وخلال الأيام القليلة الماضية، رصدت أورينت على العديد من منصات التواصل الإجتماعي مقاطع مصورة تتضمن تصريحات مخزية لمذيعين ومراسلين ومحللين غربيين في إطار تغطية الغزو الروسي لأوكرانيا.
وبشكل عنصري ومستفز قارن بعض أولئك المتحدثين اللاجئين السوريين والعراقيين بالأوكران، معتبرين أن الأوروبيين أكثر تحضراً، فيما اعتبر بعضهم أن أوكرانيا أسمى أن تكون ساحة للصراع كما في سوريا والعراق وأفغانستان.
ليسوا سوريين.. إنهم مسيحيون إنهم بيض
إحدى أحدث تلك الحالات وضوحاً وأكثرها عنصرية جاءت على لسان مراسلة قناة MSNBC الأمريكية كيلي كوبيلا، التي قالت خلال إحدى تغطياتها في بولندا لحركة النزوح من أوكرانيا: "بصراحة، هؤلاء ليسوا لاجئين من سوريا، هؤلاء لاجئون من أوكرانيا... إنهم مسيحيون، إنهم بيض، إنهم متشابهون للغاية."
مراسلة MSNBC الأميركية: "بصراحة، هؤلاء (الأوكران) ليسوا لاجئين من سوريا، هؤلاء لاجئون من أوكرانيا ... إنهم مسيحيون، إنهم بيض، إنهم متشابهون للغاية."#اوكرانيا_روسيا pic.twitter.com/6SWUWX0buK
— heba mahmoud (@heba_jm) February 27, 2022
وعلى ذات الوتر عزف المراسل المخضرم لشبكة CBS الأمريكية تشارلي داجاتا الذي قال في تقرير من كييف، يوم الجمعة الماضي إن أوكرانيا "ليست مكاناً، مع كل الاحترام الواجب، مثل العراق أو أفغانستان، الذي شهد صراعاً مستعراً لعقود. هذه مدينة حضارية نسبياً وأوروبية نسبياً - ولا بد لي من اختيار هذه الكلمات بعناية أيضاً - مدينة، حيث لا تتوقع ذلك أو تأمل أن يحدث ذلك".
“Civilized”
— Imraan Siddiqi (@imraansiddiqi) February 26, 2022
pic.twitter.com/AiU7uVmjMr
أما لوسي واتسون مراسلة قناة ITV News البريطانية من محطة قطار في كييف قالت إن "ما لا يمكن تصوره" قد حدث لشعب أوكرانيا، وأضافت "هذه ليست دولة نامية في العالم الثالث هذه أوروبا."
مراسلة MSNBC الأميركية: "بصراحة، هؤلاء (الأوكران) ليسوا لاجئين من سوريا، هؤلاء لاجئون من أوكرانيا ... إنهم مسيحيون، إنهم بيض، إنهم متشابهون للغاية."#اوكرانيا_روسيا pic.twitter.com/6SWUWX0buK
— heba mahmoud (@heba_jm) February 27, 2022
الإعلام الفرنسي ليس بأحسن حالاً
الإعلام الفرنسي لم يكن أحسن حالاً، حيث قال أحد المحللين على قناة BFM: "نحن لا نتحدث عن فرار سوريين من قنابل النظام المدعوم من بوتين، نحن نتحدث عن الأوروبيين الذين يغادرون في سيارات تشبه سياراتنا لإنقاذ أرواحهم."
« We’re not talking about Syrians fleeing bombs of the Syrian regime backed by Putin, we’re talking about Europeans leaving in cars that look like ours to save their lives. » pic.twitter.com/hsNe5vjhMx
— Arwa Ibrahim (@arwaib) February 27, 2022
وعلى ذات القناة قال الصحفي أوليسه غوسيه تعقيباً الغزو الروسي لأوكرانيا "نحن في القرن الحادي والعشرين في مدينة أوروبية، وتستخدم صواريخ كروز كما لو كنا في العراق أو أفغانستان، هل يمكنك أن تتخيل!"
"On est au 21e siècle, on est dans une ville européenne, et on a des tirs de missiles de croisière comme si on était en Irak ou en Afghanistan, vous imaginez !" pic.twitter.com/Y0mvnGa22H
— Caisses de grève (@caissesdegreve) February 26, 2022
غير أن الأغرب أن تلك التصريحات وصلت إلى قناة الجزيرة الإنجليزية المملوكة لقطر، فقد قال أحد مقدمي البرامج في سؤال لأحد المحللين "من الواضح أن هؤلاء ليسوا لاجئين يحاولون الهروب من مناطق في الشرق الأوسط لا تزال في حالة حرب كبيرة. هؤلاء ليسوا أشخاصاً يحاولون الابتعاد عن مناطق في شمال إفريقيا. إنهم يبدون مثل أي عائلة أوروبية تعيش بجوارها".
وعقب ذلك التعبير العنصري، لم تجد القناة أمامها إلا الاعتذار، مؤكدة أن المقارنة وتعبير المقدم كان خاطئاً وعملاً غير مسؤول.
Add Al Jazeera to the list... The Supremacy around the media coverage of this isn't even subtle. pic.twitter.com/ZuZtJ70K69
— TᕼE GᕼOᔕT Oᖴ ᗪᗩᑎ (@DocRobotnivik) February 27, 2022
فيما فاض أحد مقالات الرأي التي نشرتها صحيفة تلغراف البريطانية بالعنصرية حيث جاء في مقدمته: "يبدون مثلنا هذا ما يجعلها صادمة للغاية. أوكرانيا بلد أوروبي. يشاهد أفرادها Netflix ولديهم حسابات على Instagram، ويصوتون في انتخابات حرة ويقرؤون الصحف غير الخاضعة للرقابة. لم تعد الحرب شيئاً يزوره السكان الفقراء والبعيدون. يمكن أن تحدث لأي شخص".
وكان رئيس الوزراء البرلغاري ،كيريل بيتكوف، قال هو الآخر في تصريح عنصري إن "اللاجئين الأوكرانيين ليسوا من اللاجئين الذين اعتدنا عليهم، لذلك سنرحب بهم، هؤلاء أوربيون، أذكياء ومتعلمون ولا يملكون ماضياً غامضاً كأن يكونوا إرهابيين".
التعليقات (5)