جامعة دمشق تتحول إلى "بوق" للأسد وتمنع التعليق على تطبيلها للبعث

جامعة دمشق تتحول إلى "بوق" للأسد وتمنع التعليق على تطبيلها للبعث

تحوّلت جامعة دمشق إلى "بوق" لبشار أسد وميليشياته وكذلك حزبه الحاكم، حين أصرت على تهنئة حزب “البعث” بعيده (الماسي) وأغلقت التعليقات في وجه المعترضين على التطبيل، رغم أنها مؤسسة أكاديمية لكل السوريين وليست محسوبة على طرف سياسي أو حزبي.

ومنذ أسبوع، نشرت صفحة "جامعة دمشق" على صفحتها الرسمية في "فيس بوك" تهنئة خاصة موجهة لـ (حزب البعث العربي الاشتراكي) ولبشار أسد الذي يحكم البلاد من خلاله في سوريا، بمناسبة "العيد الماسي" للحزب.

وجاء في التهنئة: "رئاسة جامعة دمشق تتقدم بالتهنئة للأساتذة والعاملين والطلاب بهذه المناسبة متمنية لهم المزيد من العطاء والنجاح، وكل عام والرفيق الأمين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور بشار الأسد والوطن ورفاق البعث بألف خير".

في حين أغلقت صفحة الجامعة ميزة التعليق على منشور التهنئة أمام المتابعين، لمنع انتقادها على التطبيل والانحياز الواضح لزعيم الميليشيا والحزب الحاكم، ما ينفي استقلاليتها المفروضة من جامعة تمثل جميع السوريين.

وتعد جامعة دمشق كبرى الجامعات الخمس في سوريا وأقدمها، و "هي الجامعة الأم" التي ترجع نشأتها الأولى إلى عشرينيات القرن الماضي، كما تعد من أفضل الجامعات العربية وكان لها الفضل على الكثير من الطلبة العرب والأجانب عبر العقود الماضية.

لكن ميليشيا أسد ومن خلال السطو الشامل على تاريخ سوريا وعراقتها وعبر تحويل البلاد لـ "مزرعة أسد" حاولت أيضا السيطرة على أعظم المؤسسات التعليمية في سوريا من خلال الفساد والمحسوبيات وتعيين الإداريين وفق الولاء المطلق لها ولحزبها، الأمر الذي دفع بآلاف الكفاءات للهجرة خارج البلاد، وأدى في النهاية لانهيار المستوى التعليمي والأكاديمي إلى مستويات متردية.

ويرى حقوقيون سوريون أنه لا يحق لجامعة دمشق الانحياز بأي شكل من الأشكال لأي حزب سياسي أو فئة حاكمة أو التطبيل لزعيم، لا سيما وإن كان "مجرم حرب" ومتهماً بقتل وتشريد ملايين السوريين خلال حقبة "سوداء" من الحكم الديكتاتوري للبلاد.

وشهدت جامعات سوريا عموماً بما فيها جامعة دمشق خلال السنوات الأخيرة، انهياراً في المنظومة التعليمية والأخلاقية، ما جعلها تتراجع على سلّم تصنيف الجامعات العالمي بشكل مخيف، إلى جانب هروب آلاف الكفاءات التعليمية خلال سنوات الحرب بسبب الفساد الحكومي والنفوذ الميليشياوي.

تمثل ذلك بالتراجع الكبير لتصنيف الجامعات السورية عالمياً بانخفاض 4000 درجة، ضمن تصنيف (webomtrics) (ويب-ماتركس) العالمي للجامعات في تموز عام 2018، وهو التصنيف الوحيد الذي يحوي الجامعات السورية. ويقوم موقع ويب ما تركس التابع للمركز الوطني للبحوث بمدريد-إسبانيا، بإعداد هذا الترتيب كل ستة أشهر بهدف حث الجهات الأكاديمية في العالم لتقديم ما لديها من أنشطة علمية تعكس مستواها العلمي المتميز على الإنترنت.

واحتلت حينها جامعة دمشق المركز الثاني سوريّاً والمرتبة 8481 عالمياً متراجعة 3955 مرتبة، فيما حصلت الجامعة السورية الافتراضية على المرتبة الرابعة سورياً والمرتبة 10109 عالمياً بـ1445 درجة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات