رغم تنكيل أجهزتها الأمنية لعقود بمئات آلاف المعارضين والمعتقلين، فاجأت حكومة ميليشيا أسد السوريين بقانون يجرم التعذيب، ما أثار ردود أفعال واسعة ولاسيما بعد أن أصبحت أقبيتها الأمنية مضرب مثل في الإجرام حول العالم.
وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، تحوّل قانون تجريم التعذيب الذي أصدره بشار الأسد إلى مثار للسخرية والتندر حيث عبّر عشرات المغردين والنشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي عن دهشتهم من القانون في ظل تحويل ميليشيا أسد الدستور لمجرد وسيلة لقمع السوريين.
جورج صبرا: صدّق أو لا تصدّق!
السياسي والمعارض السوري جورج صبرا، عبّر عن صدمته من هول المفاجأة وكتب في تغريدة ساخرة "صدّق أو لا تصدّق أن برلمان الأسد ناقش مشروع قانون "تجريم التعذيب".
وشبّه صبرا حكومة أسد بـ “العاهرة التي تحاضر بالشرف” حسب تعبيره ، متسائلاً عما تفعله أجهزتها الأمنية بالمعتقلين غير التعذيب والقتل؟
وأضاف أن فضيحة أسد في ذلك مجلجلة يعرفها العالم بأسره، واختبر جرائمها معنا اللبنانيون والفلسطينيون أيضاً.
الشعال: كحال قانون الطوائ
المحامي والخبير القانوني عارف الشعال سخر بطريقته من القانون معتبراً أن تأثيره يضاهي تأثير رفع حالة الطوارئ عام 2011، في إشارة إلى أنه مجرد حبر على ورق.
وتعليقاً على القانون، اقتبس الشعال فقرة من كتاب "أصول المحاكمات الجزائية" تجرّم انتزاع الاعترافات بالتعذيب وتصفها بغير القانونية وتهاجم المحققين الذين يلجؤون إليها.
وباء أسدي
الكاتب والسيناريست حافظ قرقوط تساءل هو الآخر بالقول "هل يوجد أوقح من نظام الأسد على وجه الأرض.. مجلس شعب الأسد يناقش قانون "تجريم التعذيب"
وأضاف في تغريدة على تويتر "نظام قتل مئات الآلاف في سجونه ومعتقلاته وتفنن بأساليب التعذيب وشرد نصف الشعب السوري يزاود الآن على الناس، متابعاً "لعن الله هذا الزمن الذي استفحل فيه هذا الوباء الأسدي".
فيما اعتبر المعتقل السياسي السابق محمد برو أن أصدار قانون التجريم يورط ميليشيا أسد ويؤكد بما لا يدع مجالاً للشك بأن ممارسة التعذيب كانت قانونية.
استخفاف بعقول البشرية
الناشط قيس الشامي رأى أن قانون "تجريم التعذيب" الذي أصدره بشار الأسد بالأمس ما هو إلا استخفاف بعقول البشرية جمعاء لأنه لا أحد على سطح هذا الكوكب إلا ويعلم جرائم التعذيب بسجون أسد.
ولخّص الشامي تلك المناورة من قبل حكومة ميليشيا أسد بعبارة "أي.. على هامان يافرعون".
هدفان وراء القانون
العقيد محمد عيد الأحمد اعتبر أن "تجريم التعذيب شهادة بخط المجرم بأنه كان مسموحا" حسب تعبيره، ورأى أن الهدف من تجريمه يتمثل في تهديد الضحايا الذين يفكرون بتقديم شكاوى ضد معذبيهم من جهة، وتهديد للشبيحة بسوط القانون في حال العصيان من جهة أخرى.
بدوره سخر المحامي والكاتب، جهاد الأسمر من القانون بالقول إن سوريا أصبحت سويسرا الشرق بعد قراره، أما المحامي والناشط الحقوقي رامي عساف فاقتبس من نص القانون بنداً ينص على عقوبة الإعدام في حال نجم عن التعذيب موت إنسان أو اعتُدِيَ عليه بالاغتصاب أو الفحشاء خلال التعذيب، وختم منشوره بسؤال "من الذين تنطبق عليهم هذه المادة برأيكم؟"
سخرية عربية
ولم تقتصر السخرية من القانون على السورييين وحدهم، بل شملت حتى بعض المثقفين والحقوقيين العرب ممن لم يتمكنوا من هضمه بعد كل ذلك الكم من الجرائم.
وفي تعليقه على القانون المزعوم، كتب الكاتب والناشط السياسي اللبناني الدكتور صلاح أبو الحسن مستهزئاً "ليس العهر محصوراً بلبنان فقط .. تصوروا أن الأسد يناقش مشروع "تجريم التعذيب" في السجون!!"
في حين كتب الأستاذ الدكتور الجزائري بوعرفة عبد القادر: "قانون تجريم التعذيب الذي أصدره بشار الأسد من حيث البنود رائع جدا.. لو طبقه كما يقول فإن كل حاشيته وزبانيته وجنوده يصبحون مجرمين وفي السجون.
واستهزأ عبد القادر من القانون بالقول إنه أغفل إعدام كل من قتل أو اعتقل طفلاً أو رضيعاً، مطالباً ميليشيا أسد بإطلاق سراح السيدة رانية العباسي وأطفالها الستة بدلاً عن سنّ القوانين الفارغة.
ودأبت حكومة ميليشيا أسد على اعتقال السوريين وتعذيبهم على مدى العقود الخمسة الماضية.
وكانت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية قد نشرت في وقت سابق، تقريراً أعدته منظمة "محامين وأطباء من أجل حقوق الإنسان" حول الانتهاكات الجنسية التي يتعرض لها المعتقلون في سجون نظام أسد، وقد ذكر التقرير حينها أن المعتقلين يتعرضون لـ الاغتصاب والإخصاء الإجباري وربط وتقطيع وحرق الجزء الحساس من الجسم، وإدخال أنابيب مياه في أجسادهم وفتح صنبور المياه بحيث ينتفخ جسم المعتقل وذلك لإجباره على الاعتراف".
كما نشر المركز السوري للعدالة والمساءلة (SJAC) ومقره واشنطن تقريراً تداولته وسائل الإعلام الدولية، عن طرق التعذيب الجنسي التي يتم اتّباعها مع النساء في المعتقلات، وعلى رأسها الاغتصاب وإلحاق الأضرار بالأعضاء التناسلية والحساسة وغيرها.
التعليقات (5)