سببان وراء سعي ميليشيا أسد لزج الشباب للقتال في أوكرانيا

سببان وراء سعي ميليشيا أسد لزج الشباب للقتال في أوكرانيا

أثار تشجيع ميليشيا أسد الشباب في المناطق الخاضعة لسيطرتها بالتوجه والمشاركة في القتال إلى جانب القوات الروسية في حربها ضد أوكرانيا، والترويج لشائعات عن تقديم مبالغ مالية ضخمة كمرتب شهري للمقاتلين، الكثير من التساؤلات حول الأهداف التي تسعى إليها الميليشيا.


وتزايد الحديث عن إقبال الراغبين من ميليشيا أسد أو ممن أجرى تسوية من عناصر الفصائل العسكرية سابقاً على التطوع للقتال مع القوات الروسية، حيث تشهد الأرقام تضاعفاً بالآلاف بشكل شبه يومي، ما جعلها عرضة للتشكيك.


حزب البعث عضو فاعل


ويبدو أن ميليشيا أسد تحاول تحقيق مكاسب خاصة من تحويل الشباب في مناطق سيطرتها إلى مرتزقة للقتال ضد الأوكرانيين، وبدا لافتاً تكثيف الأفرع والمكاتب التابعة لحزب البعث الحاكم جهودها على صعيد التواصل مع مقاتلين موالين أو ممن أجرى التسوية للقتال في أوكرانيا.


وبحسب وكالة "فرانس برس"، فقد نجح حزب البعث من خلال مكاتبه المنتشرة في عموم المناطق السورية التي يسيطر عليها أسد، في تسجيل 18 ألف شخص بالتعاون مع شركة فاغنر الروسية شبه العسكرية.


ويَعتبر "هشام سكيف" (مسؤول الدائرة السياسية في اتحاد ثوار حلب)، أن نشاط حزب البعث ووضعه لما تبقى من نفوذ لديه في خدمة مرتزقة فاغنر الروسية فيما يخص تجنيد مرتزقة من داخل مليشيا أسد، طبيعياً ومتوقعاً، بعد تحوّل الحزب إلى هيكل تابع للاحتلال الروسي بشكل كامل.


ويقول في حديثه لـ"أورينت": لم يعُد لنظام أسد أي قرار على الشعب السوري أو القوات الموالية له، وحتى إنه بات أصغر من أن يتم تكليفه بأي قرار بشكل مباشر، وبدا ذلك واضحاً من خلال نشاط مرتزقة فاغنر وتوليها مهام تجنيد المرتزقة السوريين.


ويضيف: “بعد تقاسم روسيا وإيران مؤسسات وهياكل النظام، أصبح حزب البعث من حصة الاحتلال الروسي، وعليه، فإن نشاطات مسؤولي الحزب الأخيرة لا تتعدى الجهود الفردية، وهدفها تأكيد التبعية وكسب ودّ القيادة العسكرية الروسية”.


سياسة تفريغ المدن


وبينما يعتبر محللون أن تحركات حكومة ميليشيا أسد وأفرعها الحزبية جاءت بطلب وتوجيه روسي لحشد المرتزقة من المليشيات استعداداً لحرب طويلة الأمد داخل المدن الأوكرانية، يجدها آخرون جزءاً من سياسة تفريغ المدن السورية من الشباب في ظل اشتداد الأزمات الاقتصادية والمعيشية في سوريا، والرغبة في الهجرة.


وهو مايؤكده تصريح رئاسة الأركان الأوكرانية حول "أن المرتزقة الذين جمعتهم روسيا من سوريا لايهدفون إلى المشاركة في القتال بأوكرانيا، وإنما استغلال "رحلات العمل" كفرصة للوصول إلى الدول الأوروبية".


وذكرت أن المعلومات المتوفرة لديها تشير إلى أن "المحتلّين الروس قد جمعوا بالفعل نحو ألف متطوع مما يسمى جيش بشار وحزب الله لتعويض خسائره التي تعرض لها خلال الحرب".


أمر يتفق معه الصحفي السوري "عمار جلو" الذي اعتبر أن الحرب الروسية الأوكرانية فتحت أبواب الأمل لكثير من الشباب الذين يحاولون الفرار من سوريا، أو الحصول على مورد رزق كافٍ لسدّ احتياجاتهم الشخصية والعائلية في أرض ضاقت بها سبل المعيشة.


ويقول جلو: دفع الوضع الاقتصادي والمعيشي المأزوم في سوريا الكثير من الشباب للقبول بأي نوع من الأعمال مهما بلغت خطورتها وسلوك طرق تتيح لهم الفرار من هذا الواقع والوصول إلى أوروبا.

 ووجدت هذه الفئة في الحرب الأوكرانية خلاصاً يحقق لهم مبتغاهم ويُغنِيهم عن تحمّل مشاقّ التهريب ودفع التكاليف، وخاصة أن نسب النجاة متكافئة إن كان في الحرب أو طرق التهريب. 


ويضيف: اعتاد السوريون على استغلال النظام هذا النوع من الظروف، فهو يحقق من عمليات التجنيد مكاسب خاصة، إن كان عبر إظهار ولائه وقدرته على تحويل عناصره إلى مجنّدين لصالح روسيا، أو ما يخدم مصالحه في تحويل الشباب إلى آلات توريد للعملة الأجنبية، وأيضاً التخلص من فئة قد تشكل قاعدة لثورة جديدة ضده بسبب اشتداد الوضع المعيشي وتفشي الفقر والجوع، وتدجينها في حال عودتهم.


ويشير جلو إلى أن "طريقة تعاطي الرئيس الأوكراني وتصريحاته التي لمّح فيها إلى استعداده في مساعدة المرتزقة السوريين على الانشقاق، قد تشكّل دافعاً لكثير من الشباب على التطوع والالتحاق بالحرب، واستغلال هذا التوجه الحكومي بغية اللجوء إلى أوروبا".


الترويج للقتال


ومنذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، أخذت المواقع والصفحات الموالية لميليشيا أسد على منصات التواصل الاجتماعي وعناصر استخبارات على الأرض، بالترويج لإشاعات حول الرواتب والمكافآت التي سيتقاضاها المقاتل وعائلته في حال قبوله للقتال في أوكرانيا.


وتراوحت المبالغ التي يتم الترويج لها بين 1000_4000 دولار أمريكي شهرياً، إضافة إلى الحديث عن قرار بمنح المجند المتطوع إلى جانب الجيش الروسي أو من أصبح في سنّ التجنيد الإلزامي ورقة إتمام الخدمة العسكرية وتقديم مبلغ 65 ألف دولار مكافأة، فضلاً عن تقديم وسام الولاء إلى عائلة المتطوع ومنحها امتيازات حكومية.


في حين أكدت مصادر محلية أن الرواتب الحقيقية تتراوح بين 400 و 500 دولار أمريكي، بعقد يمتدّ لسبعة أشهر متواصلة، على أن يتم تسليم كامل المبلغ بعد انقضاء المدة وإعادة المتطوع إلى الأراضي السورية، كما أخطر الضباط الروس في قاعدة حميميم الراغبين بالقتال عدم مسؤولية الجيش الروسي عن حوادث الإصابة أو الموت، أو تقديم أي بدل مادّي للمصابين أو أسر القتلى، إذ تُحتَسَب مدة الخدمة طيلة بقاء المقاتل داخل ساحة المعركة فقط، وتنتهي فور مقتله أو إصابته.


فيما تداعب الإشاعات وحملات الترويج للقتال في أوكرانيا أحلام السوريين في الفرار من البلاد والتخلص من واقعهم المأساوي، ,يتخوف كثيرون أن يلقَوا مصير أقرانهم ممن سبقوهم إلى ليبيا للقتال إلى جانب فاغنر الروسية، فمن نجا من الموت والإصابة عاد بخُفَّي حُنين.
 

التعليقات (2)

    HOPE

    ·منذ سنتين شهر
    يستمر المجرم في اجرامه .. ما كفا انه قتل و اعتقل و هجر كل من عارضه ... وهلق بيحرق يلي دافعوا عنه ... الحرب في اوكرانيا ليست كالحرب في سوريا ...في اوكرانيا جيش نظامي و مساعدات غير محدوده من الغرب تدعم الاوكرانيين ... والاهم اذا هالكلاب ما فطست لح يصدق الروس و يدفعولهم؟؟ .. كانوا صدقوا في ليبيا و مالي بافريقيا؟؟

    عزو

    ·منذ سنتين شهر
    يجب ان نكون سعيدين برحيل هؤلاء الشبيحة اللذين لا يملكوا أدنى قيم لإحترام الذات و القيم و القانون نامل ان تكون نهايتهم فطايش و إنشالله روحة بلا رجعة . و الله يهزم روسيا شر هزيمة
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات