مفاوضات إسطنبول لإنهاء الحرب.. تطور لافت بالتصريحات الروسية وصمت أوكراني

مفاوضات إسطنبول لإنهاء الحرب.. تطور لافت بالتصريحات الروسية وصمت أوكراني

انتهت جولة المفاوضات الجديدة بين وفدي روسيا وأوكرانيا في مدينة إسطنبول التركية، بمخرجات تمهّد لجولات قادمة وعلى مستويات أوسع بهدف الوصول إلى اتفاق شامل ينهي الحرب القائمة، حيث وصفت موسكو تلك المفاوضات بـ "البناءة"، فيما أكدت كييف رفضها لأي تنازل عن سيادة البلاد.


والتقى الوفدان في قصر (دولما بهتشه) في إسطنبول، بعد أسبوعين على جولة سابقة، بحضور الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان الذي طالب بضرورة التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب بين الطرفين وقال: "دخلنا مرحلة تحقيق نتائج حاسمة في هذه المفاوضات، لدى الطرفين مخاوف مشروعة ويمكن التوصل إلى حل خلال هذه المفاوضات يضمن مصالحهما معاً".
 

ورفض الجانب الأوكراني التنازل عن سيادة بلاده مقابل للخضوع الشروط الروسية خلال لقاء اليوم، وقال الوفد الأوكراني: "نحن لا نتاجر بالناس أو الأرض أو السيادة"، معتبراً أن "الحد الأدنى للبرنامج سيكون مناقشة قضايا إنسانية، والحد الأقصى هو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار".
 

وأضاف متحدث الوفد: "لا يمكن التوصل إلى اتفاق سوى بانسحاب الجيش الروسي إلى مناطقه في 23 فبراير"، أي قبيل بدء الغزو الروسي لبلاده، معتبراً أن التفاوض تمحور حول: "الطريقة التي سننفذ بها وقف إطلاق النار وعن المساعدات الإنسانية"، حيث طالب الوفد إسرائيل وبولندا وكندا وتركيا أن "تكون دولاً ضامنة" مقابل تعهّد بمحاسبة أي أوكراني “تجاوز بحق الأسرى الروس لديهم”.
 

أما الوفد الروسي المفاوض، فأعلن في ختام جولة المفاوضات أنه "تم الاتفاق على بعض التفاصيل وسيتم دراستها من الخارجية الروسية"، واصفاً تلك الجولة مع الجانب الأوكراني بأنها “كانت بناءة”، وقال رئيس الوفد إن مقترحات كييف "تتضمن إعلان أوكرانيا دولة محايدة وخارج إطار أي تحالفات عسكرية"، إضافة لمطالبات بضمانات أمنية مقابل خلوها من الأسلحة النووية وأن تلك الضمانات الأمنية "لا تنطبق على شبه جزيرة القرم ودونباس".
 

وأضاف المسؤول الروسي "مقترحات كييف تتضمن تخليها عن إمكانية استعادة شبه جزيرة القرم ودونباس عسكرياً"، وأن أوكرانيا "ترفض الانضمام للتحالفات العسكرية ونشر قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها"، مؤكداً أن موسكو "لا تعارض انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي"، ما يشكل تطوراً في الموقف الروسي الذي ما زال مصرّاً على رفضه انضمام كييف إلى حلف الناتو.
 

في حين قال نائب وزير الدفاع الروسي: "اتخذنا قراراً بتقليص النشاط العسكري في كييف وتشرنيهيف"، مضيفاً أن المفاوضات مع أوكرانيا" بدأت تنتقل إلى المستوى العملي"، فيما طالبت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، الأوكرانيين بـ "اتخاذ إجراءات بناءة ووقف ممارسات الكتائب اليمينية المتطرفة لإعادة الاستقرار"، وأضافت في تصريحات أعقبت جولة المفاوضات: "وجود المرتزقة على أراضي أوكرانيا انتهاك لاتفاقية فيينا".

 

تفاؤل تركي وشماتة أمريكية

بدوره قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، تعقيباً على جولة المفاوضات بين وفدي أوكرانيا وروسيا على أراضيه: " لمسنا تقارباً بين الطرفين الروسي والأوكراني في مفاوضات اليوم …. يمكننا القول إن المفاوضات الروسية الأوكرانية بدأت تثمر السلام والتقارب في وجهات النظر"، مشيراً إلى أن المفاوضات بين الطرفين في إسطنبول لن تستمر إلى يوم غد.
 

ومن جهته قال المتحدث باسم البنتاغون تعقيباً على جولة المفاوضات الأخيرة بين وفدي روسيا وأوكرانيا: "لم نرَ ما يؤكد أن وحدات من الجيش الروسي بدأت تنسحب من جبهات القتال حول كييف"، وأضاف المسؤول الأمريكي: "من الواضح أن الروس لم يكونوا مستعدين ولا قادرين على السيطرة على كييف".
 

فيما نقلت شبكة (سي إن إن) عن مسؤول أمريكي "لم تسمه" أن "القوات الروسية بدأت سحب عدد من آلياتها وجنودها قرب كييف"، مضيفاً أن الانسحاب الروسي قرب كييف يمثل تحولاً استراتيجياً في خطتها بالحرب، معتبراً أن ذلك الانسحاب "جاء بعد سلسلة من العمليات الفاشلة ويعكس تحولاً روسيا طويل الأمد".

 

ويبدو أن الجولة الأخيرة من المفاوضات بين الطرفين، حملت دلالات جديدة تشير في غالبها إلى احتمالية تنازل بوتين عن شروطه التعجيزية لوقف الغزو تجاه أوكرانيا، ولا سيما قبوله "مبدئياً" بانضمام كييف إلى الاتحاد الأوروبي شريطة عدم تحالفها العسكري مع أي طرف، إضافة للتغاضي عن أسطوانة "التخلص من النازيين" التي لوّح بها الروس كعنوان للهجوم على أوكرانيا قبل نحو شهر.

 

وكان الرئيس الأوكراني قال أمس في مقابلة مع وسائل إعلام روسية غير رسمية، إن بلاده مستعدة لأن تصبح محايدة وأن تناقش أي حلول وسط فيما يتعلق بوضع منطقة دونباس (شرق البلاد)، في إطار اتفاق للسلام ووقف الحرب الدائرة منذ 24 شباط الماضي.
 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات