3 نقاط خلاف رئيسية بين موسكو والغرب أشعلت الحرب في أوكرانيا

3 نقاط خلاف رئيسية بين موسكو والغرب أشعلت الحرب في أوكرانيا
طوال الأشهر الماضية، نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجود خطط لبلاده لغزو أوكرانيا ومهاجمتها، إلا أنه أعلن اليوم الخميس، عن "عملية عسكرية خاصة" في منطقة دونباس جنوب شرق أوكرانيا. وتلا ذلك مباشرة ورود صور وفيديوهات لقصف الجيش الروسي للعاصمة الأوكرانية كييف ومناطق أخرى من البلاد.

وتأتي الإجراءات الأخيرة لبوتين بعد أيام من إعلانه أن اتفاقيات مينسك للسلام التي توسطت فيها الدول الغربية لإنهاء النزاع شرق أوكرانيا قد "ماتت"، متّهماً كييف بالتسبب في ذلك، في حين أمر قواته بالتوجّه إلى منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين "للحفاظ على السلام" على حد قوله.

3 ذرائع لتبرير الغزو

لطالما تحدثت روسيا عن إعادة صياغة علاقتها مع الناتو وسلطت الضوء على ثلاثة مطالب رئيسية شكّلت فيما بعد ذريعة لها من أجل تبرير غزوها لجارتها الغربية.

وتمثّلت مطالب موسكو فيما يلي:

 

أولاً، تريد تعهداً ملزماً قانوناً بأن الناتو لن يتوسع أكثر، وذلك ما عبّر عنه نائب وزير الخارجية سيرجي ريابكوف قائلا: "بالنسبة إلينا، من الإلزامي تماماً التأكد من أن أوكرانيا لن تصبح أبداً عضواً في الناتو".

ثانياً، كانت حجة موسكو الثانية هي: ألا ينشر الناتو "أسلحة هجومية بالقرب من حدود روسيا".

ثالثاً، أن يزيل الناتو القوات والبنية التحتية العسكرية من الدول الأعضاء التي انضمت إلى الحلف منذ عام 1997، وهذا يعني أوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية ودول البلطيق. 

 وكان بوتين قد شكا من أن روسيا "ليس لديها مكان آخر تتراجع إليه - هل يعتقدون أننا سنبقى مكتوفي الأيدي؟".

 

وكانت روسيا قد وقّعت في عام 1994 اتفاقية لاحترام استقلال وسيادة أوكرانيا المستقلة.

 

لكن في العام الماضي كتب بوتين مقالاً طويلاً يصف فيه الروس والأوكرانيين بأنهم "أمة واحدة"، وزعم الآن أن أوكرانيا الحديثة هي من صنع روسيا الشيوعية بالكامل. وهو يرى انهيار الاتحاد السوفييتي في كانون الأول 1991 على أنه "تفكك لروسيا التاريخية".

 

كما جادل بوتين بأنه إذا انضمت أوكرانيا إلى الناتو فقد يحاول الحلف استعادة شبه جزيرة القرم.

 

بداية الأزمة

عام 1991 كانت أوكرانيا من بين الجمهوريات الأخيرة التي انفصلت عن الاتحاد السوفييتي، وبدأت بإزعاج الكرملين تدريجيا بميلها للغرب، إلا أن روسيا كانت في تلك الفترة منشغلة بالحرب في الشيشان كما أن اقتصادها كان يعاني من العديد من الأزمات.

عقب ذلك عملت الولايات المتحدة وروسيا على نزع الأسلحة النووية الأوكرانية، وتخلّت كييف عن مئات الرؤوس النووية إلى روسيا، مقابل ضمانات أمنية لحمايتها من هجوم روسي محتمل.

 

وفي عام 2008، حاول الرئيس الأمريكي آنذاك، جورج دبليو بوش، إدماج أوكرانيا وجورجيا في الناتو وقبول عضويتهما من خلال برنامج تحضيري، لكن قوبل ذلك باحتجاج بوتين، وموسكو أعلنت بشكل واضح أنها لن تقبل الاستقلال التام لأوكرانيا.

ولأن مسألة الانضمام للناتو لم تنجح بسرعة، حاولت أوكرانيا الارتباط بالغرب من خلال اتفاقيات تعاون مع الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي أزعج روسيا.

كذلك كانت إحدى أبرز الأسباب التي وتّرت العلاقات بين البلدين هي احتلال روسيا لشبه جزيرة القرم، وممارستها لضغوط اقتصادية وعسكرية على أوكرانيا.

 

الغزو الروسي

 

نشرت روسيا ما لا يقل عن 200 ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا في الأشهر الأخيرة، في خطوة أولى مهّدت لغزو جديد في شرق القارة الأوروبية سيعرّض أمنها بالكامل للخطر.

عندما غزت روسيا أوكرانيا في عام 2014، استولى المتمردون المدعومون من بوتين على مساحات شاسعة من الشرق وقاتلوا الجيش الأوكراني منذ ذلك الحين، وبالرغم من أن هناك اتفاق سلام دولي في مينسك، إلا أنّ الصراع مستمر ولذلك أرسل بوتين قواته إلى المنطقتين، في حين رفض الأمين العام للأمم المتحدة رفضاً قاطعاً استخدام روسيا لكلمة "قوات حفظ السلام".

ما هي مشكلة بوتين مع أوكرانيا؟

لطالما قاومت روسيا تحرك أوكرانيا نحو المؤسسات الأوروبية (الناتو والاتحاد الأوروبي). في حين أن بوتين ادّعى الآن أن أوكرانيا هي دمية في يد الغرب، مطالبا بضمانات من الغرب وأوكرانيا بأنها لن تنضم إلى الناتو، وأن تصبح أوكرانيا منزوعة السلاح ودولة محايدة.

وكانت روسيا قد هاجمت أوكرانيا عندما أُطيح برئيسها الموالي لروسيا في أوائل عام 2014. ومنذ ذلك الحين أودت الحرب شرق البلاد بحياة أكثر من 14000 شخص، وتوترت العلاقات بين البلدين.

إلى أي مدى ستتطور الأمور ؟

بموجب مرسوم بوتين الذي اعترف بالجمهوريتين الانفصاليتين فقد أصبح وجود القوات الروسية فيهما "شرعياً" من وجهة نظر الروس، على الرغم من أن المنطقتين كانتا تتمتعان بوضع خاص داخل أوكرانيا بموجب اتفاقات مينسك للسلام، لكن تحرك بوتين "قضى على جميع فرص السلام" وفق مراقبين.

والأمر الأكثر إثارة هو أن الدويلات المتمردة لا تدعي فقط الأراضي المحدودة التي تحتلها، بل تطمع في جميع مناطق دونيتسك ولوغانسك في أوكرانيا. وكان بوتين قد قال: "لقد اعترفنا بهم، أليس كذلك، وهذا يعني أننا اعترفنا بجميع الوثائق التأسيسية لهم".

إلى ذلك، وزعت أكثر من 700 ألف جواز سفر في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، لذلك يمكن تبرير أي إجراء على أنه حماية لمواطنيها.

وفي هذا الإطار، يخشى الغرب من انعدام فرص الحل الدبلوماسي، إذ حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن قائلا: "نعتقد أنهم سيستهدفون العاصمة الأوكرانية كييف، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 2.8 مليون شخص بريء".

ماذا يمكن أن يفعل الغرب؟

ويقول الغرب إن الخطوة الروسية غير قانونية، وأدانها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش ووصفها بأنها انتهاك لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها.

 

لكن حلفاء الناتو أوضحوا أنه لا توجد خطط لإرسال قوات قتالية إلى أوكرانيا نفسها. وبدلاً من ذلك، عرضوا على أوكرانيا تقديم المستشارين والأسلحة والمستشفيات الميدانية.

 

لذا فإن الرد الرئيسي سيكون معاقبة روسيا بالعقوبات إذ:

- أوقفت ألمانيا الموافقة على خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 الروسي، وهو استثمار كبير لكل من روسيا والشركات الأوروبية.

 

- وافق الاتحاد الأوروبي على عقوبات واسعة تشمل 351 نائباً أيّدوا "القرار غير القانوني" لروسيا بالاعتراف بالمناطق التي يسيطر عليها المتمردون كدول مستقلة في البرلمان.

- تقول الولايات المتحدة إنها ستعزل الحكومة الروسية عن المؤسسات المالية الغربية وتستهدف "النخب" رفيعة المستوى.

 

- تستهدف المملكة المتحدة خمسة بنوك روسية كبرى وثلاثة مليارديرات.

- يتم الاحتفاظ بالعقوبات الكبيرة في الاحتياط.

 

ماذا قال الناتو؟

الناتو هو تحالف دفاعي مع سياسة الباب المفتوح للأعضاء الجدد، والدول الـ30 الأعضاء فيه مصرة على أن ذلك لن يتغير.

 

دعا الرئيس الأوكراني إلى "أطر زمنية واضحة وممكنة" للانضمام إلى الناتو، لكن ليس هناك احتمال بحدوث ذلك، كما أوضحت المستشارة الألمانية.

في نظر بوتين، فإن الغرب قد وعد في عام 1990 بأن الناتو لن يتمدد "شبراً واحداً نحو الشرق" لكنه فعل ذلك على أي حال.

 

كان ذلك قبل انهيار الاتحاد السوفييتي، لذا فإن الوعد الذي قُطع للرئيس السوفييتي آنذاك ميخائيل غورباتشوف أشار فقط إلى ألمانيا الشرقية في سياق ألمانيا الموحدة.

 

وقال غورباتشوف في وقت لاحق إن "موضوع توسع الناتو لم يناقش أبداً" في ذلك الوقت.

هل يوجد مخرج دبلوماسي؟

على ما يبدو لا يوجد حل دبلوماسي في الوقت الحالي، حيث ألغت فرنسا والولايات المتحدة المحادثات المخطط لها مع وزير الخارجية الروسي.

 

في حين أدانت جميع الدول الغربية الغزو الروسي لأوكرانيا متوعدة بحزمة عقوبات رادعة.

التعليقات (2)

    اشبعو إعادة اعمار في سوريا

    ·منذ سنتين شهرين
    صرح الجحش إبن عميل بايع الجولان بانو يعترف بالجمهوريتين الجدد وبدو الغرب يساعدو مبروك على الشبيحة عصور الظلام والله يعين الدراويش و المعارضين يلي هنيك

    شرحبيل

    ·منذ سنتين شهرين
    لا تقلقوا ، إنها عملية مدبرة بين أمريكا وروسيا ، سيكون فيها خاسراً الشعب الاوكراني والاتحاد الاوروبي الى حد ما … هل تذكرون في بداية الثورة السورية على نظام الطائفة العلوية كيف تركوه يقذف البراميل على المدن والقرى ويقتل كل يوم ما معدله ١٠٠ سوري وهم يعقدون. مؤتمرات اصدقاء الشعب السوري ؟
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات