كشفت مقادير طبخة يومية تقدمها صحيفة تابعة لحكومة ميليشيا أسد في العاصمة دمشق، التكاليف الجنونية لأسعار الطعام اليومي الذي تحتاجه كل أسرة سورية، حيث فاقت أسعار المقادير راتب شهر كامل لموظف حكومي.
الفضيحة جاءت ضمن برنامج يومي تقدمه جريدة "الوطن" المقربة من الميليشيا تحت عنوان (فطورك علينا) والذي يتضمن جولة داخل أسواق دمشق وشراء طبخة لأحد المتسوقين.
وخلال أحد الجولات، قررت المذيعة شراء مقادير طبخة "رمضانية" وتقديمها لإحدى السيدات اللواتي قابلتها في السوق، حيث بلغ ثمن تلك المقادير المخصصة لطبخة تكفي عائلة متوسطة (100 ألف ليرة) أي ما يفوق راتب موظف من الدرجة الأولى لدى حكومة الميليشيا.
وبحسب ما عرضت الحلقة، فإن المواد التي اشترتها المذيعة من سوق باب سريجة الأشهر في دمشق هي "(كيلو ونصف بندورة، و2 كيلو من البطاطا وكيلو رز وكيلو من الشعيرية وعلبة سمن نباتي وكيلو واحد من اللحم (الهبر)".
وتقدم الجريدة المحسوبة على ميليشيا أسد برنامجا يوميا في رمضان بعنوان "فطورك علينا" حيث يقدم البرنامج مقادير الطبخات الرمضانية للنساء اللواتي يقابلهن خلال حلقاته، بهدف مراقبة الأسعار والأسواق في دمشق، الأمر الذي فضح الحكومة وتصريحاتها المتناقضة حين كشفت الأسعار الجنونية وغير المبررة التي تواجه الناس بمناطق سيطرتها.
وتعاني مناطق سيطرة حكومة ميليشيا أسد أزمات اقتصادية غير مسبوقة بتاريخ سوريا على صعيد ارتفاع الأسعار وفقدان المواد الأساسية والبطالة وانهيار العملة المحلية، وذلك بسبب الفساد الحكومي وتفشي ظاهرة أمراء الحرب بين المسؤولين، بينما تحمّل حكومة الميليشيا الدول الغربية مسؤولية أزماتها كونها تفرض عليها بعض العقوبات.
ويحاول مسؤولو الحكومة تبرير تلك الأزمات بطرق استفزازية وبعيدة عن المنطق، متناسين الفساد الممنهج والسرقات والاحتكار المتّبع من المقربين من بشار أسد وكبار مسؤوليه، إضافة لبيع البلد لإيران وروسيا اللتين تتحكمان بمواردها لتعويض بعض الخسائر.
وكان وزير (التجارة الداخلية وحماية المستهلك)، في حكومة أسد المدعو عمرو سالم، حاول تبرير أزمة الأسعار المرتفعة بربطها بالأزمات العالمية وقال في محاولة لقلب الأمور وتحريف الحقائق: "في أزمة أسعار في أوروبا (عجيبة) متل عنا وأكثر، وسيتم تطبيق البطاقة الإلكترونية في ألمانيا وروسيا".
وأضاف مسؤول الحكومة: "الروس قاموا بإرسال وفد إلينا للاستفادة من التجربة السورية في (البطاقة الذكية) وفي المقنن وفي ضبط الأسعار، وقمنا بتقديم المساعدة بشكل شفهي ومكتوب"
التعليقات (2)