اعتقله النظام وكان يحلم بسيطرته على إدلب .. رحيل لؤي حسين المعارض المتقلب المثير للجدل

توفي في العاصمة الإسبانية مدريد المعارض السوري المثير للجدل لؤي حسين رئيس ما يسمى بتيار بناء الدولة وذلك بعد مسيرة سياسية حافلة بالتناقضات والتقلبات في المواقف من نظام أسد وحتى المعارضة. 
ونعى عدد من أعضاء "تيار بناء الدولة" في منشورات رصدتها أورينت نت على فيسبوك “المعارض” الراحل الذي كان يتزعم التيار الذي كان له مكتبا في دمشق، مؤكدين ما توارد من أنباء عن وفاته.

فيما ذكرت وسائل إعلام موالية أن حسين نُقل قبل أيام إلى أحد مشافي إسبانيا ودخل العناية المشددة على خلفية تدهور حالته الصحية نتيجة مرض عضال إلى أن فارق الحياة.

ينتمي لؤي حسين المولود في دمشق عام 1960 لأسرة علوية من الساحل السوري، درس الفلسفة في جامعة دمشق إلا أنه لم يتمكن من استكمال تعليمه نتيجة اعتقاله منذ عام 1984 ولغاية 1991 على خلفية انتمائه لحزب العمل الشيوعي، كما اعتقل لفترات قصيرة عقب انطلاق الثورة السورية وقبيل هروبه من سوريا عام 2015.

مثير للجدل

عرف حسين لدى جمهور السوريين بمواقفه وتصريحاته المثيرة للجدل فتارة يهاجم نظام أسد وتارة يقف إلى جانب جرائمه بحق السوريين ويبررها بتصريحات تحمل نفساً طائفياً.
 وجد حسين في الثورة السورية فرصة لتصدر مشهد المعارضة والعودة إلى واجهة الحياة السياسة بعد عقود من القمع حيث أسس مع نشطاء آخرين في أيلول من العام 2011 تيار بناء الدولة السورية.
وبفعل التجاذبات التي مرت بها الثورة السورية انضم تيار حسين إلى الكيانات السياسية الممثلة للثورة السورية وانخرط شخصياً بصفوف الهيئة العليا للمفاوضات وفي تلك الأثناء أثار الرأي العام في صفوف مناصري الثورة بعد أن فرض استبعاد علم الثورة السورية عن منصة مؤتمر صحافي جمعه برئيس الائتلاف حينها خالد خوجة في أيار من العام 2015. وهو المشهد الذي جعله مثار  استهجان واسع في أوساط أبناء الثورة. واتهموه بالعمالة لنظام الأسد وخصوصا أنه لم يكتب أي انتقاد حقيقي لجرائمه بحق المدنيين.

تسريبات أورينت القاتلة
 

وعقب ذلك بيوم قال في تسجيل مسرب نشرته أورينت إنه يكره الثورة السورية وإنه لا يشرفه الانتماء لها وأن "صرماية بشار الأسد أو أي عنصر مخابرات أشرف من هذه الثورة". وهو التسريب الفارق الذي أسقط “كل الأقنعة المخابراتية والطائفية” كما ردد منتقدوه بعد صدمتهم إزاء ما سمعوه

وفي مواقف أخرى وصف القوات التي حاولت فك الحصار عن مدينة حلب بـ"الحثالات السنية" قبل أن ينسحب من الهيئة العليا للمفاوضات على خلفية قيام منسق الهيئة العليا للمفاوضات حينها رياض حجاب بنعي قائد جيش الإسلام زهران علوش.

وفي أحد أواخر مواقفه المثيرة للغرابة، انفجر غضبا من الروس عقب قيام مستشار الخارجية لديهم رامي الشاعر بنشر فضائح جديدة عن بشار الأسد، ومع ذلك هاجم الأخير مراراً في منشورات عبر صفحته على فيسبوك قبل وفاته.

للؤي حسين مذكّرات تحمل عنوان "الفقد" صدرت في لبنان في العام 2005 وثّق فيها السنوات التي قضاها في السجن كما أسّس "دار بترا" للنشر التي قيّدت نشاطها أجهزة أسد الأمنية، كما كان يشيع، في حين يذكر العديد من زملائه الناشرين أنه أكل عليهم حقوقهم المالية في كثير من التعاملات المتبادلة بينهم.