حملات إغاثة شعبية بريف دير الزور ونظام أسد يلاحق القائمين عليها

حملات إغاثة شعبية بريف دير الزور ونظام أسد يلاحق القائمين عليها

فرض الوضع الاقتصادي المزري الذي يعيشه المدنيون في سوريا عامة، وفي محافظة دير الزور على وجه الخصوص، على الأهالي إيجاد حلول للأزمة التي جعلت كثيراً من العوائل تعيش تحت مستوى خط الفقر، في ظل الإهمال وفقدان الأمل من قيام ميليشيات "قسد" أو "أسد" بتدارك هذا الوضع الكارثي.

 

مبادرة المغتربين منطلق لحملات الإغاثة الأهلية 

قام أبناء ريف دير الزور الشرقي المغتربون، وتحديداً أبناء مدينة الشحيل الخاضعة لسيطرة ميليشيا "قسد"، بمبادرة جمعوا من خلالها مبالغ بسيطة لمساعدة المحتاجين فيها، لتتطور بعد ذلك الفكرة وتصبح مشروعاً ناجحاً ورائداً في المنطقة سرعان ما أخذ بالانتشار والوصول إلى المناطق المجاورة.

 

وفي حديثه لأورينت قال "أبو مجاهد الشحيل" "اسم مستعار".. أحد القائمين على المبادرات التي انتشرت بدعم من المغتربين ومن أبناء مدينة الشحيل ويقيم في تركيا: إنه بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة لأغلبية أهالي المنطقة وخاصة أرياف دير الزور، انطلقت لدى شباب ونشطاء ومغتربين من مدينة الشحيل فكرة إيجاد حل يساعد هذه الأسر المتعففة للتغلب على الوضع الاقتصادي المتردي.

وأضاف أن "هؤلاء الشباب ترجموا الفكرة عبر إنشاء مجموعة على وسائل التواصل الاجتماعي بين الداخل والخارج، بتاريخ 9/10/2021، ليبدأ العمل بتبرعات بسيطة تحوّلت إلى سلال غذائية محدودة لم تتجاوز الـ10 في شهرها الأول، ثم ما لبثت أن انتشرت الفكرة ولاقت إعجاب أبناء المنطقة وبدؤوا بالمساهمة فيها، وذلك لما وجدوا من صدق العاملين فيها، وتأكدوا من وصول مساعداتهم إلى المحتاجين بعيداً عن الجمعيات التي تحسم من التبرعات لتغطية نفقاتها. 

 

وأكد "أبو مجاهد" أن المبادرة بعد تطورها أوصلت خلال أربعة أشهر مساعداتها إلى معظم المحتاجين والضيوف في مدينة الشحيل، وأضيف أن السلال الغذائية تتكون من مادتي اللحم والطحين ووقود التدفئة في فصل الشتاء، مبدياً أمله باستمرارها على نفس النهج التطوعي الذي بدأت فيه، في ظل الإقبال من المتبرعين على مساعدة أهلهم في الداخل السوري، كما وجه شكره لكل من ساهم في هذه الحملة.

ما رأي المستفيدين وأبناء المنطقة بمبادرة المغتربين؟

من ناحيته قال "أبو محمد" أحد المستفيدين من هذه المبادرات لـ"أورينت نت": إن هذه الحملة ساعدت الكثيرين من أبناء المنطقة والنازحين فيها، كما إن ما يميز هذه المبادرات أنها وصلت لمستحقيها بعيداً عن المحسوبيات والواسطة التي تتعامل بها بعض الجمعيات والمنظمات في مناطق ميليشيا "قسد"، وتمنّى أن تواصل هذه الحملة عملها وتساعد المحتاجين الذين تضرروا كثيراً نتيجة الحرب التي لم ترتح منها المنطقة حتى يومنا هذا.
 

في حين ذهب "أبو سعيد" أحد أبناء الشحيل للحديث عن حالة الرضا التي نالتها الحملة من جميع أبناء المنطقة، مؤكداً أنها شجعت المقتدرين المقيمين في القرية أيضاً على المساهمة فيها، شاكراً كل العاملين في الحملة وأشار إلى أن كل عمل خيري لا يخلو من الانتقادات، لكن هذا لن يؤثر على سير المبادرات الهادفة للوصول إلى جميع المحتاجين في المنطقة.

محاولات ميليشيا "قسد" للتنصل من مسؤولياتها

وفي انتشار هذه المبادرة استنسخ أهالي المنطقة الفكرة وبدؤوا العمل فيها في منطقة الزر وقرى منطقة "الشعيطات" وهجين، الخاضعة لسيطرة ميليشيا "قسد" شرق دير الزور، مستفيدين من تجربة أهالي الشحيل، في حين بدأت بعض القرى الأخرى بإطلاق إعلانات لمشاريع مشابهة في المبدأ وآلية التنفيذ، في ظل محاولات لميليشيا قسد لاستغلال هذه المبادرات والتنصل من مسؤولياتها في تأمين مساعدات للمحتاجين بالمناطق التي تسيطر عليها.

ميلشيا أسد تجرم الحملات الخيرية وتعتقل القائمين عليها

وبالمقابل، على الضفة الأخرى غرب الفرات وخاصة في مناطق سيطرة نظام أسد، يعاني الأهالي أزمة مضاعفة إذ لا تسمح الميليشيات التابعة له بوجود أي نوع من هذه الحملات الأهلية إلا تحت إشرافه أو عن طريق جمعيات مرتبطة به ومرخصة من قبله.

كما تعتبر الميليشيات مثل هذه الحملات أو التحويلات جريمة يمكن أن يغيّب القائمون عليها في سجون ومعتقلات "أسد"، وفق ما قال لأورينت نت "خ - هـ" الذي رفض الكشف عن اسمه خوفاً من التعرض للاعتقال، بينما قالت "أم محمد" إحدى نساء مدينة دير الزور: إن النسيج العشائري الذي لا يزال مترابطاً في القرى ليس موجوداً في المدينة، وحتى لو كان موجوداً فالنظام لا يسمح بمثل هكذا حملات لا تتم عن طريقه.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات