إعلاميون سوريون يسخرون من دراما المخابرات: هل كنا نعيش في بلد ديمقراطي دون أن نعرف؟!

إعلاميون سوريون يسخرون من دراما المخابرات: هل كنا نعيش في بلد ديمقراطي دون أن نعرف؟!

تثير مسلسلات رمضان كالعادة سجالاً متواصلاً على وسائل التواصل الاجتماعي.. ولعل ما يلفت الانتباه هذا العام، رفض الكثير من السوريين لما أسموه: "دراما المخابرات" التي تنتجها مطابخ النظام الفنية، مزورة الحقائق، ومزيفة شكل الصراع، وساعية لخلط الأوراق، والقول إن هناك صراعًا بين فاسدين وشرفاء في بنية النظام.. الذي يجمع السوريون اليوم – وبناء على خبرة حياتية مريرة وطويلة – أن كل من ينتمي إليه فاسد ومرتشٍ إن لم يكن متورطاً في الإجرام بالضرورة! 

أورينت رصدت آراء إعلاميين سوريين نشرت على صفحاتهم الشخصية على (فيسبوك) لكنها تقدم تصوراً حول فشل هذه الدراما في تحقيق أهدافها، في تقديم جرعة تنفيسية مضللة!

مرهف دويدري: ما هو السر وراء المشاهدات الهائلة والمتابعة الدقيقة لدراما (المخابرات)؟ 

(كسر عضم) (مع وقف التنفيذ) وقبل سنوات مثلاً (دقيقة صمت) (الولادة من الخاصرة 1.2.3) (غزلان في غابة الذئاب) (لعنة الطين) و(العراب 1.2) وربما بدأ هذا النوع من الدراما من فيلم (رسائل شفهية) كتجسيد لمقولة (خبز ومرقة و300 ورقة) وكيف أن أغبى ولد في الضيعة كان مستقبله نقيباً في جيش التعفيش الأسدي بحسب المشاهد الأخيرة للفيلم.

السؤال الأهم كيف يمكن إنتاج هكذا مسلسلات وأفلام في بلد الدراسات الأمنية والاعتقالات بسبب قصيدة أو قصة أو ربما (نكتة سمجة) بلد التقارير الأمنية و(الحيطان لها آذان)؛ كيف يمكن ذلك؟

مثلاً "سامر رضوان" كل مسلسلاته عن المستتر خلف أبواب مكاتب المخابرات والأجهزة الأمنية.. و"علي معين صالح" في تجربته الأولى عن المخابرات وقيل إن مسلسله مسروق من "فؤاد حميرة" (حياة مالحة) عن نفس الموضوع .. ومنذ عدة سنوات ظهر على الساحة "علي وجيه" مع الممثل "يامن الحجلي" كثنائي لسيناريوهات عن الوضع المعيشي البائس في سوريا بسبب ما يسموه "الحرب" وفساد الأجهزة الأمنية...

هل كنا نعيش في بلد (ديمقراطي) ولا نعرف؟ وليس هناك تُهم من قبيل (وهن نفسية الأمة) (نشر أخبار كاذبة لتقويض الأمن القومي) (الارتباط مع جهات خارجية)؛ هل كانت سوريا بلداً ديمقراطياً؟

كانت طباعة (بروشور) لمطعم في سوريا كإعلان عن افتتاحه يلزم موافقة من الأمن السياسي.. تصنيع ختم من أجل فواتير سوق الهال يلزم موافقة أمنية.. من أجل ترخيص جمعية ثقافية بالطرق الرسمية (شحطونا) على فرع فلسطين.. رفض نتائج انتخابات لقائمة المخابرات في أي نقابة كفيلة باعتقال المعترض.. كيف كيف كيف كيف هالمسلسلات تُنتج في المزرعة السورية التي يرأسها هذا الحيوان؟

نوار الماغوط: كسر عظم لا جبائر لتثبيتها 

هل مسلسل (كسر عظم) الذي يعرض في موسم رمضان الحالي مجرد عمل آخر يضاف إلى سلسلة الأعمال التنفيسية التي صدرت سابقاً، أم يحمل دلالة أقوى من ذلك؟

تدور قصة المسلسل حول "الحَكم أبو ريان" الشخص النافذ بالدولة الذي يستغل عمل ابنه وأخ زوجته وآخرين من الضباط الفاسدين في الجيش وفي  الجمارك .. لتمرير أعمال قذرة لها علاقة مباشرة بالأزمة في سوريا.  

يقول هيثم "أبو مريم" الذراع اليمنى للحَكم: “في النهاية مو مهم قديش بينسفح دم ليبقوا صحاب الجاه على كراسيهم.. بدلالة أنو ما سبق وانذكر الصغار ولو مرة وحدة بكتب التاريخ”.

أيضا يتحدث هيثم في الحلقة التاسعة مع "الحَكم" وكبار مساعديه عن خطة محكمة لشراء أحد الحواجز المهمة بدمشق. استمعت إلى الحوار، طبعاً لا يمكن لأي روائي مهما وصلت قدرته التعبيرية والخيالية أن يكتب هذا النص فائق الدقة وربما الحقيقية إلا بمساعدة شركاء حقيقيين هم صناع الحدث أنفسهم. 

هل تلتئم العظام عن طريق إنتاج نسيج عظميّ حقيقي، ذاتياً بعد الكسر، أم إن العظام التي تعرضت إلى الكسر يلزمها تفتيت وتشكيل من جديد.

يكشف المسلسل أيضاً في غير حكاية ذات صلة بالقصة الأساسية الأيدي القذرة للجهات الأمنية داخل الحرم الجامعي، وتحديداً شراء النجاح في المواد الدراسية واستغلال الفتيات الجامعيات في المدينة الجامعية، عن طريق الانتهازيين والقوادين.

عرض المسلسل في هذا التوقيت وبعد فوات الأوان له أهمية بالغة بإيصال رسائل خاطئة للسوريين، بعيدة عن رواية الحقيقة الناقصة للأحداث... بغض النظر عمن رواها سواء المؤلف أو عدة مؤلفين.

العبقرية أن تكتب نصاً إبداعياً ينبئ بالمستقبل. الجحيم أن تصف ما حدث بعد فوات الأوان.

محمد عزيزي: الحنين إلى الدراما يدفعني لمعرفة "ترند رمضان"! 

هذا العام سمعت ضجيج من وسائل التواصل الاجتماعي عن مسلسل "كسر عظم"، و"اختيار الانقلاب"! 

أما عن (كسر عظم)، وبمعزل عن تخريب المسلسل بشخصية فايز قزق، وبتكرار قصة شخصية أمنية عسكرية مجرمة فاسدة تواجهها شخصيات أمنية شريفة ووطنية؛ وددت لو أن أحدهم يرشدني إلى مسؤول أمني وعسكري بارز في سوريا، وابنه يحمل قيم الخير والشهامة تدفعه إلى التفحيط والتشفيط مرة واحدة في الأسبوع فقط وليس إلى الانتحار!!!!

يخرج علينا فؤاد حميرة ليقول إن المسلسل مسروق منه، وهو صاحب نص (غزلان في غابة الذئاب) الذي أظهر فيه تصرفات ابن المسؤول الحقيرة والذي تحول فجأة في هذا المسلسل إلى حمامة وطنية بريئة!

كاظم آل طوقان: التزوير لن يمسح مشهداً واحداً من جرائمهم! 

ألف مسلسل (كسر عظم) ومع (وقف التنفيذ) لم ولن تمسح مشهداً واحداً من مشاهد إجرامهم التي وثقوها هم بأيديهم إمعاناً في الجريمة وتأكيد فائض الحقد لديهم. التزوير هنا ليس في أحداث (باب الحارة) البيئية،  بل مآسٍ ما زال من نجا منها يروي أدق تفاصيلها، إحداها امرأة روت كيف افتدت نفسها في (الحولة) كي لا يغتصب المتطرفون بناتها فقاموا بعد ذلك باغتصاب حتى البنات الصغيرات والأمثلة كثيرة!

التعليقات (7)

    إدلب الخضرا

    ·منذ سنتين 6 أيام
    هاي جزء من الحقيقة اما ما خفي كان اعظم

    سوريا للابد

    ·منذ سنتين 6 أيام
    دمرتو البلد والإنسان والحجر والفن والتاريخ والقيم كلو كرمال الأتراك والخلجان والغرب ما يكفيكم كلو كرمال شويت مصاري يا عيب الشوم.. سوريا بإذن الله راجعا وشعبنا تعلم من غلطو الأول

    أحمد المهاجر

    ·منذ سنتين 5 أيام
    إلى صاحب التعليق "سوريا للأبد" أقول: الله يلعن اللي ربط الكر وفلتك، وبس!

    سامر

    ·منذ سنتين 5 أيام
    علي وجيه الأسد مع الممثل الفاشل يامن الحجلي

    SOMEONE

    ·منذ سنتين 5 أيام
    مشانق بشار و أسماء و ملتهما ستعلق قريباً بمشيئة الله . سننظف سوريا من هؤلاء القذرين ونطهر سوريا من فسادهم و عفونتهم ونتانتهم !!!

    سوري حر

    ·منذ سنتين 3 أيام
    يا صاحب تعليق سوريا للأبد اصبحتم مثل الكلاب تبحثون في القمامة عما يسد جوعكم وتلهثون وراء من يرمي لكم عظمة ( فيئوا بأ فيئوا حاجتكم نايمين ) نحن عوملنا بعنصرية وحقد طائفي أم أنتم فعوملتم كحمير يمتضيها ويحرث عليها مقابل حفنة تبن دوام الحال من المحال سنعود يوماً ما ولكن لن يكون هناك أي آثر للأسد ولا لكلابه النبيحة

    عيلة الغول يهود

    ·منذ سنة 11 شهر
    كل الصورة للقتل والابتزاز صنعتها اوربا وامريكا العلوي كان يدرس في بريطانيا بينما السوري كانو لايعطوه فيزا ترانزيت، واليونان كانت تطلب اوراق من المخابرات السورية وكذا اوربا كانت ترسل معلومات المواطنين للامن وهذا بصفة ان الامن مركب من اديان وجماعات اوربية ، وكان غباء العلويين والايرانيين هو اساس تفويضهم ضد الشعب في سوريا، انظروا من بنى معامل المخدرات ايطاليا وفرنسا وانكلترا والمانيا ، ومن يحمي بواخر البترول المسروق والمخدرات والاثار بالطبع الناتو ،ومن يتجراء ان يتحدث عن هذا ، لا احد لانهم يقتلونه .
7

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات