تفجيرا دمشق وحمص.. تنبؤات روسية نفذها نظام الأسد

تفجيرا دمشق وحمص.. تنبؤات روسية نفذها نظام الأسد
قبل أيام خرجت روسيا برواية "تنبؤية" تحذر من توجيه الولايات المتحدة الأمريكية لما وصفتها "الخلايا النائمة" لضرب ميليشيات أسد وإيران والاحتلال الروسي بمناطق سيطرة حليفها نظام أسد في سوريا، بالتزامن مع احتقان شعبي ومظاهرات غاضبة في بعض تلك المناطق نتيجة الأزمات الاقتصادية المتفاقمة.

واللافت أن التحذير الروسي تكرر مرتين في الأسابيع الماضية، أي عبر بيانين منفصلين ويحملان المضمون ذاته، ما يشير إلى الإصرار الروسي للفت الانتباه للتنبؤ "المخابراتي" في البيان الذي نقلته "قناة روسيا اليوم" وجاء فيه أن “الاستخبارات الأمريكية تخطط لتوجيه (الخلايا النائمة) للمتطرفين في مدينة دمشق والمنطقة المتاخمة لها ومحافظة اللاذقية لتنفيذ عمليات محددة ضد عناصر أجهزة تنفيذ القانون، وكذلك أفراد الجيشين الروسي والإيراني”.

 

وادعى البيان أيضا أن “واشنطن تعتزم إطلاق حملة إعلامية واسعة، بما فيها في وسائل الإعلام العربية، لخلق احتجاجات (ضد الدولة) في المجتمع السوري”.

تنفيذ السيناريو

وماهي إلا أيام حتى نفّذ نظام أسد التنبؤ الروسي بمسرحية مشكوفة المعالم عبر تفجيرين منفصلين استهدفا حافلتي مبيت لميليشيا أسد تحمل ضباطاً برتب عالية، أحد التفجيرات وقع في أكثر المناطق المحصنة أمنياً وسط العاصمة دمشق، وأسفر بحسب رواية النظام عن مقتل جندي وإصابة 11 آخرين كانوا على متن الحافلة.

وأصدرت وزارة دفاع أسد بيانا للفت الانتباه إلى التفجير "المصطنع" للحافلة العسكرية بالقرب من دوار الجمارك وعلى مسافة أمتار من ساحة الأمويين بدمشق، واتهمت "إرهابيين" بتفجير الحافلة عبر زرع عبوة ناسفة فيها، رغم الانتشار الأمني المكثف لميليشيات أسد من (جيش ومخابرات وشرطة) ورغم خلو مدينة دمشق ممن وصفهم النظام بـ "الإرهابيين".

كما تزامن تفجير دمشق مع تفجير حافلة عسكرية أخرى على طريق حمص، وأسفر عن مقتل ضابطين طيارين برتب (عقيد ومقدم) من مرتبات مطار الشعيرات الإستراتيجي، وإصابة ضابط برتبة لواء ركن من مرتبات "الحرس الجمهوري"، وأكثر من 11 عنصر آخر، واتهمت ميليشيا أسد أيضا "المجموعات الإرهابية" بالوقوف وراء التفجير.

عقب ذلك، خرج وزير خارجية أسد فيصل المقداد ليتهم الولايات المتحدة بالوقوف وراء تلك التفجيرات "عبر دعمها للجماعات الإرهابية المسلحة"، وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة "الوطن" الموالية: "نحن مستمرون وبصمود الجيش العربي السوري في تحقيق المنجزات التي تضمن أمن السوريين وتضمن من جهة أخرى مكافحة اﻹرهاب الدولي وندين كل هذه اﻷعمال ونقول لكل من يشجعها بأن عليه أن يتوقف، ﻷن هذا الإرهاب قد يصل إلى دياره، علما أن بعض الدول المعادية لسوريا بدأت تعاني من هذا اﻹرهاب نتيجة تشجيعه وتمويله وتقديم الدعم له".

بصمات مخابراتية

غير أن الكثير من الموالين ربطوا الاستهداف "المزعوم" للحافلتين بالتصريحات الروسية السابقة التي حذرت من تحريك أمريكا لـ "الخلايا النائمة"، ملمحين إلى أن الحادثتين هي تنفيذ فعلي للتنبؤات الروسية ولاسيما أن تفجير الحافلة في دمشق خرج على الإعلام الرسمي قبل أن يسمع به أحد على مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتبت "سيدة السلام" على إحدى الصفحات الموالية تعقيبا على التفجيرين المريبين قائلة: "صار متفجر مبيتين واحد عطريق مهين واليوم عدوار الجمارك بتعرفو شو يعني عند دوار الجمارك أو بالأحرى فات من السكنر لجوّا، يعني أكبر من هيك اختراق ماضل ومافي أية حذر.. بينما إذا أي شخص سوري بينتقد عصفحة فيس بوك دغري بينشاف وعندهم مين يوصللهم وبيتم اعتقاله هون أقوياء وحذرين من كلام أبناء وطنكم اللي عم ينتقدوا الفساد وينوهوا للواجبات اللازمة من المسؤولين".

أما وسيم أمين فعلق بقوله: "في انفجار اليوم إصابة ضابط برتبة (لواء)؟؟؟.. هل معقول لواء في الجيش يذهب مع مجند بباص مبيت؟؟؟.. اللواء هو من كان المستهدف وبأيدي مقربة.. تصفية حسابات لا أكثر.. والغريب أكثر ،إنو التفجير بساحة الجمارك وكلنا بيعرف الأمن المشدد بهاي المنطقة"، فيما كتب معلق آخر "الله يحمي هل البلد والعباد بس دود الخلا منو وفيه".

البيانات المشوهة

واشتهر الاحتلال الروسي بالبيانات التحذيرية التي تسبق هجماته العسكرية على مناطق المعارضة منذ تدخله لمصلحة نظام أسد في سوريا، لا سيما البيانات التنبؤية "المشبوهة" حول مزاعم استخدام الكيماوي بمناطق خاضعة لسيطرة المعارضة كعملية تمهيد لعملية عسكرية روسية على ذات المنطقة. 

كما يتهم نظام أسد بافتعال عشرات التفجيرات بمناطق سيطرته بهدف التصدي للاحتجاجات الشعبية وخلط الأوراق تجاه المتظاهرين منذ بدء الثورة السورية قبل عشرة أعوام، ويهدف من خلال تلك العمليات لحرف مسار المطالب الشعبية وترهيب المتظاهرين والالتفاف على مطالبهم، خاصة السيارات المفخخة التي تعدّ الأداة الانتقامية الأبرز لمخابرات أسد.

التعليقات (1)

    مكشوفين نظام ضبط إيقاع والاحتفاض بحق الرد

    ·منذ سنتين شهرين
    موظف لدى اسياده الصهاينة والماسونية ولسا جحاش المولاة مصدقين الكذبة..
1

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات