الثورة في عامها 11.. أورينت تستذكر أولى المظاهرات وصرخات الحرية بلسان من عاشها

الثورة في عامها 11.. أورينت تستذكر أولى المظاهرات وصرخات الحرية بلسان من عاشها

أحيا بزوغ ثورات الربيع العربي التي انفجرت في كل من تونس ومصر وليبيا، حلم السوريين وأملهم بالحرية والخلاص بعد أربعة عقود من استبداد سلطة الأسد الأب والابن ومن سيطرة حزب رجعي لا يملك إلا الشعارات، بينما تغولت السلطة لتصبح عبارة عن جهاز أمني يكتم أنفاس الشعب، وأصبح رجالها عبارة عن أصحاب شركات استثمار لنهب ثروات وأموال السوريين.


المظاهرة الأولى

وقال "محمود الطويل " من أبناء حي جوبر الدمشقي وأحد المشاركين في أول حراك سلمي بتاريخ الثورة السورية لأورينت نت، إنه بعدما تابعنا عبر شاشات التلفاز مظاهرات الربيع العربي واستنشقنا أنفاس الحرية انتفض العشرات من السوريين بتاريخ 15/03/2011 وخرجنا في أول مظاهرة بشكل صريح من سوق الحميدية وهتفنا بصرخة الحرية للمرة الأولى بعد عقود من الاستبداد وذلك من قلب العاصمة دمشق وذلك بعد عدة دعوات كانت منتشرة عبر "الفيسبوك" من ناشطين.


وأضاف الطويل، أن صرخة الحرية الأولى أطلقتها الناشطة السورية "مروى الغميان" من قلب دمشق وبالتحديد من سوق الحميدية العريق المجاور لمسجد بني أمية الكبير ورددنا بعدها "حرية حرية ..سوريا بدها حرية".

وذكر محمود، إن المظاهرة بدأت ببضعة أشخاص سرعان ما تحولت المظاهرة إلى عشرات الأشخاص يجوبون الأزقة في سوق الحميدية والحريقة وقامت هنا أفرع المخابرات التابعة للأسد بملاحقتنا وتفريقنا ومنعت الناس من التصوير ، ولكن تسرب فيديو وصور لتلك المظاهرة.


أول صرخات الحرية وتعامل الأمن

من جهته قال حسن أورفلي من القابون مشارك بمظاهرة حي الحميدية لأورينت نت، بأن هذا اليوم 15 آذار 2011 كان أول اعتصام وتجمع مطالب بالحرية وذلك في سوق الحميدية القديم والعريق بدمشق، وتردد وقتها شعارات "بالروح بالدم نفديك سوريا" وصيحات "حرية "حرية"

وأضاف أورفلي " بأنه خرجت وقتها بنفس وقت المظاهرة التي تطالب بالحرية مسيرة مؤيدة للنظام مؤلفة من عناصر أمن بلباس مدني وهاجموا الاعتصام وفرقوا المتظاهرين بالضرب، واعتقلوني مع عشرات المدنيين والناشطين غيري، وأخذوني إلى فرع مخابرات أمن الدولة وبقيت لمدة شهر هناك وتعرضت للتعذيب الشديد".

وأردف أورفلي " أنه بعد خروجي من المعتقل وبتاريخ 22/04/2011 خرجنا بمظاهرة من جامع دوما الكبير في الجمعة العظيمة، بعد أن امتلأت العاصمة دمشق بالحواجز وعناصر الأمن وانتقل نشاط المظاهرات نحو الغوطة الشرقية بشكل أكبر.

من دمشق إلى درعا وبالعكس

بدوره ذكر جهاد الملا من أبناء مدينة زملكا مشارك بالمظاهرات الأولى بدمشق وريفها، أن قوات النظام اعتقلت عددا كبيرا من المشاركين في مظاهرة الحميدية التي أطلقت أول صرخات الحرية واستطاع البقية الهرب.


وتابع جهاد، أنه بعد أن انتفضت مدينة درعا بتاريخ 18 آذار وخرج أهاليها بمظاهرات مطالبين بخروج أطفالهم الذين اعتقلهم قوات الأمن بعد أن خطوا عبارات مناهضة لرأس النظام على جدران الشوارع بدرعا البلد امتدت هنا رقعت المظاهرات بدمشق وريفها نصرة لدرعا وللمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية.


وأردف جهاد بأن رقعة المظاهرات توسعت في معظم أحياء دمشق بعد سقوط شهداء بمدينة درعا، وتركزت نقاط المظاهرات بحي الميدان وخرجت من "مسجد الحسن" الذي كان يخطب فيه الشيخ كريم راجح، وفي حي كفرسوسة خرجت تظاهرات من "جامع الرفاعي" ، وفي حي برزة خرجت تظاهرات من "مسجد السلام" وكذلك مظاهرات خرجت من عدة مساجد في حي ركن الدين .


وذكر أن قوات النظام عملت على تفريق تلك المظاهرات من خلال إخراج موظفين بمسيرات مؤيدة وكذلك قيام الموظفين وعناصر الأمن والشرطة بضرب المتظاهرين بالعصي والغاز المسيل للدموع واستخدموا الرصاص الحي في أحياء القابون وبرزة مع القيام بحملات اعتقال واسعة.

مظاهرات الريف الدمشقي

وقال الناشط الثوري "نزار صمادي" من أبناء مدينة دوما لأورينت نت، إن أول مظاهرة خرجنا بها في الغوطة الشرقية كانت بتاريخ 25/03/2011 وهي عبارة عن تجمع واعتصام "نصرة لأهالي درعا" وذلك في ساحة البلدية بمدينة دوما.


وأضاف "نزار"، أن في تلك المظاهرة بدوما نظمنا صلاة الغائب على أرواح أول شهداء الثورة في درعا البلد وبعدها قرأنا بيانا سياسيا مؤلفا من مطالب من ثماني نقاط أهمها "إلغاء قانون الطوارئ وتعديل الدستور وحرية التظاهر وحرية تشكيل أحزاب وحرية الإعلام".


وذكر أنه أثناء المظاهرة أو الاعتصام خرجت مسيرة مؤيدة للنظام وهم عبارة عن عناصر أمن ومن الحزبيين من أبناء مدينة دوما، ثم هاجم عناصر الأمن ومخابرات النظام الاعتصام الذي كنا فيه وتم تفريقنا بالضرب واعتقل عشرات.