بعد التسوية.. "الحرس الثوري" ينافس ميليشيات النظام على تجنيد الشباب بدير الزور

بعد التسوية.. "الحرس الثوري" ينافس ميليشيات النظام على تجنيد الشباب بدير الزور
تحاول ميليشيا «الحرس الثوري» في محافظة دير الزور استقطاب المزيد من شباب المحافظة لصفوفها، خصوصاً العائدين منهم من خلال التسوية الأخيرة التي أطلقها نظام أسد مؤخرا، إذ إن عدداً من الميليشيات المنضوية تحت مظلة "الحرس الثوري" باتت تعاني منذ منتصف العام الماضي من تناقص أعداد مُنتسبيها المحليين. 

وقال الناشط فاضل أبو الحارث والمقيم في دير الزور  "لأورينت نت" إن غارات التحالف الأخيرة ضد ميليشيات إيران في دير الزور العام الماضي وبداية هذا العام، إضافةً لهجمات تنظيم داعش في البادية تسببت بحالة من الذعر لمنتسبي هذه الميليشيات،  حيث ترك العشرات منهم صفوفه سالكا أحد طريقين الأول الهرب لمناطق قسد، والثاني الانتساب لجيش النظام كون أغلبهم مطلوبين للخدمة الإلزامية، وأمام تناقص أعداد المقاتلين في صفوف هذه الميليشيات وقعت في أزمة، وجاء الفرج عبر ما يُسمى بالتسوية أو مكرمة رأس النظام بشار الأسد لأهالي دير الزور كما سماها إعلام النظام في تشرين الثاني من العام الماضي، حيث توافد عدد من الشباب لمناطق النظام لتسوية أوضاعهم، وكانت هذه التسويات فرصة كبيرة للميليشيات لاستقطاب مقاتلين جدد إليها، وهنا بدأ سباق محموم بين ميليشيات الدفاع الوطني،  و"الحرس الثوري" التي قامت بتسهيلات عديدة في سبيل كسب منتسبين جدد لصفوفها. 

وكانت شبكة « نهر ميديا »  قالت إنه بتاريخ 14 يناير/كانون الثاني المنصرم قامت ميليشيا "الحرس الثوري الإيراني" برفع رواتب عناصرها المحليين في جميع الميليشيات المحلية التابعة لها بزيادة قدرها 30 ألف ليرة سورية، حيث أصبح راتب العنصر 108 آلاف بعد أن كان 78 ألف ليرة سورية، وهي الزيادة الثانية خلال مدة 20 يوماً فقط، حيث سبقتها زيادة سابقة على الرواتب قدرها 20 ألف ليرة.

والهدف من هذه الزيادة الجديدة حسبما قال الناشط محمد علي الخالد من دير الزور هي لحث العناصر المنتمين لميليشيات الحرس الثوري على البقاء وعدم تركها، ومن جهة أخرى تندرج الزيادة ضمن مساعي الحرس الثوري لجذب مقاتلين جدد من أبناء المحافظة، حيث يعتبر العامل المادي سبباً مباشراً لانخراط بعض شباب المنطقة بصفوف الميليشيات المتنوعة في مناطق النظام، إضافة لذلك تم حصر الخدمة لأبناء تلك المناطق في مناطقهم حصراً، وزيادة مدة الإجازات الممنوحة لهم.

حالات الهرب مُستمرة 

ومع ذلك فإن حالات الهرب مُستمرة ولا تتوقف من صفوف ميليشيا الحرس الثوري، ويقول «حسان» أحد العناصر السابقين لميليشيا الحرس الثوري "انتسبت لصفوف الحرس الثوري في شهر آب/أغسطس من العام الماضي، وأنا لست مطلوباً لخدمة الاحتياط في جيش أسد، وكنت أقطنُ بمدينة الميادين مع عائلتي، بحثتُ عن عمل في المنطقة لكن لم أجد، وأغلب الشباب هنا العاطلين عن العمل أو المطلوبين للنظام ينتسبون لميليشيات النظام المتنوعة، ولكن من حيث الناحية المادية تعتبر ميليشيا الحرس الثوري أفضل".

وأضاف "شخصياً أوضاعي المادية مزرية لذلك انتسبت لهم، بقيت حوالي ثلاثة شهور أخدم في أرياف دير الزور، ثم تم الزجّ بنا في قطاعات البادية، وهناك وبعد أسبوع من وجودي شنّ التنظيم هجوماً في بادية البوكمال قرب منطقة T2 قُتل فيه عدد من العناصر، بعدها بأسبوع استهدف التحالف بغارات جوية مقرات للحرس الثوري في منطقة البادية قُتل عدد كبير من عناصر الحرس الثوري، الغارات كانت مرعبة، بعدها حصل اضطراب للقيادات الإيرانيين للميليشيا وتم وصفنا بالسنة الخونة علناً في أحد الاجتماعات من قبل قيادي إيراني يُدعى «حاج حسين» ووصفنا بالعملاء وأننا نعطي إحداثيات للتحالف، وتمت إعادتنا للبادية مجدداً، هنا باتت مسألة موت وحياة، تذرعت بالمرض وأخذت إجازة مرضية ثم توجهت نحو مناطق سيطرة «قسد»، أعيش اليوم في الرقة".

الفساد أكثر ما يميز "الدفاع الوطني"

ولا يختلف المشهد كثيراً لدى ميليشيا الدفاع الوطني في دير الزور، التي يقودها فراس الجهام والتي تُعتبر وجهة بعض شباب دير الزور المطلوبين للنظام وأقل خطورة من الانتساب لميليشيات الحرس الثوري، وعن الوضع داخل الدفاع الوطني يقول الناشط أبو محمد الفراتي:تعتبر ميليشيا الدفاع الوطني في دير الزور من أكثر الميليشيات فساداً على الإطلاق، لذلك هي تعتبر مصدر جذب لعدد كبير من الشباب المطلوبين للخدمة الإلزامية، أو ممن عليهم قضايا أمنية وعادوا من خلال التسويات، ولكن السبب الأبرز للانتساب إليها هو كما أسلفت «الفساد» هناك أعداد كبيرة من العناصر يبقون في منازلهم ولا ينخرطون بأي أعمال قتالية مقابل دفع رِشاً لقيادات الميليشيا، حيث تتيح حصانة أمنية للعنصر الذي يدفع، ويحصل حينها على بطاقة أمنية ويتنقل بحرية شبه تامة ولا يلتحق بأي دوريات أو عمليات قتالية".

وأكمل "تعتمد ميليشيا الدفاع الوطني على أساليب الترهيب لجذب المقاتلين إليها حيث يتم ابتزاز الأشخاص العائدين لمناطق النظام وتهديدهم بين الانتساب أو تسليمهم لأجهزة الأمن، وعندما يقبل الشخص الانتساب يُغرونه بسهولة الخدمة في صفوف الميليشيا والخدمة في منطقته، وبإمكانه دفع المال إذا لم يرغب بالالتحاق بالدوام.

ومع ذلك ورغم الفساد الكبير الذي يتخلل الميليشيا لكن هناك عمليات هروب تحصل أحياناً لبعض العناصر والسبب هو الزج بهم في معارك البادية، وعمليات التمشيط فيها، ففي تاريخ 13 يناير/كانون الثاني المنصرم هاجمت خلايا لتنظيم داعش عدة نقاط في بلدة الكشمة شرق دير الزور وأسفر الهجوم عن مقتل عدد من عناصر الميليشيا، ما دفع العديد للعناصر إلى الهرب، بحسب ما قالت شبكات محلية مثل فرات بوست، وعين الفرات.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات