بالتزامن مع الذكرى الرابعة.. ناجون وشهود يروون لأورينت تفاصيل مجزرة كيماوي دوما

بالتزامن مع الذكرى الرابعة.. ناجون وشهود يروون لأورينت تفاصيل مجزرة كيماوي دوما

يصادف يوم الخميس السابع من شهر نيسان ذكرى مضي 4 سنوات على استهداف ميليشيا أسد لمدينة دوما بالغاز الكيماوي التي أدت إلى مقتل العشرات وإصابة المئات من المدنيين الذين لجؤوا إلى الأقبية هرباً من القصف العنيف الذي تعرضت له المدينة أثناء حملة اجتياح الغوطة الشرقية والتي انتهت بتهجير أكثر من 70 ألف من أبنائها نحو الشمال السوري.

قصف هستيري غير مسبوق

وقال عمر الساعور من أبناء مدينة دوما وأحد المصابين الذي نجا من المجزرة لموقع أورينت، إنه في يوم السبت الموافق للسابع من نيسان من عام 2018، وبعد أن شنت ميليشيا أسد بمساندة الطيران الروسي حملة قصف عنيفة بمختلف الأسلحة استمرت ثلاثة أيام، حلقت طائرتان مروحيتان في سماء مدينة دوما، وألقتا برميلين محمّلين بغاز كيماوي على الأبنية السكنية وسط المدينة.

وأضاف عمر بأنه "عند الساعة 8:45 مساءً استهدفت ميليشيا أسد حي "القصارنة" بوسط مدينة دوما ببرميلين عبر مروحيتين ولم تستطع فرق الإسعاف والمدنيين وقتها من معرفة ما حدث للتو بسبب حجم القصف الجوي والمدفعي العنيف على المدينة بشتى أنواع الأسلحة حتى تم انتشار خبر اختناق الناس نتيجة استنشاق الغاز الكيماوي، ولم نتأكد حينها أنه غاز سارين أو كلور.

وذكر عمر "أن القصف في تلك الليلة كان بشكل غير مسبوق وهستيري، وبين القذيفة المدفعية والغارة الجوية فقط ثوانٍ وكانت فرق الإسعاف والدفاع المدني مستنفرة بالكامل ولكن من شدة القصف كانت معظم آلياتها مدمرة نتيجة استهداف معظم نقاطها.

وأشار إلى أنه بعد هبوط البرميلين، بدأ انتشار رائحة كريهة في عموم أرجاء المدينة، وتوجهت فرق الإسعاف إلى مكان الاستهداف، وشاهدوا خروج الزَبد من أفواه الأطفال والنساء، وعلمنا في لحظتها أن ميليشيا أسد استهدفت مدينة دوما بالغاز الكيماوي، وبدأت فرق الإسعاف بنقل المدنيين إلى النقطة "1" وهي الوحيدة التي كانت تعمل حينها وذلك في حي عبد الرؤوف بدوما.

مئات حالات الاختناق

بدوره قال عماد ريحاني أحد الناشطين من مدينة دوما لموقع أورينت ،إن ميليشيا أسد وبإسناد من الطائرات الروسية شنت حملة عسكرية كبرى في شباط من عام 2018 للسيطرة على الغوطة الشرقية، ولم تدع نوعاً من أنواع السلاح حتى المحرم دولياً إلا واستخدمته على رؤوس المدنيين الذين هرعوا إلى الملاجئ للاحتماء من القصف.

وأضاف الناشط، أنه في أحد الملاجئ "الأقبية" في حي القصارنة سقط برميلان محملان بغاز الكيماوي، وتابع أنه رأى عشرات الأطفال والنساء والشبان ملقين على الأرض وبدأت بعدها فرق الإسعاف والدفاع المدني بانتشال الجثث وإسعاف المصابين برش المياه عليهم في محاولة لإنقاذهم من الاختناق.

أعراض الإصابات بالكيماوي

وذكر عماد في شهادته أن "المصابين بالغاز الكيماوي كانوا يعانون من ضيق صدر حاد وصعوبة كبيرة في التنفس، ولم يستطع الأطباء والممرضون في النقطة الطبية رقم "واحد" سوى رش الماء عليهم وغسلهم بالماء وإعطائهم حقناً بسيطة وذلك لأن الأدوية نفدت بعد شهرين من حملة ميليشيا أسد العسكرية على الغوطة.

وفي سياق متصل، صرّح الناشط الحقوقي "سعيد الصديق" من الغوطة الشرقية بأن مجزرة الكيماوي في مدينة دوما تدين روسيا إلى جانب ميليشيا أسد لمشاركتها في تنفيذ الضربات الجوية ضد المدنيين في المدينة.

وأضاف أنه في كل محفل أو اجتماع لمناقشة ملف كيماوي ميليشيا أسد يكون هناك محاولة مراوغة وتصدي من قبل روسيا لتبرئته من الهجوم واتهام الدفاع المدني بفبركة هذه الأحداث وكذلك قامت روسيا بتكذيب كل تقارير منظمة حظر الأسلحة الكيماوية واستخدمت الفيتو في أكثر من مناسبة لمنع المحاسبة.

تقارير تحدد مسؤولية ميليشيا أسد

ويذكر بأن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أكدت في عام 2020 في تقرير لها أن ميليشيا أسد استخدمت غاز الكلور في دوما، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية في بيان وقتها إن استنتاجات بعثة تقصي الحقائق "تدعم" ما حددته الولايات المتحدة في تقييمها، لهجوم نيسان 2018، بأن ميليشيا أسد مسؤولة عن هذا الهجوم بالأسلحة الكيماوية الذي قتل وأصاب عشرات المدنيين في مدينة دوما.

والجدير بالذكر أن حصيلة الضحايا الذين تم توثيقهم واستشهدوا بالغاز الكيماوي في مدينة دوما كان 39 مدنياً بينهم 10 أطفال و15 سيدة وأصيب قرابة 550 شخصاً بحسب تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ولكن ناشطين أكدوا بأن الأرقام ربما تكون أكثر بكثير من ذلك، لأنه حصل تهجير لناشطي وأطباء مدينة دوما بعد يوم من الهجمة الكيماوية ولم يتم التحقق من الإحصائيات في حينها.

 

 

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات