رمضان مخيم الركبان.. ميليشيا أسد تشدد الحصار والحشائش قوت الأهالي البديل

رمضان مخيم الركبان.. ميليشيا أسد تشدد الحصار والحشائش قوت الأهالي البديل

تشتد الظروف الإنسانية بشكل مقلق تجاه عشرات آلاف النازحين بما فيهم الأطفال والنساء في مخيم الركبان على الحدود الأردنية، بسبب الحصار المطبق الذي تفرضه ميليشيا أسد منذ أسابيع وأدى لفقدان المواد الأساسية للعيش كالخبز والأدوية، واضطر الأهالي لأكل الحشائش بديلا عن الخضروات المفقودة في شهر رمضان.

مصادر محلية من المنطقة ذكرت لأورينت نت، أن مخيم الركبان مازال يتعرض لحصار مطبق من ميليشيا أسد وحلفائها الإيرانيين منذ نحو أسبوعين، حيث تمنع الميليشيا دخول المواد الغذائية والطحين والوقود والأدوية ومواد التدفئة والخضروات.

وقال أحد الناشطين إن الحصار الخانق أجبر النساء في المخيم لاستخدام الحشائش المزروعة بجانب خيامهم لصناعة أطباق "السلطة أو الفتوش"، وذلك بسبب فقدان مواد السلطة كالبندورة التي وصل سعرها لآلاف الليرات السورية.

 

ضغوط لدوافع سياسية

كما أكد اللاجئ في المخيم (عمر الحمصي) للوكالة التركية، أن المساعدات الإنسانية من الأمم المتحدة لم تصل إلى المخيم منذ حوالي 3 سنوات، وقال: إن "قوات النظام السوري شددت الحصار على المخيم منذ عشرة أيام، ومنعت دخول مواد المعيشة الأساسية كالوقود والحطب والطحين لإجبار اللاجئين بالمخيم على الهجرة".

وعلى الصعيد الصحي، يفتقر المخيم لجميع المعدات الطبية والأدوية مع نقص حاد في حليب الأطفال ونقص أدوية الإسعافات الأولية، حيث أدى الحصار الخانق لأزمة متفاقمة في النقطة الطبية الوحيدة في المخيم، ولاسيما بعد إغلاق الجانب الأردني حدوده أمام المخيم.

 

أزمة إنسانية

وشددت ميليشيا أسد الحصار الخانق على المخيم خلال الأيام الماضية بمنع وصول المواد الغذائية والأدوية وحتى حليب الأطفال إلى المنطقة، الأمر الذي فاقم الأزمة الاقتصادية والإنسانية في المخيم، وسط مناشدات مكثّفة من النازحين لإنقاذهم وفكّ الحصار بأسرع وقت، في ظل غياب الرعاية الصحية في المنطقة.

ونتيجة تلك الإجراءات الانتقامية تجاه النازحين، فُقدت المواد الأساسية للعيش من داخل أسواق المخيم، كالمواد الغذائية (الطحين والبرغل والأرز وزيت القلي)، وكذلك ندرة الخضار وحليب الأطفال والغلاء الفاحش في أسعار المواد المتوفرة، حيث وصل سعر كيلو الطحين إلى 2500 ليرة، وكيلو الشعير إلى 2300 ليرة، والنخالة 2000 ليرة، والأعلاف (التبن) 1250 ليرة للكيلو الواحد، بينما وصل سعر الليتر الواحد من البنزين 8 آلاف ليرة، والمازوت 6 آلاف، بحسب مصادر محلية وناشطين.

وقال ناشطون من المنطقة لأورينت نت إن فرن الخبز الوحيد في الركبان توقف عن العمل منذ نحو عشرة أيام بسبب الحصار المفروض من ميليشيا أسد ونفاد مادة الطحين، ما دفع القائمين على الفرن لتجربة إنتاج "خبز النخالة" المصنوع من نخالة الطحين، ليكون ذلك الخبز بديلاً مؤقتاً عن خبز الطحين رغم سوء جودته وخواصه.

ودفع ذلك النازحين للتظاهر تنديداً بالحصار الخانق ولمطالبة المجتمع الدولي وخاصة "التحالف الدولي" في منطقة التنف بالتحرك لأجلهم، حيث رفعوا لافتات تتحدث عن مأساتهم وتناشد المنظمات الدولية لمساعدتهم وتحديداً “الأمم المتحدة” التي تلعب دوراً سلبياً تجاه مأساة النازحين وتنحاز لجانب أسد وميليشياته في مخططها العدواني، وفق تسجيلات وصور نشرها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي.

 

الأمم المتحدة تمارس دور القلق

فيما نقلت وكالة "الأناضول" عن المتحدث باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي، ( ينس لارك) إن قوافل المساعدات الإنسانية لم تصل إلى مخيم الركبان منذ أيلول 2019، مضيفا: "نشعر بالقلق حيال الأوضاع الإنسانية والظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها سكان المخيم البالغ عددهم نحو 10 آلاف و500".

ولفت المتحدث الأممي إلى أن ميليشيا أسد أجبرت أكثر من 20 ألفا و700 شخص على مغادرة المخيم والعودة إلى مناطق سيطرة الميليشيا في حمص منذ أواخر 2019، وذلك تحت ضغوط الحصار الخانق والتهديدات الأمنية وغيرها من الضغوط.

ويقع مخيم الركبان بمنطقة الـ 55 في البادية السورية بالقرب من الحدود الأردنية، ويتبع إدارياً لريفي دمشق وحمص. أنشئ عام 2014 ويضم في الوقت الراهن أكثر من سبعة آلاف نازح غالبيتهم من مناطق تدمر وحمص وأريافها والرقة ودير الزور، فروا من بطش ميليشيا أسد وإيران خلال هجومها على مدنهم وأحيائهم.

وخلال السنوات الماضية، ساهم الاحتلال الروسي بتفاقم الأزمة الإنسانية في مخيم الركبان من خلال ضغوط سياسية وعسكرية مارسها لتفريغ المخيم وإعادة نازحيه إلى حضن حليفه أسد، إضافة لدور الجانب الأردني في زيادة الحصار حين أغلق حدوده في وجه المخيم وكذلك أغلق النقطة الطبية الوحيدة في المنطقة، ما أدى لارتفاع معدلات الموت جوعاً ومرضاً في صفوف النازحين.

 

التعليقات (1)

    أبو عمر

    ·منذ سنتين أسبوعين
    حسبنا الله ونعم الوكيل , الأمم المتحدة والمجتمع الدولي يقلقون فقط . ويدعموا لاجئي أوكرانيا . لاحول ولاقوة إلا بالله .
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات