نيويورك تايمز تتحدث عن تضاعف أعداد مرتزقة فاغنر القادمين من سوريا للقتال بأوكرانيا

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن السلطات الروسية تخطط لزيادة عدد المرتزقة المقاتلين في صفوف مجموعة فاغنر على جبهات أوكرانيا، من أجل لعب دور أكثر نشاطاً في الحرب، مؤكدة أن ذلك على رأس أولوياتها.

وأشارت الصحيفة إلى المرتزقة الروس من ذوي الخبرة القتالية في سوريا وليبيا يستعدون للقيام بدور نشط بشكل متزايد في الحرب على أوكرانيا، وذلك للتغطية على فشل الغزو بتحقيق أهداف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأولية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي قوله إنه من المتوقع أن يتضاعف عدد المرتزقة المنتشرين في أوكرانيا من شركة فاغنر العسكرية المرتبطة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى أكثر من ثلاثة أضعاف، أي ما لا يقل عن 1000 مقاتل، بعدما كان عددهم لا يزيد على 300 قبل شهر، موضحاً أن تركيزهم سينصبّ على هزيمة القوات الأوكرانية في منطقة دونباس شرق البلاد.

مرتزقة للتغطية على فشل بوتين

وقال مسؤولون أمريكيون وغربيون آخرون للصحيفة إن إرسال مرتزقة روس موثوق بهم للمساعدة في جزء محوري من الغزو، يؤكد جهود الكرملين لإعادة تجميع صفوفهم وإعادة تركيز حملته العسكرية المتعثّرة التي استمرت لمدة شهر، والتي فشلت حتى الآن في تحقيق أهداف بوتين الأولية.

وكان الجيش الروسي قد أشار أمس الجمعة، إلى أنه ربما يخفّض طموحاته الحربية ويركّز على منطقة دونباس الشرقية، على الرغم من أن محللين عسكريين قالوا إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الخطوة تشكّل تحوّلاً ذا مغزى، أو إنها مناورة لصرف الانتباه قبل هجوم آخر، وفق الصحيفة.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن فاغنر هي أشهر مجموعة من مجموعات المرتزقة الروس التي أصبحت على مرّ السنين أكثر رسمية وتتصرّف مثل المتعاقدين العسكريين الغربيين، حيث اكتسب مقاتلوها خبرة عسكرية في صراعات الشرق الأوسط، وعملوا كمستشارين أمنيين في إفريقيا الوسطى والسودان ومؤخّراً في مالي.

ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم البنتاغون، جون إف كيربي، هذا الأسبوع قوله إن: “مجموعة فاغنر هي مقاول عسكري خاص لروسيا.. نحن نعلم أن لديهم مصلحة في زيادة وجودهم في أوكرانيا”.

المرتزقة غطاء لجرائم روسيا

وحول أنشطة "فاغنر" العسكرية أشارت الصحيفة إلى أن مقاتلي المجموعة اكتسبوا خبرة عسكرية في صراعات الشرق الأوسط وعملوا كمستشارين أمنيين لحكومات مختلفة، موضحة أنه بالرغم من ارتباطهم بشكل وثيق بالجيش الروسي، إلا أنهم يعملون عن بعد، ما سمح للكرملين بمحاولة صرف المسؤولية عندما يخضع سلوك المقاتلين للتدقيق.

ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤول أمريكي آخر قوله، إنه من المتوقع أن ينتشر كبار قادة فاغنر في الجيوب الانفصالية في دونيتسك ولوغانسك لتنسيق الجهود نيابة عن روسيا، وأشار إلى فاغنر لا تنقل فقط بعض مرتزقتها في سوريا وليبيا إلى أوكرانيا، بل تنقل أيضاً المدفعية والدفاعات الجوية والرادارات التي كانت تستخدمها في ليبيا، وذلك عبر طائرات شحن عسكرية روسية.

ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن أجهزة المخابرات الغربية كشفت في وقت سابق من هذا العام أن أول مجموعات صغيرة من مرتزقة فاغنر غادرت ليبيا وسوريا ووصلت إلى شبه جزيرة القرم التي تسيطر عليها روسيا، ومن هناك تسللوا إلى مناطق المتمردين، لكن أداءهم الأوّلي في ساحة المعركة كان مشؤوماً وفق وصفها.

وبيّنت الصحيفة أن المرتزقة واجهوا مقاومة أشد من المتوقع من الجنود الأوكرانيين، في حين قال المسؤول الأمريكي إن ما يصل إلى 200 من المرتزقة الروس قُتلوا حتى أواخر شباط/فبراير الماضي.

مساعدة الانفصاليين

ونقلت الصحيفة عن بعض المسؤولين الأوروبيين والأمريكيين قولهم إن المرتزقة تمركزوا في مناطق المتمردين للانخراط في أعمال تخريب وشنّ عمليات مزيفة تهدف إلى جعل الأمر يبدو كما لو أن القوات الأوكرانية كانت تهاجم أهدافاً مدنية.

لكن مسؤولاً عسكرياً أوكرانياً قال قبل بدء الغزو مباشرة إن المرتزقة تم إحضارهم بشكل أساسي لملء صفوف القوات الانفصالية، لجعل الأمر يبدو وكأن مقاتلين محليين يقودون الهجوم.

وقبل عدة سنوات، عمل مقاتلو فاغنر في سوريا مع ميليشيا أسد ضد القوات الخاصة الأمريكية، على ما يبدو في محاولة للاستيلاء على حقول النفط والغاز التي كان الأمريكيون يحمونها، ورداً على ذلك، نفّذ الأمريكيون ضربات جوية أسفرت عن مقتل ما بين 200 و 300 شخص، وفي كلتا الحالتين، نفت الحكومة الروسية تورطها، وفق الصحيفة.

وأعلن الكرملين أنه سيسمح للمرتزقة من سوريا وآخرين من دول أخرى في الشرق الأوسط بالقتال إلى جانب الجيش الروسي، في حربه على أوكرانيا.