بعد وفاة داعمه.. نظام الأسد ينقلب على تاجر سرق المليارات بغطاء رسمي

انقلب نظام أسد على أحد كبار تجّار المحروقات لديه بتهمة اختلاس أموال تقدّر بمليارات الليرات، رغم أنه مدعوم من ضباط ومسؤولين بارزين في الميليشيا منذ سنوات طويلة، وعلى رأسهم أحد أقارب بشار أسد، في وقت ما زال النظام فيه يدعم كثيراً من المقرّبين لسرقة ما تبقى من أموال السوريين تحت مزاعم "الحصار الدولي".

ونقل موقع "هاشتاغ سوريا" الموالي عمّا وصفها بـ (مصادر خاصة)، أن ميليشيا القضاء العسكري لدى النظام، أوقفت المدعو (ج ع) "أحد أكبر حيتان سرقة المحروقات خلال السنوات الماضية، بمبلغ وصل إلى 19 مليار ليرة سورية".

وأضاف الموقع أن التحقيقات كشفت تورّط محافظ ريف دمشق السابق (علاء منير إبراهيم) ومديري محروقات ومسؤولين آخرين مع الموقوف "الذي كان محصّناً عن التساؤل والتحقيق"، وذلك بعد أكثر من عام على إقالة إبراهيم من منصبه والتحفظ على أمواله بتهم الفساد.

المصدر الموالي أكد أن التحقيقات كشفت دعم المسؤولين البارزين ومنهم المحافظ السابق، (زوج ابنة خالة بشار أسد) لتاجر المحروقات المتهم بسرقة مليارات الليرات، من خلال تأمين صهريجين من المازوت وصهريج من البنزين بشكل يومي، إضافة لـ "مخصصات كازياته منذ عام 2013 وحتى وقت قصير سابق، بغرض بيع هذه الكمية في السوق السوداء ضمن محافظة ريف دمشق رغم شحّ المحروقات وتعذّر حصول السوريين عليها".

من هو الحوت؟

ولم يسمِّ الموقع "حوت المحروقات" المقبوض عليه بتلك التهم، بل اكتفى بالإشارة إلى الحروف الأولى من اسمه (ج ع )، ولكن مصادر خاصة لأورينت نت، بيّنت أن المتهم هو التاجر (جورج سمعان عربش) المنحدر من منطقة يبرود بالقلمون الغربي بريف دمشق، والذي يملك عدداً من الكازيات والصهاريج على امتداد القلمون الغربي والشرقي.

وكان عربش يتمتع بغطاء كبير من مسؤولي أسد وعلى رأسهم مدير مكتب بشار أسد (أبو وسيم دعبول) الذي توفّي قبل أشهر، وتؤكد المعلومات المحلية أن دعبول كان يؤمّن الغطاء الأكبر والعلاقات الواسعة للتاجر عربش خلال السنوات الماضية، إضافة لوجود المسؤولين الآخرين مثل المحافظ قريب بشار أسد وبعض الضباط الكبار في الميليشيا.

وأكد كثيرون على "فيس بوك" من خلال التعليقات أن "الحوت" المقصود هو جورج عربش، المتهم بافتعال أزمات المحروقات في منطقة القلمون بريف دمشق، وكتب أحدهم: "انه جورج عربش ..زعيم اكبر العصابات في القلمون .. والذي كان محمي من ابو سليم دعبول.. مات الحامي فانكشف ظهر الزعيم .. لكن لاتتاملوا اكثر من كف يد جزئي".

وكغيره من التجار المدعومين من النظام، ساهم عربش في أزمات المحروقات بريف دمشق خلال السنوات الماضية، من خلال شراء المحروقات من مصادرها الرسمية وتخزينها ثم بيعها بأسعار مرتفعة جداً، بعيداً عن الكازيات، والادعاء بأن فقدان المواد النفطية هو نتيجة العقوبات والأزمات المحلية، وهو أمر أكده كثير من السوريين بتعليقات ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولا تُعد تلك المعلومات مفاجئة ولا "ضربة عدل" لدى نظام أسد، وإنما لا تتعدى أنها استقواء على تاجر رُفع الغطاء عنه بعد تشكيله ثروة طائلة سيتم مصادرتها لمصلحة النظام "الذي سيضرب عصفورين بحجر"، أولها الاستفادة من الأموال المسروقة لمصلحته، وثانيها محاولة "دغدغة" مشاعر الموالين بمزاعم "القبض على الفاسدين".

وتعاني مناطق سيطرة نظام أسد أزمات اقتصادية خانقة منذ سنوات بسبب الفساد المستشري في صفوف مسؤوليه وأقاربه المتنفّذين في السلطة، ووصلت تلك الأزمة لتفشي الفقر والجوع والبطالة وغياب السلع والمواد الأساسية كالكهرباء والإنترنت والمحروقات والمواد الغذائية، ما جعل باب الهجرة المَخرج الوحيد للسكان في تلك المناطق، بينما يزداد ثراء مسؤولي أسد والتجار المحسوبين عليه بغطاء شرعي في شريعة أسد.

التاجر جورج سمعان عربش