بالأسماء.. قسد تعيّن موالين لميليشيا أسد في أهم المناصب بدير الزور والاحتجاجات تتصاعد

بالأسماء.. قسد تعيّن موالين لميليشيا أسد في أهم المناصب بدير الزور والاحتجاجات تتصاعد

لا تزال مناطق سيطرة ميليشيا قسد في دير الزور على صفيحٍ ساخن منذ أيام، حيث تشهد احتجاجات شعبية متواصلة للأهالي في مختلف أنحاء المحافظة للتنديد بالفساد والسرقات في المجالس المحلية التابعة للإدارة الذاتية، ولفضح ما سمّوه تجاوزات قسد بحقهم.

 

وبحسب ما وثقت عدةُ شبكات محلية من دير الزور فقد شهدت مناطق شرق الفرات (12) مظاهرة خلال 10 أيام فقط، وجاءت المظاهرات بالتزامن مع إضراب شامل للمعلمين في عموم المنطقة تحت عنوان "إضراب الكرامة" حيث مازالت العملية التعليمية في دير الزور متوقفة بسببه.

 

وترجع أسبابه على خلفية مطالبة المعلمين بتحسين رواتبهم ومكافحة الفساد وقيام الإدارة الذاتية التابعة لـ "قسد" بتهميش التعليم في المنطقة، وعدم الاكترث بحال أهالي محافظة دير الزور وأوضاعهم المعيشية الصعبة، بل باتت ممارساتها سبباً مباشراً في تردي حال السكان.

 

شهادات ناشطين حول تجاوزات قسد

وعن الموضوع قال الناشط "خلف الخاطر" من دير الزور لـ "أورينت نت": إنه منذ مجيء ميليشيا "قسد" للمنطقة في أواخر العام 2017 وحتى اليوم لم يطرأ أي تحسن على حياة الناس، بل ازداد الوضع سوءاً، فالفوضى الأمنية تتصاعد وكذلك الفقر والجهل والفساد الذي بات مُتفشياً في جميع مفاصل مؤسسات الإدارة الذاتية.

 

وأكد الخاطر أن كوادر ميليشيا (ب ي د) التابعة لقسد هي المتحكمة في جميع نواحي حياة السكان، ومن أبرز تلك الأسماء هو "باران" الذي يعدّ المسؤول رقم واحد في دير الزور والآمر والناهي الذي يتولى فعلياً الإشراف على مجلس دير الزور المدني، حيث إنه مؤخراً قام بتعيين المدعو "محمد رجب" رئيساً للمجلس المدني بدلاً عن الدكتور غسان يوسف دون أي انتخابات او استشارة أحد.

 

وبيّن الخاطر أن القرار سبّب موجة احتجاجات شعبية غاضبة في دير الزور لا تزال تبعاتها حتى اليوم، حيث يطالب الأهالي باختيار ممثليهم، وكف يد الكوادر عن التدخل بشؤون المنطقة المهمشة والتي تُعاني أساساً، ويعشعش الفساد في كل مؤسساتها، لدرجة أن هناك موالين لميليشيا أسد باتوا يشغلون مناصب كبيرة في الإدارة الذاتية وعلى مرأى ومسمع منها.

 

قسد تعين موالٍ لأسد في صفوفها

وأضاف أن مسؤول المجلس المدني الجديد الذي عينته كوادر (ب ي د) هو "محمد الرجب" الذي ينحدر من مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة ميليشيا أسد اليوم، وهو مدرس سابق لمادة "التاريخ" ولا يزال يسافر لمناطق سيطرة ميليشيا أسد وحتى للعاصمة دمشق، كما أنه يتقاضى راتبه منهم أيضاً.

 

وعلى الرغم من أنه اليوم باتَ مسؤولاً عن مجلس دير الزور المدني التابع للإدارة الذاتية تحت راية ميليشيا "قسد"، لكن الرجل معروف بمواقفه المسايرة لميليشيا أسد، وليس هو فقط بل هناك الكثير من الموالين والموظفين لدى الإدارة الذاتية، ولهم تواصل مع أفرع حكومة ميليشيا أسد الأمنية.

 

مظاهرات شعبية غاضبة

وفي السياق نفسه وبتاريخ 22 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي اندلعت مظاهرات شعبية كبيرة غاضبة غرب دير الزور بسبب تصرفات أحد كوادر (ب ي د ) المدعو "حمزة" مسؤول شركة التطوير الزراعي التابعة للإدارة الذاتية في دير الزور وهو كردي تركي لا يتكلم العربية.

 

ووفقاً لشبكة "فرات بوست" فقد قام "حمزة" بمهاجمة مبنى الاقتصاد في منطقة المعامل شمال دير الزور، حيث أجبر مدير لجنة الاقتصاد وتحت تهديد السلاح على توقيع قرار تعيين أحد عناصر ميليشيا الدفاع الوطني التابعة لميليشيا أسد، المدعو "حسين الدريعي المرار" والذي كان قد دخل مناطق نفوذ قسد قادماً من مناطق نفوذ ميليشيا أسد، حيث كان قائد مجموعة فيما يعرف بميليشيا الدفاع الوطني.

 

وأضافت الشبكة أن المدعو "حمزة" أرغم مدير لجنة الاقتصاد على توقيع قرار تعيين "المرار" كمسؤول عن شعبة التموين في مجلس دير الزور المدني، وذلك تحت التهديد، كما أجبر (حمزة) رئيس لجنة الاقتصاد في المجلس على توقيع عدد من القرارات الإدارية، والتي منها إيقاف تزويد عدة بلدات بالعلف للمواشي ومادة السكر ما زاد نقمة أهالي المحافظة.

 

وذكرت شبكة «نهر ميديا» المحلية أن هذه الحادثة صادفت وجود عدد من أبناء منطقة الريف الغربي في دير الزور بجوار المبنى، ما دفعهم للتحرك واقتحام المكان ليهرب على إثرها المدعو حمزة من المبنى، وتبدأ موجة احتجاجات كبيرة على هذه الممارسات والتغوّل المتفاقم لكوادر “قسد” في شؤون الأهالي.

 

فساد في قطاع الصحة

ولم يسلم قطاع الصحة في دير الزور كذلك من تغلغل أذرع ميليشيا أسد فيه، وبحسب مصدر خاص لأورينت نت (رفض الكشف عن اسمه)، فقد قام الدكتور "محمد السالم" مدير هيئة الصحة في دير الزور التابعة للإدارة الذاتية بتعيين المدعو "شعلان السيد" مديراً لمشفى قرية "حريزة" من قرى غرب الخابور، والمشفى المذكور تُشرف عليه منظمة " Syria Relief " الخيرية.

 

وأكد المصدر أن "شعلان" عضو في شعبة حزب البعث في دير الزور، ومازال على رأس عملهِ، وهو منسق معروف لما يسمى بالمصالحات لدى ميليشيا أسد، وله صلات وثيقة جداً بها حيث إنه يسافر لدمشق بانتظام، ويشغل اليوم مديراً للمشفى دون أي مؤهلات فهو خريج أدب عربي، وقام بتعيين أكثر من 22 شخصاً من أقاربه وعشيرته في المشفى نفسه رغم أنهم لا يملكون أي مؤهلات علمية.

 

وأوضح أن "شعلان" قام بإقصاء عدد من الموظفين السابقين وطردهم واستبدالهم بأشخاص مُقربين منه، ولا يزال شخصاً موالياً لميليشيا أسد إلى يومنا هذا، وكان قد ترك المنطقة منذ سيطرة الجيش الحر عليها، وعاد منذ فترة بغطاء عبر قيادات في ميليشيا «قسد»، حيث إن الأخيرة مازالت تُلاحق كل شخص منتمٍ للجيش الحر سابقاً في مناطقها وتقوم بتهميشه ومنعه من الالتحاق بأي وظيفة أو منصب في مناطقها.

 

تهميش وهجرة متزايدة

من جهته قال الناشط "فاضل العبود" من أبناء مدينة هجين شرق دير الزور: إن هذه الممارسات تأتي في وقت يعاني فيه أبناء المنطقة من البطالة والتهميش، وحتى النخب العلمية وأصحاب الكفاءات باتوا يغادرون المنطقة نهائياً، لكون فرصهم باتت معدومة بسبب تسلط كوادر (ب ي د) وأذرعها، والتي تكيل بمكيالين فهي تضيّق على الثوار من أهل المنطقة وتلاحقهم، وتحابي الموالين لميليشيا أسد وعرّابي المصالحات بل وتنصبهم في مراكز مهمة.

ويضيف العبود، إن بعض ممارسات قسد لا تختلف كثيراً عن ممارسات ميليشيا أسد فهم يحاصرون بلدة "درنݘ " شرق دير الزور منذ (6) أيام، فقط لأن الأهالي تظاهروا ضد فساد الإدارة الذاتية وتسلّط قسد، وتم قطع المياه والكهرباء والإنترنت وتم فرض حظر تجوّل كذلك، متسائلاً هل يوجد فرق بينهم وبين ميليشيا أسد؟.

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات