جولات دبلوماسية مكثفة حول أوكرانيا وأقمار صناعية تكذب الادعاءات الروسية

جولات دبلوماسية مكثفة حول أوكرانيا وأقمار صناعية تكذب الادعاءات الروسية
تتواصل الجهود الدبلوماسية الدولية المكثّفة لمنع الحرب الروسية الأوكرانية، بسبب إصرار موسكو على شن غزو وشيك تجاه كييف، ولا سيما الحشود العسكرية الروسية المتزايدة في المنطقة الحدودية، وذلك في ظل عمليات قصف واتهامات متبادَلة بين الجيش الأوكراني والانفصاليين شرق البلاد.

ومن آخر الجولات الدبلوماسية، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، اليوم، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن وافق من حيث "المبدأ" على عقد لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، "بشرط ألا تغزو موسكو أوكرانيا"، وقالت إن الاجتماع بين الرئيسين قد يحصل بعد لقاء يجمع كلّاً من وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن ونظيره الروسي سيرغي لافروف في 24 شباط الجاري.

وقالت ساكي في بيانها: "وافق الرئيس بايدن على الاجتماع بالرئيس بوتين بعد ذلك الاجتماع (لافروف-بلينكن)، مرة أخرى، إذا لم يحدث اجتياح، نحن جاهزون دائماً للدبلوماسية، وجاهزون أيضاً لفرض تبعات سريعة وشديدة في حال اختارت روسيا الحرب"، وأضافت: "في الوقت الراهن، يبدو أن روسيا تواصل التحضير لهجوم واسع على أوكرانيا قريباً جداً".

في الأثناء تواصل الولايات المتحدة الأمريكية تأكيدها نيّة روسيا بدء هجوم وشيك على أوكرانيا، وسط نفي مُطلَق من روسيا التي أبدت انزعاجها من التوقعات الأمريكية، إن كانت على مستوى التصريحات الرسمية أو الواردة في تسريبات الصحافة.

حراك أوروبي روسي

سبق ذلك اتفاق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره الروسي بوتين على عقد محادثات تضم ما يُعرَف بمجموعة الاتصال الثلاثية، في مسعى مكثف لوقف إطلاق النار شرق أوكرانيا، بحسب بيان صدر عن الرئاسة الفرنسية (الإليزيه) لتوضيح تفاصيل مكاملة هاتفية جرت أمس بين ماكرون وبوتين.

وجاء في البيان الفرنسي أن "الهدف من الاجتماع المرتقَب سيكون الحصول على التزام من جميع الأطراف بوقف إطلاق النار على خط التماس"، وكذلك "إعطاء الأولوية لحل دبلوماسي للأزمة الحالية وبذل كل ما في الإمكان لتحقيق ذلك"، ومن المزمع بدء تلك الجولات خلال الأيام المقبلة بحسب البيان الفرنسي.

كما سيلتقي وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بنظيره الروسي سيرغي لافروف، إضافة للقاء متوقّع بين ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز، والرئيس الأمريكي، جو بايدن، وسيُجري كلٌّ من رئيسي الوزراء البريطاني بوريس جونسون، والإيطالي ماريو دراغي، محادثات مع نظرائهم الأوروبيين  لبحث الأزمة الأوكرانية.

روسيا مُصرّة على مطالبها

بدورها ردّت روسيا بجملة تصريحات وبيانات يوم أمس على التحركات الدبلوماسية الأمريكية والأوروبية، وقال الرئيس بوتين إن: "على الولايات المتحدة وحلف الناتو التعاطي بجدّية مع مطالب روسيا الأمنية وتقديم إجابات موضوعية".

كما قال الكرملين في بيان: "اتفق بوتين وماكرون على أهمية تكثيف جهود البحث عن حلول للأزمة في دونباس عبر خطوط وزارات الخارجية، والمستشارين السياسيين لصيغة نورماندي".

تصعيد واتهامات متبادَلة

التحركات الدبلوماسية تتزامن مع تصعيد عسكري متواصل في أوكرانيا، واتهامات متبادَلة بين الرئاسة الأوكرانية والانفصاليين في إقليم دونباس شرق البلاد، فيما كشفت صور لأقمار صناعية التحركات العسكرية الروسية التي تنكرها موسكو على الحدود الأوكرانية، بحسب شركة (ماكسار Maxar) لصور الأقمار الصناعية الأمريكية.

ونشرت الشركة صوراً ملتقَطة بالأقمار الصناعية تُظهر انتشار القوات الروسية بمعدّات عسكرية على حدود أوكرانيا، حيث تظهر "عمليات انتشار ميدانية متعددة جديدة لمعدات مدرّعة وقوات روسية" وكذلك مسارات مركبات في حقول مغطاة بالثلوج بالقرب من الحدود الأوكرانية، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

وقالت شركة ماكسار في بيان أمس: "اليوم معظم وحدات القتال ومعدات الدعم في سولوتي غادرت المكان، ويمكن رؤية الكثير من مسارات المركبات وعدد من قوافل المعدات المدرّعة في كل أنحاء المنطقة"، وأضافت: "تم أيضاً نشر بعض المعدات شرق مدينة فالويكي في روسيا في حقل يبعد نحو 15 كيلومتراً شمال الحدود الأوكرانية".

وفي سياق التصعيد، اتهم الجيش الأوكراني الانفصاليين الموالين لروسيا في إقليم دونباس بخرق وقف إطلاق النار 74 مرة منذ صباح أمس الأحد، وقال بيان الجيش إن "غالبية الخروقات استُخدمت فيها أسلحة محظورة بموجب اتفاق مينسك لوقف إطلاق النار، وأسفرت عن إصابة جندي ومدنيين في قصف شمل إحدى البلدات القريبة من خط وقف إطلاق النار"، فيما اتهم الانفصاليون الجيش الأوكراني بقتل وإصابة خمسة مدنيين في قصف مدفعي على تلك المناطق.

في حين جدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأحد،  الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في بلاده وقال: "نحن مع تفعيل السلام ونؤيّد اجتماعاً فورياً لمجموعة الاتصال الثلاثية بشأن دونباس".

التعليقات (1)

    HOPE

    ·منذ سنتين شهر
    روسيا ( بوتين ) اشرس من ان تتراجع ... و اميركا ( بايدن ) اضعف من ان تمنع الغزو ... الاوروبيين بالاتفاق مع الاميركان يعتقدون ان اوكرانيا ستكون فخ يقع فيه الدب الروسي ... اذا حصل هذا الغزو فان كل الاطراف خاسره .. والعالم سيشهد استمرار للمستقبل القاتم الذي بدا بالصراع على سوريا و لن ينتهي بغزو اوكرانيا ؟؟!!
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات