لم ينشف حبر قانون تجريم التعذيب.. بشار الأسد يكذّب نفسه ودرعا تحتضن أول الضحايا!

لم ينشف حبر قانون تجريم التعذيب.. بشار الأسد يكذّب نفسه ودرعا تحتضن أول الضحايا!

لم تمضِ سوى 3 أيام، على أكذوبة "قانون تجريم التعذيب" التي أعلن عنه متزعم ميليشيا أسد، حتى تتسلّم محافظة درعا جثة أحد أبنائها الذين قتلوا تحت التعذيب في أسوأ "المسالخ البشرية" التابعة للميليشيا، ليشكل ذلك سهم يقين يدحض مسرحيات الميليشيا التي تحاول حماية مجرميها من المحاسبة الدولية لا أكثر.

وفي 30 من آذار الماضي، (قبل أربعة أيام) أصدر بشار أسد قانونا يتضمن "تجريم التعذيب" في مناطق سيطرته، رغم قتله لمئات آلاف السوريين في سجونه ومعتقلاته، ورغم أن معظمهم مازالوا معتقلين ويتعرضون لأبشع أنواع التعذيب.

وما هي إلا أيام ثلاثة، حتى استقبلت مدينة طفس غرب درعا، جثمان أحد أبنائها مقتولا تحت التعذيب في سجن صيدنايا العسكري بعد اعتقال دام أربعة أعوام، ليكون الضحية الأولى لجرائم التعذيب في سجون الميليشيا الذي يدحض القانون المزعوم .

وفي التفاصيل ذكر (تجمع أحرار حوران) أن ذوي الشاب (محمد عمار الزعبي) تسلموا جثمان ابنهم من ميليشيا أسد، الأحد (3 نيسان الحالي) "وقاموا بدفنه في مقبرة تل السمن شمال مدينة طفس، بعد استشهاده تحت التعذيب في معتقلات النظام".

وأوضح التجمع المحلي أن الشاب الزعبي مدني من مواليد 1998، اعتقلته الميليشيا قبل أربعة أعوام على أحد حواجزها العسكرية رغم أنه مدني ولم ينضم لأي تشكيل عسكري، وأن ذويه دفعوا أكثر من 30 ألف دولار لمعرفة مصيره في سجون الميليشياـ، ولكن دون جدوى.

 

“كذبة نيسان؟”

ومنذ الساعات الأولى لإعلان ميليشيا أسد عن قانون "تجريم التعذيب"، الأربعاء الماضي، سارعت الأوساط المحلية السورية والدولية والحقوقية، للسخرية من القانون ومضمونه بسبب حجم الجرائم التي ارتكبتها ميليشيا أسد على مدار عشرة أعوام على الأقل، حين كانت المسؤولة عن مقتل عشرات آلاف السوريين في معتقلاته.

ووصفت منظمة (هيومن رايتس ووتش) ذلك القانون بأنه "كذبة نيسان" كونه يتنافى مع هيكلية وعقلية ميليشيا أسد، وقالت المنظمة في تعليقها على القانون المزعوم: “هذه ليست كذبة (أبريل)، سوريا التي يعتبر التعذيب فيها أمراً اعتيادياً، أصدرت قانوناً يجرم التعذيب”.

واعتبرت المنظمة الدولية أن محاولة إصدار ميليشيا أسد لذلك القانون المثير للجدل، هو "رداً على الجهود المستمرة لمقاضاة المسؤولين السوريين على استخدام التعذيب في النزاع، بما فيها محاولة بعض الدول محاسبة الحكومة السورية عن التعذيب بموجب (اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب)، في إشارة للمحاكمات الأوروبية لبعض مجرمي أسد الموجودين على أراضيها.

سخرية حقوقية

وبالفعل، تحوّل القانون المزعوم لمادة سخرية وتندر على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ وكيف يصدق السوريون ذلك القانون وهم تعرّضوا لأبشع أنواع التعذيب في سجون أسد ومازال أقاربهم وأولادهم يتعرضون للتعذيب في تلك "المسالخ"، إلى جانب آلاف الصور التي سرّبها قانون "قيصر" قبل سنوات وتفضح أبشع جرائم العصر.

وتعليقاً على القانون، كتب السياسي والمعارض السوري جورج صبرا، في تغريدة ساخرة "صدّق أو لا تصدّق أن برلمان الأسد ناقش مشروع قانون “تجريم التعذيب”، وشبّه صبرا حكومة أسد بـ “العاهرة التي تحاضر بالشرف” حسب تعبيره، متسائلاً عما تفعله أجهزتها الأمنية بالمعتقلين غير التعذيب والقتل؟

أما المحامي والخبير القانوني عارف الشعال فسخر بطريقته من القانون معتبراً أن تأثيره يضاهي تأثير رفع حالة الطوارئ عام 2011، في إشارة إلى أنه مجرد حبر على ورق، واقتبس الشعال فقرة من كتاب "أصول المحاكمات الجزائية" تجرّم انتزاع الاعترافات بالتعذيب وتصفها بغير القانونية وتهاجم المحققين الذين يلجؤون إليها.

في حين تساءل الكاتب والسيناريست حافظ قرقوط بالقول "هل يوجد أوقح من نظام الأسد على وجه الأرض.. مجلس شعب الأسد يناقش قانون “تجريم التعذيب”، وأضاف "نظام قتل مئات الآلاف في سجونه ومعتقلاته وتفنن بأساليب التعذيب وشرد نصف الشعب السوري يزاود الآن على الناس، متابعاً "لعن الله هذا الزمن الذي استفحل فيه هذا الوباء الأسدي".

حماية مجرميه

ويرجّح الكثيرون أن مسرحية قانون تجريم التعذيب جاء في خطوة لحماية مسؤولي أسد من محاسبة مقبلة على غرار ضباطه المشاركين في تعذيب السوريين، ولاسيما محاكمة الضابط (أنور رسلان) في محكمة "كوبلنز" الألمانية لإدانته بجرائم تعذيب وقتل آلاف السوريين حين كان مسؤولا في "فرع الخطيب" في دمشق، على ضوء ذلك حكمت عليه المحكمة بالسجن مدى الحياة.

وفي عام 2014، سرّب الضابط السوري المنشق (قيصر) 55 ألف صورة تتضمن مشاهد لـ 11 ألف معتقل سوري قتلوا بأبشع أنواع التعذيب في سجون ميليشيا أسد بسبب مشاركتهم في المظاهرات المناهضة لأسد وميليشياته.

وكانت تلك الصور كفيلة بنقل صور مأساة المعتقلين السوريين للمجتمع الدولي، وعلى ضوئها أقرت واشنطن قانون قيصر لمحاسبة أسد ومسؤوليه، لكن تلك التحركات لم تكن كفيلة بوقف الانتهاكات والتعذيب تجاه المعتقلين الذين مازالوا قابعين في سجون الميليشيا ويتعرضون للتعذيب الوحشي.

وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان فإن نحو 14ألفا و537 شخصا قتلوا تحت التعذيب في سوريا منذ 2011 ولغاية 2021، وكانت ميليشيا أسد مسؤولة عن 98.63 بالمئة من تلك الحصيلة.

التعليقات (1)

    HOPE

    ·منذ سنة 11 شهر
    الشمس ما بتتغطى بالغربال .. اجرام العصابه الحاكمه في سوريا متل قرص الشمس اي كذب و اي نفاق سوف يغطي هذه الحقيقه .. الة القتل الاسديه من الاب للابن بحقدها و جبروتها اوضح من ان يتم طمسها بالكذب الذي يبدع فيه كلاب السلطه في دمشق.
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات