل تحتضنهم".

ولفتت تصريحات أردوغان الانتباه إلى مشروع "بيوت الطوب" وطبيعتها، بعد أن وعد سابقا ببناء عشرات الآلاف منها تمهيداً لإعادة السوريين المقيمين في تركيا إليها، وترصد أورينت في هذا التقرير أبرز 4 معلومات حول هذه البيوت والمتعلقة بعددها وطاقتها الاستيعابية ومساحتها وأبرز مخاوف السوريين من إعادة توطينهم بها.

منازل الطوب (البلوك)

في حزيران/يونيو 2020، أعلن أردوغان مساهمة الحكومة التركية في بناء 50 ألف منزل مؤقت للنازحين السوريين في منطقة إدلب، مشدداً على أهمية إنجازها قبل حلول الشتاء وإسكان السوريين فيها.

وأضاف "بعد ذلك يمكن تخطي هدف إنشاء 50 ألف منزل مؤقت وزيادة عددها".

تأتي مشاريع منازل الطوب كخطة تركية بديلة لإنقاص عدد السوريين في تركيا خاصة مع اقتراب الانتخابات المزمع إجراؤها عام 2023، حيث تعدّ المشاريع ذات تمويل تركي محض من قبل تركيا، وبمعزل عن مشاريع الاتحاد الأوروبي الممولة.

تتألف المنازل في هيكلها من حجارة الطوب (البلوك/اللبن) وبأسقف مصنوعة من أغطية عازلة ومعالجة لمقاومة الظروف الجوية المختلفة، وبالرغم من أنها تعد بديلاً ناجعاً عن السكن في الخيام إلا أنها لا ترقى لأن تقوم مقام المنازل العادية، حيث إن مساحتها صغيرة جداً، وتم تصميمها لتكون ملاجئ مؤقتة.

الإنشاء والتوزع

من المزمع أن يعيش في تلك المنازل قرابة نصف مليون نازح سوري، على أن تتوزع على بقية مناطق الشمال المحرر، وخاصة في مناطق العمليات التركية (نبع السلام، غصن الزيتون، درع الفرات، درع الربيع).

وتقوم على إنشاء المنازل مجموعة كبيرة من المنظمات والمؤسسات الإغاثية التركية، بما فيها هيئة الإغاثة الإنسانية التركية، وإدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، والهلال الأحمر التركي، وغيرها من المنظمات والجمعيات التركية.

وتنسّق تلك الهيئات والمنظمات مع وزارة الداخلية التركية على إنشاء المنازل بمساحة 24 مترا مربعا، حيث يضم كل منزل غرفة ومطبخا مع حمام صغير.

مخاوف من تغيير ديموغرافي

ويصب المشروع في إطار "المنطقة الآمنة" التي تسعى تركيا إلى إنشائها على طول الحدود مع سوريا، والتي سبق لأردوغان أن تحدث عنها مشيراً إلى أن العمل على بناء الوحدات السكنية سيسهّل عودة السوريين واستقرارهم فيها، بينما أوفد وزير الداخلية سليمان صويلو وعدداً من المسؤولين الأتراك إليها عدة مرات للاطلاع على سير الأعمال فيها، حيث حظيت باهتمام كبير من جانب الحكومة التركية.

إلا أن المشروع الذي توسّع خلال السنتين الماضيتين واجه مخاوف وانتقادات من قبل العديد من الحقوقيين الذي يرون فيه مجرد بديل عن عودة المهجرين والنازحين إلى مناطقهم وقراهم التي هجرهم منها أسد، بعد أن تركوا بيوتهم وممتلكاتهم وأراضيهم تحت وطأة القصف والتدمير الممنهج لحواضرهم وبلداتهم بحثاً عن ملاذ آمن من بطش ميليشياته. 

وفي هذا السياق، قال المحامي والقانوني غزوان قرنفل، في مقال سابق نشره على "أورينت نت"، "أزعم أن تلك المستوطنات التي ستتوسع أكثر في غضون السنتين القادمتين وستتحول تالياً إلى بلدات ومدن صغيرة تعج بساكنيها من النازحين السوريين وكذلك من اللاجئين أيضاً الموجودين في تركيا والذين تسعى الحكومة التركية بشكل محموم لإرسالهم إلى بلادهم – أو  إرسال معظمهم على الأقل – قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية والبلدية المقررة في العام 2023 ، لم تُبنَ لتؤوي نازحين فحسب .. بل هي جزء من مجهود يُبذل وستزداد وتيرته لتكون تلك المستوطنات ملاذاً آمناً بديلاً عن تركيا بالنسبة للاجئين فيها".

وأشار قرنفل إلى أن تصريحات المسؤولين الأتراك تجاه السوريين بشكل عام، تأتي لتعزز هذا الاستنتاج محمولة على سياق تصاعدت فيه الخطابات والمواقف العنصرية تجاه السوريين في تركيا وتحوله في بعض الحالات لجرائم اعتداء على الأشخاص والأموال يقابله تحرك خجول جداً من الحكومة تجاه هذا الأمر.

  

وقال قرنفل إن المسألة التي تسارَعَ إنشاؤها على عجل ليست لإسكان النازحين فحسب، وإنما تأخذ بُعداً ودلالة أخرى تتعلق بتوفير بنى الحد الأدنى للبدء بترحيل مئات الألوف من اللاجئين المقيمين في تركيا وإسكانهم في مناطق شمال سوريا مع ما يرتّبه ذلك من تغيير جوهري في البنية المجتمعية والديموغرافية لتلك المناطق.

وتابع "إسكان بضعة ملايين في منطقة لا ينتمون إليها جغرافياً ومجتمعياً تعني بالضرورة إعادة بناء نسق مجتمعي مختلف ربما ترى فيه تركيا حجاباً حاجزاً  يضبط وظيفة رئتيها في التنفس".  

يذكر أن منطقة إدلب تؤوي نحو 4 ملايين مدني يعيش أغلبهم في ظروف معيشية سيئة بسبب انعدام الأمن وموجات النزوح المستمرة التي تتسبب بها ميليشيات أسد وحليفتها روسيا، من خلال قصف المناطق المدنية بين الفترة والأخرى، فضلاً عن عدم توافر الظروف المعيشية الاقتصادية والاجتماعية التي تؤمن حياة آمنة للسوريين.

التعليقات (2)

    رامي

    ·منذ سنة 11 شهر
    و مين حيحمي هل بيوت من بطش نظام بشار البهرزي المجرم و الروس و تخاذل الاتراك متل ما صار بكل المدن المحررة صابقا؟

    ام محمد

    ·منذ سنة 11 شهر
    طيب الناس الي راح تسكن هو وين المصانع شو راح يشتغلو مشان. العيش الكريم ولا بس ساويتو بيوت
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات