صحفية أسترالية تكتب بدهشة: هكذا حوّل غسان عبود و(كريستال بروك) أفق مدينة كيرنز الأسترالية بالكامل!

(كريستال بروك) شركة إدارة فنادق أسسها رجل الأعمال غسان عبود عام 2017 لتنافس كبريات شركات إدارة الفنادق العالمية.. وقد اتجهت الشركة إلى مدينة (كيرنز) شمال أستراليا، التي كانت مدنية مهملة، لم تشهد منذ 25 عاماً أي مشروعات أو عمليات بناء، لتؤسس فيها ثلاثة فنادق عالمية كبرى، تميزت بجاذبية وفرادة تصميمها العمراني، وخصوصية العلاقة التي أوجدتها مع المحيط، فأحيت بذلك هذه المدينة التي كانت محط عبور للشاحنات ومركزاً لعشاق التخييم، كما تصفها الصحفية (أليكس تورنر كوهن) في هذا المقال، الذي عبرت فيه عن دهشتها من الأفق الجديد الذي خلقته شركة (كريستال بروك) في المدينة، وكيف صنعت التغيير، كما أشارت إلى أن المجلس المحلي للمدينة أنفق 28 مليون دولار على إعادة تطوير ضخمة لـ المنتزه الكبير، وإنشاء ممشى في المدينة لإفساح المجال لمزيد أماكن تناول الطعام.. لكن ما لا يشير إليه المقال أن المشروع جاء ثمرة نقاشات بين رجل الأعمال السوري غسان عبود والمجلس المحلي للمدينة.. ليقدم لنا هذا صورة عن قدرة رجال الأعمال على التنمية والبناء، وخلق آفاق جديدة لحياة أفضل. وفيما يلي النص الكامل للمقال (أورينت نت).

***

لم تعد مدينة (كيرنز) محطة عبور للشاحنات أو مقصداً لعشاق التخييم كما كان عليه الحال من قبل، بل أصبحت هذه المدينة الأسترالية أحدث وجهة سياحية فاخرة في البلاد بعد تحولات كبيرة طرأت على المنطقة في العامين الأخيرين أثناء تفشي وباء كورونا.

أدركت مدى التغيّر! 

تقع مدينة (كيرنز) في أقصى شمال ولاية (كوينزلاند) أسفل شبه جزيرة (كيب يورك) على مرمى حجر من الحاجز المرجاني العظيم، و(غابة دينتري) المطيرة ومنطقة (أثيرتون تابلاند) بالإضافة إلى المواقع السياحية الشهيرة الأخرى مثل "بورت دوجلاس" و"جرين آيلاند" و"بالم بيتش".

خلال زياراتي الماضية للمنطقة، لم أمضِ أكثر من ساعة في (كيرنز) بل اعتدت على استئجار سيارة من المطار والتوجه بها إلى مناطق أخرى. لكن هذه المرة مكثت لفترة أطول، وأدركتُ مدى التغير الذي شهدته المدينة البالغ عدد سكانها نحو 150 ألف نسمة خلال الفترة العصيبة التي تلت تفشي جائحة كورونا في أستراليا.

على الرغم من أن السكان المحليين أوضحوا لي أنهم كانوا في الواقع في حالة إغلاق لمدة ثلاثة أيام فضلاً عن أيام العطلة بسبب الجائحة، إلا أن السياحة في المنطقة تبلورت في ذلك الوقت وقدمت لهم فرصة فريدة، حيث استغل أصحاب الفنادق والشركات السياحة وحتى المجلس المحلي فترات التوقف إلى أقصى حد، وأنفقوا ملايين الدولارات على أعمال التجديد، وبالفعل غيّروا بشكل جذري شكل المدينة ومظهرها لتصبح بعد عامين الموقع المثالي لاستكشاف أقصى شمال ولاية كوينزلاند.

كريستال بروك صنعت التحول!

يمكن القول إن مجموعة Crystalbrook، إحدى أكبر سلاسل الفنادق المملوكة للقطاع الخاص في أستراليا، كانت أحد اللاعبين الرئيسيين وراء تحول كيرنز.

اتخذ مالك الشركة، رجل الأعمال المقيم في دبي، (غسان عبود)، خطوة غير مسبوقة لافتتاح ليس فندقاً واحداً، بل ثلاثة فنادق فاخرة في كيرنز.

أنفقت الشركة 600 مليون دولار في افتتاح الفنادق - مع تسعة مراكز استجمام ومطاعم ومنتجعات صحية.

وعلى غرار سلاسل الكتب الشهيرة، افتتحت الشركة كل فندق من فئة الخمس نجوم بعد عام بالضبط من سابقه، يفصل بين كل منها بضعة مئات من الأمتار فقط.

جاء افتتاح فندق Crystalbrook Riley أولاً، في تشرين الثاني من العام 2018، من خلال تحديث فندق موجود مسبقاً على نطاق واسع مع تشييد مسبح بمساحة 1000 متر مربع وبرج مكون من 12 طابقاً مع بار على السطح.

لوحة فسيفساء صنعها لاجئون سوريون 

من قبيل الدعابة، يصف السكان المحليون البرج، الذي يبلغ ارتفاعه 42 متراً فوق مستوى سطح البحر، بأنه أشبه بعلبة كوكاكولا مسحوقة.

بعد مرور عام، تم إطلاق Crystalbrook Bailey.الذي يضم 255 غرفة، ويحتوي بهوه على لوحات فسيفساء مؤلفة من نصف مليون قطعة، صنعها لاجئون سوريون في جنوب تركيا، واستغرق تجهيزها 5000 ساعة. وقد أصبح الفندق منذ ذلك الحين بفضلها مركزاً للمعارض الفنية المحلية.

أحدث الفنادق الثلاثة يحمل اسم Crystalbrook Flynn، وقد افتتح خلال جائحة كورونا.. وهذا شيء مثير حقاً، فحتى مع الحدود المغلقة والعراقيل التي رافقت الجائحة، مضت الشركة الفندقية في مشروع البناء الخاص بها لإطلاقه في تشرين الثاني 2020.

كل فندق له موضوع

الاهتمام بالتفاصيل مثير للإعجاب. كل فندق له "موضوع" مختلف وكذلك أنماط منفصلة تميزه من الخارج. وقد صمم فندق Riley ليكون الأكثر فخامة، بينما يعنى فندق Bailey بالتركيز على الجوانب الفنية في حين يقدم Flynn أجواء "اجتماعية" أكثر.

تتراوح خيارات تناول الطعام بين الوجبات الفاخرة المكونة من ثلاثة أطباق - مع وجود خطط قيد الإعداد لقائمة وجبات أصغر وأخرى منخفضة التكلفة.

ومع ذلك، نظراً لأن (كيرنز) تأثرت بإغلاق الحدود، فقد كافحت سلسلة الفنادق، والآن فقط بدأت السياحة تتدفق مرة أخرى.

في الواقع، انتهت عطلة عيد الفصح لتوها وهي المرة الأولى التي تعمل فيها غرف فندق Crystalbrook Flynn الـ 311 بكامل طاقتها على الإطلاق.

أفق جديد بفضل كريستال بروك

لقد تغير أفق مدينة (كيرنز) إلى حد كبير منذ وصول شركة Crystal brook حيث لم تعد المدينة تقوم على المباني المكونة من طابق واحد أو طابقين. لكن استثمارات Crystal brook ليست النشاط التجاري الوحيد الذي ضخ الملايين في أعمال التجديد خلال فترة تعثر السياحة.

قال موظفو Crystal brook مازحين إن الفنادق المنافسة قامت أيضاً مكرهة بضخ الملايين لمحاولة البقاء في المنافسة على الرغم من أن الوباء قد يكون أيضاً سبباً في ذلك.

أنفق المجلس المحلي للمدينة 28 مليون دولار على إعادة تطوير ضخمة لـ المنتزه الكبير، وتوسيع مسار المشاة لإفساح المجال لمزيد أماكن تناول الطعام، فضلاً عن تطوير منطقة Cairns Lagoon plaza.

السكان متفائلون بالاستثمارات الجديدة 

أنفقت شركة Experience Co  سبعة ملايين دولار لتصميم عوامة تعنى بعلوم البحار تسمى Reef Magic، وقد افتتحت في وقت سابق من هذا الشهر فقط.

العوامة ذات الأرضية الزجاجية تقع على مسافة ساعة ونصف خارج كيرنز عند الحاجز المرجاني العظيم ويمكن أن تستوعب 250 شخصاً. ويقيم هناك العديد من علماء الأحياء البحرية بشكل دائم، مع مرافق أساسية مثل الحمام والمطبخ.

للاحتفال بإعادة افتتاح العوامة وزّع الموظفون مشروبات مجانية للزوار لكن البعض ندمَ على تناولها في وقت لاحق بسبب تقلبات البحر.

فيما يأمل السكان المحليون في أن تؤدي الاستثمارات الجديدة في كيرنز مع فتح الحدود الدولية والحدود الداخلية بين الولايات الأسترالية إلى جذب المزيد من السياح إلى المنطقة.

_______________________________

• العنوان الأصلي: كيرنز أصبحت الآن وجهة فاخرة.. بعد التحول الكبير أثناء الوباء

• لقراءة المقال من المصدر اضغط على الرابط التالي:

Cairns is now a luxury destination after major pandemic makeover

• العناوين الفرعية لـ: أورينت نت