قصف السفارة الأمريكية بأربيل يكشف تناقض إدارة بايدن في تعاطيها مع الهجمات الإيرانية

أظهر تعليق واشنطن على الضربات الصاروخية التي تعرّضت لها سفارتها في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، مدى التغير في السياسة الأمريكية تجاه إيران، ولا سيما بعد الحرب الروسية – الأوكرانية، كما بيّنت التصريحات التي أدلى بها مسؤولون في البيت الأبيض أوجه الاختلاف بين إدارة الرئيس بايدن وسلفه ترامب حول طريقة التعاطي مع الهجمات الإيرانية.

تبريرات أمريكية

وجاء في بيان للخارجية الأمريكية نشره موقع (إيران إنترناشيونال) بنسخته الإنكليزية، ما مفاده أن مسؤولين أمريكيين أكدوا أن الهجوم الصاروخي الإيراني على أربيل لن يؤثر على فرص إبرام اتفاق نووي مع طهران، مبرّرين ذلك بأن الهجوم لم يسفر عن إصابات أو أضرار.

وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي (جيك سوليفان) أمس الأحد، إنه لم يُصَب أي مواطن أمريكي بأذى، ولم تُصَب أي منشآت أمريكية في الهجوم بالصواريخ الباليستية الإيرانية على أربيل، واكتفى بالإدانة قائلاً: إن واشنطن ستفعل كل ما بوسعها للدفاع عن شعبها ومصالحها وحلفائها.

كما قالت الخارجية الأمريكية في بيان لها حول الهجوم: “الولايات المتحدة تُدين بشدة الضربات الصاروخية على أربيل العراق والتي انطلقت من إيران، مضيفةً: "لقد كانت الضربات انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق، ولم تتضرر أي منشآت أمريكية أو أصيب أفراد، وليس لدينا ما يشير إلى أن الهجوم كان موجهاً ضد العراق".

واشنطن تناقض نفسها

وتتناقض هذه التصريحات مع تصريحات سابقة نشرتها وسائل إعلام أمريكية، حول ما أسمته (السياسة الجديدة للإدارة الأمريكية في التعامل مع الهجمات الإيرانية)، حيث سبق أن نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريراً، سلّطت فيه الضوء على الفرق في التعامل مع الهجمات الإيرانية، التي تستهدف المنشآت والمواقع الأمريكية بين الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة دونالد ترامب والحالية برئاسة جو بايدن.

وتجلّى الفارق بحسب الصحيفة في الردّ والسياسة تجاه الهجمات في (الخطوط الحمراء) لدى الإدارة الأمريكية، فبحسب التقرير كانت الخطوط الحمراء الأمريكية تقف عند مقتل أو جرح أفراد أمريكيين، أما الخطوط الحمراء المزمعة بالنسبة للرئيس بايدن، فهي موجودة مع أول استهداف لموقع أو منشأة أمريكية، وإن لم يُسقط القصف قتلى أو جرحى.

واستهدفت إيران فجر الأحد بـ 12 صاروخاً بالستياً السفارة الأمريكية في أربيل، وقد نقلت وكالة الأنباء العراقية عن محافظ أربيل أوميد خوشناو قوله: إن عدة صواريخ سقطت على أربيل، مضيفاً أن "الجهة المستهدفة غير معروفة سواء كانت القنصلية الأمريكية أو مطار أربيل"، فيما نقلت وسائل إعلام إيرانية عن مسؤولين في الحرس الثوري قولهم، إن “الضربات استهدفت مواقع إسرائيلية سرّية في أربيل”.