بينهم خال بشار الأسد.. وثائق مسربة لبنك سويسري تفضح فساد النظام ومسؤولين عرب

كشف تسريب للبيانات من بنك "كريدي سويس" السويسري أحد أكبر بنوك العالم، عن ثروات بالملايين لكل من محمد مخلوف خال رأس النظام، وعبد الحليم خدام النائب السابق لبشار وحافظ الأسد.

ونشرت العديد من الصحف خلال الساعات الماضية تقارير حول البيانات المسرَّبة لنحو 30 ألف عميل لدى البنك، من بينهم رؤساء عرب ومسؤولون سابقون.

غير أن صحيفة  Times LIVE الجنوب إفريقيّة ألقت الضوء في تناولها للتسريبات على حيازة كل من محمد مخلوف وعبد الحليم خدام حسابات بالبنك السويسري بالملايين.

وقالت الصحيفة إن البيانات تشير إلى أن بنك "كريدي سويس" لعب دوراً مهماً لسنوات في مساعدة الشخصيات الرئيسية على إخفاء ثرواتهم، حتى عندما تم اتهامهم وحكوماتهم بالمساومة على منطقة بأكملها من خلال الرشوة والاختلاس والمحسوبية والمظالم في قلب احتجاجات الربيع العربي.

محمد مخلوف

وحول الشقّ المتعلق بسوريا، أكدت الصحيفة وفقاً للتسريبات أن خال بشار الأسد المتوفّى "محمد مخلوف" والد رامي مخلوف، امتلك حساباً في هذا البنك الذي يُعدّ ثاني أكبر بنوك سويسرا وأغناها.

وأضافت أن مخلوف الذي توفّي عام 2020 عمل كواجهة لصهره حافظ الأسد لسنوات، واستفاد من علاقاته السياسية في بناء إمبراطورية تجارية تشمل التبغ والعقارات والمصارف والنفط.

ولم توضح الصحيفة المبالغ التي كانت بحوزة مخلوف في البنك، لكنها أكدت أن مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد، راسل رامي نجل محمد مخلوف، عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي، لمعرفة المزيد عن مصادر الأموال التي كانت بحسابه، لكنه لم يتلقّ رداً.  

عبد الحليم خدام

الشخصية الأخرى التي تطرّقت إليها الصحيفة كانت عبد الحليم خدام، النائب السابق لحافظ وبشار الأسد.

وقالت الصحيفة إنه على مدى السنوات التي كان فيها حساب "كريدي سويس" الخاص بخدام مفتوحاً، تمكّن نائب الرئيس من جمع عشرات الملايين من الدولارات من النقد وأسهم الشركات والقصور الفخمة، وهي ثروة مذهلة لموظف عمومي مدى الحياة.

تؤكد تفاصيل حساب "كريدي سويس"، الذي يمتلكه خدام بالاشتراك مع زوجته وأبنائه الثلاثة، أن الأسرة راكمت بالفعل ثروة كبيرة عندما كان خدام في منصبه.

ووفقاً للتسريبات، تم فتح الحساب باسم خدام في عام 1994، ووصل إلى أعلى رصيد له بما يقارب 90 مليون فرنك سويسري (نحو 100 مليون دولار) في أيلول 2003.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أن خدام حصل على نحو 500 مليون دولار من رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري على مدى عقدين، بعضها في شكل منازل ويخوت وأموال في حسابات مصرفية فرنسية ولبنانية وسويسرية.

توفّي خدام في عام 2020، ولم يستجب أبناؤه للمكالمات الهاتفية أو الطلبات المتكررة للتعليق، المرسلة عبر البريد الإلكتروني والرسائل النصّية. ولم يعلّق بنك كريدي سويس على الحساب، لكنه قال إنه يلتزم بالسياسات واللوائح ذات الصلة.

فساد عربي

وعلى الصعيد العربي،  كشفت البيانات المسرّبة أن جمال وعلاء ولدي حسني مبارك الرئيس المصري الأسبق، كانا يمتلكان ستة حسابات في بنك كريدي سويس. تم فتح أحد حسابات علاء في وقت مبكر يعود إلى عام 1987، عندما كان يبلغ من العمر 27 عاماً، كما كانا يمتلكان حساباً مشتركاً بلغ 277 مليون فرنك سويسري.

وارتبط كذلك اسم رئيس المخابرات المصري السابق عمر سليمان بالخدمات المصرفية لبنك كريدي سويس، بالإضافة إلى قطب المال الراحل حسين سالم الذي عمل كمستشار مالي لمبارك لما يقارب ثلاثة عقود، وهشام طلعت مصطفى الملياردير والقيادي في حزب مبارك.

كما كان أحد العملاء الجزائريين للبنك هو خالد نزار، الذي شغل منصب وزير الدفاع حتى عام 1993، وشارك في انقلاب أدى إلى اندلاع حرب أهلية وحشية اتُّهم فيها المجلس العسكري الذي كان جزءاً منه بالاعتقالات الجماعية والتعذيب وإعدام المعتقلين.

يُشار إلى أن الوثائق المسربة من حسابات بنك “HSBC” في سويسرا عام 2015، أظهرت أن محمد مخلوف قدّم بياناته المصرفية إلى البنك، باعتباره وكيلاً لشركة التبغ الأمريكية “فيليب موريس” مالكة العلامة التجارية “مارلبورو”، وشركة “ميتسوبيشي” اليابانية، وشركة “كوكا كولا” الأمريكية، في سوريا.