مسلسل فضائح الأمم المتحدة..دعم نوعي لشخصية مقربة من الأسد ومعاقبة دولياً

مسلسل فضائح الأمم المتحدة..دعم نوعي لشخصية مقربة من الأسد ومعاقبة دولياً
كشف تقرير دولي صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) أن نظام بشار أسد استخدم المساعدات الدولية الإنسانية طيلة عشرة أعوام، لمصلحة ميليشياته ومسؤوليه المتنفذين وعلى رأسهم شقيقه ماهر أسد الذي يقود ميليشيا "الفرقة الرابعة".

ويقول التقرير المؤلف من (70 صفحة) والمستند إلى مقابلات مع مسؤولي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني في سوريا، إن نظام أسد استغل سلطته "القوية" للهيمنة على منظمات الإغاثة وسرقة القوافل الإغاثية لدعم (الجيش) وتوظيف أقارب كبار مسؤوليه داخل هيئات الأمم المتحدة.

كما كشف أن (ماهر أسد) شقيق رأس النظام بشار، الذي يقود ميليشيا "الفرقة الرابعة" وكذلك صديقه المقرب (محمد حمشو)، "فازا بعقود مشتريات أممية لنزع المعادن في المناطق التي استعادتها الحكومة وإعادة تدويرها للبيع في شركة حديد يملكها ويديرها (حمشو)".

وقالت مؤلفة التقرير، "ناتاشا هول"، "لا توجد مواقف كثيرة في التاريخ لشخص يرتكب جرائم فظيعة ويبقى في السلطة ويسيطر على جهاز المساعدة"، في إشارة إلى بشار أسد ونظامه، حيث وصفت الأمر بأنه "حلقة فاسدة للغاية يتم إنشاؤها".

ومحمد حمشو هو أكبر التجار المقربين لنظام أسد، باعتباره صديق بشار أسد والداعم الأساسي لميليشيا "الفرقة الرابعة"، وخضع للعقوبات الأوروبية منذ حزيران عام 2011، وكذلك للعقوبات الأمريكية في آب في العام ذاته، بسبب فساده الواسع ومساهمته في قمع الاحتجاجات الشعبية وقتل المتظاهرين دعما لميليشيا أسد.

سرقة قوافل المساعدات

إلى جانب ذلك، وثق القائمون على التقرير سرقة نظام أسد للمساعدات الإغاثية التي دخلت سوريا في السنوات السابقة لدعم ميليشياته عبر "تحويل طعام الأمم المتحدة إلى الجيش، ودعم الأشخاص المسؤولون مباشرة عن انتهاكات حقوق الإنسان".

ولفت التحقيق إلى أنه رغم مساهمة الحكومات الغربية بنحو 2.3 مليار دولار سنوياً كمساعدات إنسانية إلى سوريا، فإن الاحتياجات الإنسانية آخذة بالارتفاع، وهذا ما يؤكد تلاعب نظام أسد بالمساعدات لأكثر من عشر سنوات، وخاصة أن النظام منع تلك المساعدات عن المعارضة ووجهها إلى حلفائه من الميليشيات.

وأوضح التقرير: "عندما تم نقل المساعدات عبر خطوط الصراع أو السيطرة، في كل من شمال غرب وشرق سوريا، والمعروفة باسم الشحنات العابرة للخطوط، كانت هناك سرقات وتم توزيع المعدات الطبية بشكل عشوائي.. وصلت 43500 حصة غذائية فقط إلى شمال غرب سوريا الذي تسيطر عليه المعارضة في قوافل عبر الخطوط مقارنة بـ 1.3 مليون تم تسليمها من تركيا في تشرين الثاني (نوفمبر)". 

وفي الصدد قالت مؤلفة التقرير، "ناتاشا هول" إن "الإمدادات استغرقت أربعة أشهر لتصل إلى المحتاجين لأنها كانت موجودة في المستودعات لأن النظام لن يسمح للمنظمات غير الحكومية المرتبطة بالمعارضة بتوزيعها"، مطالبة بإجراء تقييم وتدقيق شاملين للمساعدات في سوريا بسبب جرائم النظام وسرقاته، وأضافت هول: "إذا كانت حكومة الأسد ستبقى، وهو ما يبدو أن الكثير من الحكومات قد استسلمت لهذا الواقع، فيجب تسوية هذا الأمر؛ لأن المساعدات ستستمر على الأرجح في هذه البيئة المعادية".

قتل الموظفين وتوظيف أقاربه

اعتمد نظام أسد خلال السنوات الماضية على التحكم بالمساعدات الإغاثية عبر الهيمنة الكاملة على المنظمات والعاملين فيها بما فيها "الأمم المتحدة" وموظفو الإغاثة المحليين، ومارست ميليشيات النظام أساليب الاعتقال والقتل والتعذيب بحق العاملين في المجال الإغاثي من السوريين، كما استولت على منازلهم وأملاكهم بشكل تعسفي، وفق التقرير، الذي قال: "إن تهديد الإكراه والقتل الملقى على عمال الإغاثة يمنع المراقبة المستقلة لوكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية".

غير أن الوقاحة وصلت بنظام أسد إلى توظيف أقارب كبار مسؤوليه في الهيئات الأممية بحسب صحيفة "الغارديان" التي نقلت علن مسؤول في "الأمم المتحدة" قوله: "كيف لا يمكن التعرف على هوية هؤلاء الأشخاص، عندما تكون سيرتهم الذاتية أمامك؟"، وأضاف المسؤول الأممي: "أجد ذلك تقصيراً في أداء الواجب. هذه قضية حماية ضخمة، ليس فقط للمستفيدين من المساعدات، ولكن للموظفين الآخرين الذين تعمل معهم".

فضائح سابقة

وكانت منظمة "هيومان رايتس ووتش" نشرت تحقيقاً الشهر الماضي، كشفت فيه عن دلائل تثبت تمويل الأمم المتحدة لنظام أسد عبر ميليشيات وكيانات مسؤولة عن قتل وتهجير السوريين، ما يؤكد تورط المنظمة الدولية الكبرى بدعم جهات متورطة بجرائم حرب ضد الإنسانية في سوريا.

في حين ذكرت تقرير سابق لصحيفة الغارديان البريطانية بأن نظام أسد يسحب ملايين الدولارات من المساعدات الخارجية من خلال إجبار وكالات الأمم المتحدة العاملة في مناطق سيطرته على استخدام سعر صرف أقل، وهو السعر الذي يُحدده البنك المركزي الخاضع للعقوبات من قبل المملكة المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي جنى 60 مليون دولار في عام 2020 من خلال جمع 0.51 دولار من كل دولار مساعدات يتم إرسالها إلى سوريا، ما يجعل عقود الأمم المتحدة واحدة من أكبر السبل لكسب المال بالنسبة إلى نظام أسد وحكومته.

التعليقات (2)

    وبعدبن

    ·منذ سنتين شهر
    ما في درون تخلع رقبة هل الجحش واخوه ولا لسا محتاجين خدمانهون معقول هلحكي...

    Abdulaziz

    ·منذ سنتين شهر
    مادامت المنظمة الدولية هي التي كشفت هذا الفساد والاحتيال , ماذا فعلت إزاءه ؟
2

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات