ونشرت صفحات محلية على "فيس بوك" دعوة صادرة عن وزارة الثقافة في حكومة أسد، تدعو أهالي السويداء لـ "حضور وقفة تضامنية مع أهلنا الصامدين في الجولان بمناسبة الذكرى الأربعين على الإضراب الكبير، بتاريخ اليوم الإثنين، على مسرح قصر الثقافة بالسويداء".
وجاءت الدعوة تحت "رعاية محافظ السويداء نمير مخلوف، وبالتعاون مع جمعية أبناء الجولان الخيرية في السويداء"، وذلك بالتزامن مع الانتفاضة الشعبية المستمرة منذ نحو أسبوع في السويداء والتي تمثلت بمظاهرات شعبية وقطع للطرقات وهتافات مناهضة لأسد، احتجاجاً على سياسة حكومته وميليشياته، ولا سيما ملفات الفساد والأزمات الاقتصادية الخانقة.
وأثارت تلك الدعوة حفيظة أهالي السويداء وغضبهم لما اعتبروه سخرية ومحاولات واضحة لحرف أنظارهم عن مطالبهم الشعبية وموقفهم الرافض لأسد وحكومته، لا سيما أن أهالي الجولان المحتل يعيشون بأفضل الظروف المعيشية تحت حكم إسرائيل مقارنة بالسوريين بمناطق سيطرة أسد.
وكتب (مروان مدّاح) أحد أبناء السويداء تعليقاً على الفعالية المستفزة: "تفضلوا على هالمسخرة!!!!!! وقفة تضامنية في السويداء مع أهلنا الصامدين (!!! ) في الجولان!!!!.. يعني المشحّر والجوعان والبردان والقاعد بالعتمة مع انترنت متل الزفت واللي دخلو الفردي الشهري بيتراوح بين 20 و 25 دولار بدو يطلع يتضامن مع خيو في الجولان اللي شبعان ودفيان وما بتقطع عنو إسرائيل الكهربا 5 ثواني في اليوم وعندو انترنت عالمي بدون مخابرات سورية تحصي عليه حتى انفاسو واعجاباتو واللي دخلو الفردي الشهري بيتراوح بين 2500 و 3500 دولار!!!!!! ".
واعتبر الناشط أن الإسرائيليين أرحم بكثير من نظام أسد وحكمه مقارنة بمعيشة أهالي الجولان، وقال في هذا الصدد: "إذا تحررت الجولان على أيديكم الملوثة بالدم والفساد رح تصير متل السويداء اليوم ورح يصيرو اهلها يشحذوا المعونات من دروز إسرائيل".
أما عماد أبو لطيف فكتب معلقاً: "يا ذنبي بكفي عهر و ضحك ع الناس.. أهلنا بالجولان مش محمّط ع طرفن يرجعوا لعند سحنكن المعفنة ..اتركوهن و هن بألف خير".
وتعاني مناطق سيطرة نظام أسد أزمات اقتصادية هي الأسوأ في تاريخ سوريا الحديث، وزاد ذلك منذ انهيار قيمة الليرة أمام العملات الأجنبية وتشكل أزمات الطوابير وفقدان أهم المواد الأساسية والخدمية، فيما تفاقمت الأوضاع مع قطع حكومة أسد الدعم عن مئات آلاف الأسر ضمن ما يسمى "البطاقة الذكية" ليبدأ الاحتقان الشعبي في مناطق سيطرة أسد وخاصة في السويداء والساحل.
ويصرّ أهالي السويداء على تحقيق مطالبهم عبر التظاهر السلمي حتى إجبار نظام أسد على الاستجابة للمطالب وأولها تحسين الواقع المعيشي، فيما قابل نظام أسد الانتفاضة الشعبية بتعزيزات عسكرية وجملة تهديدات مبطنة عبر ميليشياته وأعوانه في المنطقة.
التعليقات (2)