وذكر ناشطون وصفحات موالية ومنها زميله المهندس (عبدو الأسعد) الذي كتب على "فيس بوك": "الأصدقاء الأعزاء.. انقطع الاتصال بزميلنا المهندس جهاد إبراهيم منذ يوم البارحة وفق معلومات أخبرتني بها زوجته كان في طريقه من قريته في مشتى الحلو إلى طرطوس".
وذكرت زوجته (عبير يونس) وكذلك أصدقاؤه على "فيس بوك" أن عائلته مازالت تواصل البحث عنه بكافة الوسائل وأن فرع الأمن الجنائي بطرطوس نفى وجود أي معلومات حوله وكذلك بقية أفرع المخابرات في المنطقة، أما صفحة "الشركة العامة لتوليد كهرباء بانياس" فطالبت متابعيها بتزويدها بأي معلومات متوفرة حول مصير المهندس جهاد الموظف لديها.
وتعود أسباب اختفاء المهندس جهاد بسبب تضامنه مع الصحفي كنان وقاف والناشط يونس سليمان اللذين اعتقلتهما مخابرات أسد خلال الأسابيع الماضية بسبب منشورات تهاجم نظام أسد ومسؤوليه على "فيس بوك" بسبب الأزمات الاقتصادية المتفاقمة وآخرها رفع الدعم الحكومي عن آلاف السكان المعدمين.
آخر تلك المنشورات التي كتبها جهاد كانت تضامنه مع صديقه الناشط الموالي (يونس سليمان) الملقب "فلاح الضيعة" الذي اعتقلته مخابرات أسد في طرطوس الأسبوع الماضي، بسبب مهاجمته وانتقاده نظام أسد ومسؤوليه كونه صديق الصحفي الملاحق من المخابرات كنان وقاف.
وكتب جهاد حينها: "فلاح الضيعة يحفظ دستور البلاد عن ظهر قلب.. ولم يكتب منشورا يخالف الدستور.. فبأي ذنب تم اعتقاله.. الحرية لفلاح الضيعة يونس سليمان"، لكن ومنذ اعتقاله مازالت صفحته على "فيس بوك" مغلقة كونها مليئة بالمنشورات المناهضة للنظام، ما يشير إلى إجباره من قبل المخابرات على حذف المنشورات أو إغلاق الصفحة.
وطالب عشرات الناشطين الموالين في الساحل السوري بالكشف عن مصير المهندس جهاد والإسراع بالإفراج عنه، وكتبت الناشطة لمى عباس: " لماذا كنان وقاف متواري عن الأنظار ؟؟ لماذا يونس سليمان وجهاد إبراهيم بعيدون عن ذويهم وعملهم ؟ وأسيء لهم كمن خرج على هذا الوطن ؟؟ .. لماذا وقد عاد إلى حضن الوطن من تورّط بالدم والسلاح ؟؟ لماذا ؟؟. أفرجوا عن الوطنيين أبنائنا وإخوتنا ممن لم يتورط سوى بحبه لهذا الوطن ودفاعه عنه ولو بكلمة حق.. أفرجوا عنهم ، وقد ضاقت جميع السبل فينا ولم يتبقّ لنا سوى الصراخ والكلام".
وزادت نسبة الملاحقة المخابراتية للناشطين والصحفيين الموالين في اللاذقية وطرطوس خلال الآونة الأخيرة بسبب ارتفاع موجة الغضب الشعبي والانتقادات المناهضة للنظام ومسؤوليه على خلفية الأزمات الاقتصادية وتفشي الجوع والغلاء ورفع الدعم الحكومي عن السكان.
ويخشى نظام أسد من ثورة شعبية قد تنفجر بمناطق سيطرته "المحتقنة" ولاسيما معاقله في الساحل بسبب تفاقم الأزمات الاقتصادية، ولذلك أصدر قانون الملاحقة الإلكترونية لمنع ظاهرة الانتقاد والفضائح على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو كان الغطاء لملاحقة الصحفي كنان وقاف واعتقال صديقه الناشط يونس سليمان في طرطوس.
التعليقات (4)