"صمود بالإكراه".. تلفزيون الأسد يروّج للنصر بإذلال الموالين والمذيع يشبّح على المعترضين (فيديو)

"صمود بالإكراه".. تلفزيون الأسد يروّج للنصر بإذلال الموالين والمذيع يشبّح على المعترضين (فيديو)

تعرّض تلفزيون نظام أسد لموجة سخرية وانتقادات غاضبة من الموالين، على خلفية برنامج حواري بثه ضمن أجواء الثلج والبرد الشديد للمزاودة على السكان الذين يعانون أسوأ أزمة اقتصادية بتاريخ سوريا، ما دفع المذيع لمهاجمة المنتقدين وتهديدهم بالمحاسبة والتشبيح.
 

القناة المولية (الفضائية الإخبارية) أجرت يوم أمس حلقة حوارية قدّمها كلّ من (حيدر مصطفى وميشلين عازار) على الهواء مباشرة واستقبلا خلالها عدداً من الضيوف خارج الاستوديو في ساحة بلدة معلولا بريف دمشق وفي أجواء الثلج المتساقط والبرد الشديد ووسط حالة من التلبّك والرجفان نتيجة البرد وظروف الطقس المتردي، تحت عنوان (برنامج معلولا.. أيقونة نصر لإحياء الذكرى الحادية عشر لبدء الحرب على سورية).
 

وعدّ أبواق نظام أسد أن تلك التغطية تعبّر عن "صمود السوريين ضمن ظروف الحرب والجوع وانعدام الخدمات الأساسية كالمحروقات والكهرباء"، فيما بدا ضيوف تلك التغطية "المباشرة" محرجين من الحضور أمام عدسة القناة، وهم يرتجفون من البرد والثلج المتساقط، فيما زعم مذيعا الحلقة ومعدّوها أن الطقس كان مناسباً أثناء الإعداد، ولكنه تغيّر أثناء التصوير المباشر.
 

وأثارت تلك الحلقة موجة غضب واستنكار في صفوف الموالين أنفسهم من جميع الفئات، ولا سيما الأكاديميين والإعلاميين الذين اعتبروا تصوير برنامج حواري خارج الاستوديو وتحت الثلج وبحرارة تحت الصفر "وقاحة واستهزاء" ولا علاقة له بالمهنية، إضافة لتداول وسم ساخر تحت عنوان (الإخبارية السورية: صورني وأنا بردان ومتلج ومقرعب) ووسم آخر يعبر عن الصدمة ويقول: (عم تمزحوا).

وكتبت (نهلة عيسى) الدكتورة في كلية الإعلام لدى النظام: "البرنامج الحواري المصور خارج الاستديو تحت التلج وبدرجة حرارة تحت الصفر، بجد ما بينسكت عليه، لأنه ماله علاقة بالمهنية، ولا بالابتكار، ولا بتجويد الرؤية البصرية، ولا بالانسانية، ولا برفع المعنويات، ولا بالصمود والتحدي، ولا بخوزقة الأعداء!!؟.. ناهيك عن العنوان الساذج المثير للسخرية المرة (السوريون يؤدون واجباتهم رغم كل الظروف)، والذي يفترض أنه عنوان موجه للخارج بقصد إفهامه أننا صامدون، وحياة الرب مو هيك الصمود، ولا هيك المجاكرة، ولا هيك الإعلام يا حبايبنا، و يستر على عليكم طفوا نور الكهربا، واتاري طلع كتير مليح أنه مطفي".
 

أما صحفة "طق برغي" الناقدة: فعلقت بقولها "الاعلام الرسمي السوري لا يزال يمارس اصراره على الوقاحة.. برنامج تلفزيوني بهالبرد وكأنو السوريين عميعيشوا (رفاهية البرد) كما في الدول الاسكندنافية، والضيوف عميرجفوا من البرد .... وقبل البرنامج قام الرفاق المخرجين والمعدّين والمذيعين والضيوف بترديد الشعار.. وأحلى شي هالجملة (مهما اشتدّت الظروف السوريون يؤدون واجباتهم)".
 

وتسائلت الصفحة:"هل تعلمون يا وقحين بأن لتر المازوت بالسوق السودا صار ب ٥٠٠٠ ليرة … يعني البيدون ب ١٠٠ ألف؟؟.. هل تعلمون يا وقحين بأن من لديه أطفال، يبكي الدماء لأن الدموع لا تكفيه ليعبّر عن ألمه على اطفاله وهم يبردون في هذا الطقس؟؟.. هل تعلمون يا وقحين بأنكم غديتم في الدرك الأسفل من الاستهزاء بالعقول؟؟.. بكل الأحوال (اللي ما بدّو يعرف العيب ما حدا رح يقدر يفهّموا شو هو العيب).
 

أما الإعلامي الموالي طارق عجيب اعتبر أن: "هكذا حركات هي استثمار أخرق لظرف طقسي طبيعي للتأكيد على //وطنية ومرجلة وتفاني// السوريين والإعلام السوري وكوادره، وهي حركات استعراضية فيها تملق ومزاودة لا مبرر لهما إلا التمادي والإغراق في الخداع النفاق ..العمل في هكذا ظروف هو عمل سهل وطبيعي وروتيني .. ومن يستحق الإشادة هم الضيوف الذين تحملوا كل هذا البرد والثلج لخدمة من قرر أن يزاود حتى على الطقس .".

 


 

وأثارت حملة الانتقادات غضب المذيع (حيدر مصطفى) حيث هدد المنتقدين ولوّح باللجوء للقضاء لمحاسبتهم وكتب على صفحته في فيس بوك": "نبارك لكل هذه الصفحات انضمامها إلى اسخف تريند خلال هالشهر وانها صارت في قائمة "شوفوني وأنا عم أجمع لايكات" الأرخص لهذا الشهر كمان." وأضاف: "كل من تداول هذا التريند وكان سببا بأذية شخصية .. سيكون عرضة لمواجهة القضاء". 
 

لكنه وبعد ساعات، تراجع عن تهديده واعتذر عن الظهور في حلقة إذاعية للرد على المنتقدين وقال في منشور: " نظراً لأن (التريند) لا يرتقي إلى المستوى، وغالبية من شارك به يصطاد ولم يطلع على المضمون.. قررت أن لا أرد أكثر ولن أشارك اليوم ببرنامج حديث النهار عبر شام اف ام، ومن يريد معرفة التفاصيل فهي موجودة عبر حسابي بالأمس في المنشورات والتعليقات، والمسألة انتهت بالنسبة لنا ولا تستحق ".

ودائماً ما يثير إعلام النظام السخرية والغضب لدى متابعيه ولا سيما الموالين بسبب أساليب التغطية والتقديم والطروحات الإعلامية المنفصلة عن الواقع والبعيدة عن معاناتهم ومآسيهم، كون وسائل الإعلام الموالية مملوكة بشكل مباشر لأجهزة مخابرات أسد وتدار من خلالها ووفق أجنداتها.
 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات