أعلن مسؤولون أمريكيون في الإدارة الأمريكية بأنه تم نقل عدد كبير من صواريخ باتريوت الاعتراضية إلى السعودية الشهر الماضي، وذلك تلبية لطلب الرياض العاجل لإعادة إمدادها بالصواريخ، وسط توترات حادة في العلاقة بين البلدين.
وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية أنه بحسب أحد المسؤولين فإن عمليات النقل سعت إلى ضمان تزويد المملكة العربية السعودية بالذخائر الدفاعية التي تحتاجها بشكل كافٍ لصد هجمات الطائرات المسيرة والصواريخ التي يشنها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران في اليمن المجاور.
وكشفت الصحيفة أن الجيش السعودي ناشد الولايات المتحدة منذ أواخر العام الماضي للحصول على مزيد من صواريخ باتريوت الاعتراضية، محذراً من أن إمداداتها كانت منخفضة بشكل خطير.
وعلل مسؤولون أمريكيون تأخير إرسال الصواريخ للسعودية بسبب ارتفاع الطلب على الأسلحة من قبل حلفاء الولايات المتحدة الآخرين والحاجة إلى الخضوع للتدقيق العادي، وليس لأن البيت الأبيض كان يؤخر عمداً إعادة الإمداد، وفقا للصحيفة.
في حين قال أحد المسؤولين إن الصواريخ الاعتراضية والذخائر الأخرى التي تم إرسالها إلى السعودية مأخوذة من مخزونات أمريكية في أماكن أخرى بالشرق الأوسط.
وأوضحت الصحيفة أن تأخير طلب الرياض بتزويدها بالصواريخ أثار استياء المسؤولين السعوديين بشأن ما أكدوا أنه نقص الدعم الأمريكي لتدخلهم في الحرب الأهلية اليمنية.
تدهور العلاقات الأمريكية السعودية
وأشارت إلى أن العلاقات الأمريكية السعودية تدهورت منذ أن تولّى جو بايدن منصبه بسبب قضايا مثل قرار البيت الأبيض بإزالة الحوثيين من قائمة الجماعات الإرهابية المصنفة، وانتقاد بايدن العلني للسعودية بسبب حربها المطوّلة في اليمن ووقف تدفق بعض الأسلحة التي يمكن أن تستخدمها الرياض لاستهداف الحوثيين، لافتا إلى أن قرار المضي قدما في نقل الأسلحة للسعودية هو جزء من جهد إدارة بايدن لإعادة بناء علاقتها مع الرياض.
وتأمل أمريكا عبر هذه الخطوة أن تقوم السعودية بضخ المزيد من النفط للتخفيف من ارتفاع أسعار الخام، بعد تقلص صادراته القادمة من روسيا نتيجة حزمة العقوبات الضخمة التي فرضت عليها مؤخراً من قبل الغرب بسبب غزو الجيش الروسي لأوكرانيا.
كما يأتي التحرك الأمريكي بعد فشل محاولة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الذي زار الرياض الأسبوع الماضي لإقناع المسؤولين في المملكة بتغيير موقفهم من أجل زيادة إنتاج النفط.
وكانت صحيفة وول ستريت جورنال كشفت في تقرير سابق عن رفض قادة السعودية والإمارات الرد على اتصالات البيت الأبيض، بينما تحدثت مصادر إعلامية أخرى عن أن المسؤولين في واشنطن نصحوا الرئيس الأمريكي بزيارة المملكة شخصياً من أجل حل هذا الخلاف مع السعوديين.
ومن الواضح أن الرياض ومعها دول أخرى في المنطقة لطالما اعتبرت حليفة مخلصة لواشنطن والغرب، ترد بمواقفها المتفرقة عن الموقف الغربي من روسيا هذه المرة، ورفض المطالبة بزيادة إنتاج النفط، على المواقف المتشددة التي اتخذتها إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي استبق دخوله البيت الأبيض مطلع العام ٢٠٢١ بمهاجمة هذه الدول وفرض إجراءات ضدها "بسبب سجلها الحقوقي" في الوقت الذي تندفع فيه هذه الإدارة بحماس شديد لرفع العقوبات عن إيران على أساس إحياء الاتفاق النووي معها.
التعليقات (12)