بعد عزلهم في حاوية.. صحيفة تركية تفضح عنصرية مدرسة تجاه الأطفال السوريين

بعد عزلهم في حاوية.. صحيفة تركية تفضح عنصرية مدرسة تجاه الأطفال السوريين
على الرغم من توالي النداءات من قبل الجهات الحكومية في تركيا الساعية إلى دمج السوريين، ولا سيما الأطفال منهم، في المجتمع التركي، عبر تعلّمهم اللغة ومشاركتهم الآخرين في الحياة الاجتماعية، إلا أن بعض الأهالي فوجئوا بتصرف عنصري من قبل إحدى المدارس في منطقة إسنيورت بمدينة إسطنبول.

وكشفت صحيفة "قرار" في مقال لها أن مدرسة "إسنيورت جمهوريت" الابتدائية لم يتلقّ فيها الأطفال السوريون الذين يبلغون من العمر 7 سنوات أي تدريب على الاندماج مع الطلاب الأتراك، بل تم عزلهم في إحدى الحاويات المخصصة للشحن في حديقة المدرسة، في ظل البرد والظروف الجوية السيئة التي تتعرض لها مدينة إسطنبول وغياب وسائل التدفئة. 

ووصفت الصحيفة التركية هذا التصرف من قبل إدارة المدرسة بأنه عمل لا يمت للضمير بصلة، وأنه على الرغم من قيام الحكومة والخبراء في تركيا بوضع سياسة واضحة للاندماج بين اللاجئين السوريين والمواطنين الأتراك، إلا أن بعض المدارس تفعل الأمر بشكل خاطئ.

وبيّنت أن مدرسة "إسنيورت جمهوريت" الابتدائية بدلاً من أن تضع الأطفال السوريين في الفصول الدراسية العادية بغية الاندماج مع أقرانهم الأتراك، وضعتهم بحاويات في الحديقة التابعة للمدرسة، على الرغم من الثلوج الكثيفة والطقس الممطر، ضمن إطار برنامج Uyum Sınıf (برنامج خاص بالطلاب السوريين لرفع سويتهم التعليمية في اللغة التركية).

وتابعت صحيفة "قرار" في تقريرها أن عزل الطلاب السوريين في تلك الصفوف كان بمرأى من مدير دائرة التعليم في المنطقة، الذي شاهد تلك الصفوف أثناء وجوده في المدرسة في يوم توزيع الجلاءات، لكنه تجاهل الأمر، كما لوحظ أن الأطفال يجلسون في الحاوية وهم يرتدون معاطفهم (في إشارة إلى شعورهم بالبرد) رغم صغر سنّهم.  

انتقاد رسمي من نقابة المعلمين التركية 

من ناحيتها قالت الدكتورة "نجلاء كورول" رئيسة نقابة المعلمين Eğitim Sen تعليقاً على هذا الوضع المُزري: إنه من غير المقبول أن يتم عزل اللاجئين وتعليمهم بهذه الطريقة، مضيفة أن إدارة المدرسة لم تقم بإيجاد أي طريقة أخرى لتلقّي الأطفال السوريين التعليم سوى في حاوية باردة مفتقرة لوسائل التدفئة.

وتساءلت "نجلاء": لماذا لم يتم إلحاق هؤلاء الطلاب في صفوف نظامية وفق شروط تعليمية ومكانية ملائمة؟، وكيف يتم وضعهم في صفوف معدنية (حاويات شحن)؟، أين الحزم المالية المقدَّمة من الاتحاد الأوروبي لدعم مشاريع تعليم الأطفال السوريين؟، لماذا لا يُسمَح للهيئات والمنظمات بمتابعة مسار تلك الحزم المالية و مواضع تصريفها؟.

مئات المدارس تعاني من التمييز ضد اللاجئين 

وحول تقريرها عن وضع التعليم والاندماج في تركيا أكدت الصحيفة التركية أن ما حدث في هذه المدرسة تواجهه مئات المدارس الاخرى أيضاً، مشيرة إلى أن وضع هؤلاء الأطفال في الحديقة في وعاء مثلج بدلاً من وضعهم داخل المدرسة، يكشف عن جانب واحد من التمييز ضد الأطفال اللاجئين في التعليم.

مزاعم إدارة المدرسة

ووفقاً لمزاعم مدير المدرسة سيركان غوكشين فإن التقرير الذي أعدّته صحيفة "قرار" غير صحيح، حيث إنه يوجد نحو 500 طالب سوري وهم لا يتعرضون لأي تمييز، وتتم تلبية احتياجاتهم بشكل مستمر، وبيّن أن إدارة المدرسة لا يمكن أن تفرض سياسة التمييز العنصري بين الطلاب بحسب العِرق أو الدِّين أو الجنسية.

كما ادّعى غوكشين أن الصفوف مجهّزة بكل وسائل التدفئة، ووفق الشروط المُثلى للصف المدرسي من أثاث و حواسيب ومعدّات تعليمية، ناشراً صوراً للحاويات تُظهِر أجهزة التدفئة معلّقة في الصف إلى جانب تقنيات إلكترونية للتعليم وعدد قليل من الطلاب يجلسون في الصف دون ارتداء معاطفهم، فيما أظهرت صورة أخرى مسرّبة طفلاً يقف أمام الصف وهو ملتحف بمعطفه.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات