وفي هذا السياق، نشرت صفحة "أخبار اللاذقية" في فيسبوك، منشوراً نقلاً عن الأمن الجنائي التابع لنظام أسد في طرطوس، جاء فيه ما مفاده "أنه تم كشف حقيقة الشريط الذي نشره العسكري غياث ملحم، والذي اتهم فيه أبناء ميا بسرقة منزله والاستيلاء عليه، وتبين أن الشريط مجرد فبركة أجراها المدعو (أ. م) وهو موظف في الخدمات الفنية بطرطوس، من أجل الضغط على "آل ميا" لإخراج شقيقه المعتقل لدى القضاء العسكري، وأن أولاد "ميا" رفعوا دعوى قضائية عليه وعلى ملحم".
ورغم لعب الأمن الجنائي دور (شارلوك هولمز) الذي نُسجت عنه القصص والروايات، إلا أن الأخير لم يكلف نفسه ذكر اسم الشخص الذي فبرك الفيديو، كما هو الحال في كل الجرائم التي يتبين أن مرتكبها من الشبيحة وأصحاب النفوذ، وهو ما أكده كثير من المتابعين على الرواية الجديدة الذين اعتبرها مجرد كذب وتواطؤ من الأمن الجنائي بطرطوس مع المجرمين.
هل تم اعتقاله؟
وبالعودة إلى صفحة العنصر غياث ملحم الذي ظهر وهو يبكي في الشريط المصور، فقد تبين أن آخر منشور له كان حول الجناة الذين احتلوا منزله وبعدها صورة لأخيه الذي قتل فداءً لـ "بشار أسد" الذي يناشده في السابع عشر من شهر شباط/فبراير الجاري، حيث لم ينشر بعدها أي منشور على صفحته الشخصية، وهو ما دفع بعض المتابعين لقضيته للشك بأنه تم اعتقاله دون وجود تأكيد على ذلك.
وظهر "ملحم" في تسجيل مصوّر تداولته صفحات موالية، وهو يناشد رأس النظام للتدخل بعد أن احتلت عائلة شبيحة منزله، مشيراً إلى أنه يتعرض للتهديد بالقتل من قبل عدد من أفراد من عائلة "ميّا" المتنفّذة بالمنطقة، وأن أفراد تلك العائلة وضعوا يدهم على منزل عائلته وأرضه وقاموا بإهانته وضربه وتهديده مراراً، ومنعوه منذ 3 أشهر من الاقتراب من المنزل، كما هدّدوا بتصفيته في حال اشتكى إلى الأجهزة الأمنية، لافتاً إلى أن الشرطة لم تجرؤ على التدخّل وطردِهم من منزله وإعادته إليه.
من هم "آل ميا"
ويعتبر (آل ميا) من أبرز عائلات الشبيحة وأكثرها إجراماً وانتهاكاً بحق المدنيين في مناطق الساحل السوري، وخاصة في طرطوس وريف اللاذقية، وبحسب مصادر خاصة لـ "أورينت نت"، فقد سبق أن عمل أبناء هذه العائلة في مجال تهريب الأسلحة والمخدرات إلى جانب محمد الأسد أحد أبناء عمومة رأس النظام والملقب بـ (شيخ الجبل)، وقد تم استخدامهم في بداية الثورة كشبيحة يعملون تحت مسمى اللجان الشعبية ومن ثم الدفاع الوطني، حيث ساهموا في قمع المظاهرات والتنكيل بالسوريين في العديد من المناطق كـ "الحفة والصليبة والرمل الجنوبي في اللاذقية والبيضا في بانياس".
وبعد مقتل شيخ الجبل وإنشاء كيانات جديدة للشبيحة في الساحل، تكتلت العائلة على نفسها لتنشئ فصيلاً خاصاً بها، استولى على أرزاق الفلاحين وقوت يومهم في أرياف طرطوس، إضافة لعملهم في مجال تهريب الممنوعات عبر البحار وخاصة باتجاه اليونان وقبرص.
التعليقات (4)