لم يصدق المواطنون الأتراك في مدينة "إسكي شهير" أعينهم عندما رأوا الفتى السوري اللاجئ (إنغين) 15 عاماً وهو يقوم بجمع الأوراق والبلاستيك وأطباق الكرتون بقدم واحدة مستنداً إلى عكازيه الصغيرين، وذلك لإعانة عائلته الكبيرة وتأمين معيشتهم على الرغم من صغر سنه.
وبحسب موقع haberler" التركي فإن الفتى اللاجئ أثار إعجاب الناس الذين شاهدوه وهو يعمل بجد ويقوم بجمع المواد القابلة لإعادة التدوير في عربته بقدم واحدة شارعاً بعد شارع معتمداً على عكازيه التي بالكاد يدفعهما بسبب شلل في قدمه ناتج عن إعاقة خلقية.
ولفت الموقع إلى أن بعض الناس التقطوا صوراً للفتى السوري اللاجئ وهو يعمل في رمضان في المنطقة الصناعية بحي "أودون بازاري" في مدينة إسكي شهير، الأمر الذي نال إعجابهم وأصابهم بالحزن في الوقت نفسه، لأن الفتى يعيل بعمله أسرته وهو صائم.
وأشار "haberler" إلى أن الفتى السوري يكسب 50 ليرة في اليوم من خلال بيع الخردة التي كان يعبئها في عربته التي بالكاد يدفعها، وأنه جاء مع والديه و 5 من أشقائه إلى تركيا قبل نحو 5 سنوات فراراً من قصف ميليشيا أسد وحربهم على المدنيين في سوريا، حيث استقر في إسكي شهير.
وبيّن أن اللاجئ السوري الصغير أصبح يعرّف عن نفسه باسم "إنغين" كما إن التجار الأتراك في المنطقة الصناعية بالمدينة أصبحوا يعرفونه جيداً ويحبونه أيضاً ويقومون بمساعدته من وقت لآخر.
أطفال سوريون أثاروا إعجاب الأتراك
ولم يكن الفتى إنغين هو الوحيد الذي يعاني من إعاقة ويعمل في الوقت نفسه لإعانة أسرته، فقد نشر الإعلام التركي في وقت سابق خبراً عن الطفل السوري "أنس منديل" الذي أثار دهشة وإعجاب الناس في منطقة إسكندرون، وذلك بعد قيامه بجمع العلب الكرتونية والبلاستيكية لإعانة أسرته على الرغم من صغر سنّه وفقدانه يده اليسرى، بسبب قنبلة من مخلفات إجرام ميليشيا أسد على إدلب.
وفي لقاء أجراه معه موقع "إسكندرون" التركي قال الفتى الصغير "أنس المنديل" 11 عاماً، إنه قدم إلى تركيا قبل نحو ثلاث سنين، بعد أن قصف نظام أسد بيته في مدينة إدلب، فاضطر إلى اللجوء إلى تركيا مع عائلته الكبيرة المؤلفة من تسعة أشخاص.
وأشار الموقع التركي إلى أن "أنس" الطالب في الصف الخامس أصبح يعمل بجمع الأوراق والبلاستيك والكرتون في مدينة إسكندرون بعد انتهائه من المدرسة وفي أوقات فراغه لإعانة أسرته الفقيرة وكسب رزقه، حيث يضع الأشياء التي يجمعها بذراعه الوحيدة على عربة للأطفال ويقوم بجرها رغم المعاناة الشديدة التي يتعرض لها.
التعليقات (3)