فلسطينيو الداخل يغيثون نازحي الشمال.. والمطبخ المتنقل يفاجئ أهالي المخيمات بوجبات طازجة (صور مميزة)

فلسطينيو الداخل يغيثون نازحي الشمال.. والمطبخ المتنقل يفاجئ أهالي المخيمات بوجبات طازجة (صور مميزة)

يبقى شهر رمضان، شهر الخير والرحمة، شهر المحبة والألفة، يتسارع خلاله الناس لترك بصمة إيجابية في حياة بعضهم البعض تقربهم لله أكثر، وترسم ابتسامة على وجوه من أتعبتهم سنوات الحرب السورية، وأثقل كاهلهم إجرام بشار الأسد وميليشياته من بطش وقتلٍ وتهجير وتشريد، فزاد من معاناتهم فقر عام وسط موجة غلاء فاحش على كافة الأصعدة، ولكن مع كل ما مرّ لم يُعدم هؤلاء وجود فاعلي الخير فيما بينهم، ولا يزال قائماً يتجسد بمبادرات عامة وخاصة وطرق كثيرة للمساعدة اعتاد بل عُرف بها الشعب السوري .

وبعيداً عن الطرق الاعتيادية لمساعدة النازحين في المخيمات، قامت جمعية (عطاء) للإغاثة الإنسانية بإطلاق مبادرة المطبخ المتنقل لزيارة المخيمات وتوزيع الوجبات الطازجة لهم والمعدة أمام ناظريهم كنوع من زيادة الثقة بل والتعاون في إعدادها. (أورينت نت) رافقت المطبخ المتنقل في أحد المخيمات وأعدت التقرير التالي..

400 وجبة يوميا

تنتشر في مدينة إدلب وريفها عشرات المخيمات العشوائية التي يقطنها آلاف النازحين الذين يعانون بالمجمل من تردي الأوضاع المعيشية، ولا سيما مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية المطلوبة في كل بيت ولا بد منها لتجهيز مائدة الإفطار الرمضاني، حيث بات تأمين "طبخة" أكبر هموم للنازحين في هذا الوقت، وانطلاقاً من هذا الحال سعت جمعية (عطاء) للإغاثة الإنسانية بدعم من أهلنا في فلسطين (جمعية القلوب الرحيمة) لتكون عوناً لأهلهم في سوريا كرسائل ود وتعاطف فالقضية واحدة والتعاطف واحد والإنسانية لا تتجزأ، حيث تحدث لأورينت نت ( أحمد لولو) مدير مكتب ريف الساحل في جمعية عطاء قائلاً:

" يتكون مشروع توزيع الوجبات طيلة شهر رمضان من مطبخين ميدانيين، كل مكتب مؤلف من سائق وثلاثة طباخين ومتطوعين اثنين لتوزيع الوجبات على المستفيدين، ويتم يومياً توزيع حوالي 400 وجبة لأهلنا في مخيمات ريف (جسر الشغور) الغربي، وتتنوع محتويات الوجبة لكنها تحوي بالأساس على اللحوم والأرز أو البطاطا، وكل وجبة تُجهز لتكفي حاجة ستة أشخاص".

العائلات الأشد فقراً.. والمخيمات الأصعب وصولاً

ينطلق المطبخ المتنقل صباح كل يوم مستهدفاً مخيماً جديداً، ويبدأ بنصب أدواته المطبخية وترتيبها وتجهيزها وسط المخيم عادةً وأمام الجميع، ويتحلق الأطفال حوله يحدوهم الفضول لرؤية الطباخين وهم يعملون.. أو الجوع الذي يدفع بالصائمين عادة لمتابعة برامج الطبخ التلفزيونية... أما هنا فبرنامج الطبخ صار بين ظهرانيهم...  حيث يبدأ الطباخون بإعداد طبخة اليوم بكافة مراحلها.. ليشعر النازحون بألفة رمضان وأنهم ليسوا منسيين أبداً وعن الغاية من المشروع أضاف (أحمد لولو) مدير مكتب ريف الساحل في جمعية عطاء للإغاثة الإنسانية:

" الغاية الأساسية من المشروع هي سرعة الوصول للمخيمات وسكب الطعام وتقديمه ساخنا طازجا للمستفيدين والتخلص من موضوع التغليف المبكر، ولاسيما بالأجواء الحارة، ويكون الطبخ والتعبئة والتوزيع ضمن المنطقة المستهدفة وبذات السيارات والفريق، وتُقدم للعائلات الأشد فقراً بالدرجة الأولى، ونختار المخيمات الصعب الوصول إليها، حتى لا يشعر أهلها بأنهم بعيدون عن سعادة رمضان".

مبادرة إيجابية لاقت قبولاً واسعاً لدى الأهالي، حيث تحدث لأورينت نت (أسعد حمروش) أحد المستفيدين قائلاً " صارت وجبة الأكل همّ علينا، والحمد لله تأمنت خلال شهر رمضان عن طريق الإخوة في جمعية عطاء، والوجبة "محرزة" تكفيني مع أسرتي المكونة من خمسة أشخاص".

من جهته أعرب "مروان أبو أحمد" مدير أحد القطاعات المستفيدة عن استحسانه لطريقة تنفيذ المبادرة قائلا "سابقاً كانت تأتي الوجبات مغلفة باردة لربما كانت مطبوخة من وقت سابق، وقد لاحظنا في الأعوام السابقة عدة حالات تسمم في عدة مخيمات من موضوع سوء التغليف أو ارتفاع حرارة الوجبة التي تغلف من غطاء النايلون، ناهيك عن ضعف الطعم، أما في هذه المبادرة الطيبة يكون الطبخ أمام أعين الجميع والنظافة والترتيب في أعلى مستوى والتعبئة والسكب طازج وساخن وبالوقت المحدد لكل خيمة، وقد يستهدف المخيم أكثر من مرة حسب وضعه العام".

الجدير بالذكر أن "جمعية عطاء" هي منظمة إنسانية غير ربحية تأسست عام 2013 وتعمل على تقديم الإغاثة لمستحقيها عبر مكاتبها المنتشرة في الشمال السوري بالتنسيق مع مكاتبها في تركيا.

التعليقات (2)

    ثائر

    ·منذ سنتين 7 أشهر
    رسالة للفلسطنيين وغيرهم من المتبرعين جزاهم الله خيراً ... نحن كمسلمين في سوريا مانطلب من أحد يطعمينا .... هؤلاء الي عم يشحدو علينا هم موضفوا المنظمات .... نحن نستحي أن نمد ايدينا إلى أحد ونطلب منه ... لكن جماعة المنظمات عم يشحدوا علينا حتى يدوم عليهم النعيم الذي هم فيه ... انا نازح في قرية قريبة من الباب ... تمر المعونات بكميات من امام بيتي بكراتينها مشدرة لتباع الى مناطق اخرى ... هناك اناس حولي لم يخرجوا هوايا حتى الان حتى لايطلبوا من احد مساعدة ... لابد أن تكون هناك طريقة لضبط موضوع اللصوصية . وترفع القبعة لاورينت ولغسان عبود ... فالمساعدات الطبية في ادلب مضبوطة وعليها موظفون لهم كل الاحترام والتقدير ... ولابأس ان يفكروا أن يكون لهم مركز ثاني في شمالي حلب لايربطوه مع المليشيات الحاكمة ... يكونوا هم المشرفين الوحيدين عليه .

    ثائر

    ·منذ سنتين 7 أشهر
    اورينت .... تقدم الآن من خلال مشروعها الطبي المجاني مساعدات طبية .... عجز الأتراك أن يقدموها كدولة مدعومة دوليا .... أنا طبعا كنت في تركيا لشبهة مرض عافاني الله منها واعرف كيف هو الوضع في تركيا .
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات