إسرائيل تكشف موعد الغزو الروسي لأوكرانيا.. وكييف توجه رسالة لروسيا

إسرائيل تكشف موعد الغزو الروسي لأوكرانيا.. وكييف توجه رسالة لروسيا
دفعت التسريبات الدولية المتزايدة حول قرب موعد الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية، إسرائيل للإسراع بإجلاء مواطنيها من أوكرانيا على غرار كبرى الدول الغربية، في ظل استعداد روسي واضح لبدء الهجوم المتوقع تحت غطاء سياسة المراوغة والاستعلاء التي ينتهجها الكرملين في وجه القلق الدولي.

وذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، اليوم، أن الولايات المتحدة الامريكية أبلغت تل أبيب أن الموعد المحتمل للغزو الروسي لأوكرانيا قد يبدأ الثلاثاء أو الأربعاء المقبل على أقرب تقدير، الأمر الذي دفع السلطات الإسرائيلية للإسراع بإجلاء مواطنيها من الأراضي الأوكرانية، وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن أمام إسرائيل فرصة حتى يوم الأربعاء المقبل لإجلاء مواطنيها من أوكرانيا وفق الإشعارات الأمريكية.

كما نقل موقع (Strana.ua) عن مصادر خاصة أن المجال الجوي الأوكراني سيكون مغلقاً أمام حركة الطيران اعتباراً من غدٍ الإثنين بمبادرة من شركات التأمين البريطانية التي أخذت تفرض حصاراً على المجال الجوي الأوكراني، وقال المصدر: "اعتباراً من منتصف نهار يوم الإثنين تقريباً، لن تهبط ولن تُقلع أي طائرة في أوكرانيا".

وتستعد روسيا لغزو الأراضي الأوكرانية بعد حشد أكثر من 100 ألف من جنودها برفقة عتاد عسكري كبير من أسطولها البري والبحري، الأمر الذي تنفيه موسكو رغم الاستنفار الغربي الذي دفع حلف "الناتو" لاستقدم تعزيزات ونشر بطاريات وأسلحة ضخمة بالقرب من الأراضي الأوكرانية للتعامل مع الغزو الروسي المحتمل، ومقابل موقف غربي "حاد" يحذّر روسيا من أي عملية عسكرية تجاه كييف.

وتطلب موسكو من الغرب ضمانات بعدم نشر صواريخ بالقرب من حدودها، وعدم ضم أوكرانيا إلى حلف الناتو، وتقليص البنية التحتية العسكرية للحلف، فيما يصف الغرب المطالب الروسية بغير المنطقية، لكنه مستعد للحديث عن الحد من التسلح وخطوات بناء الثقة.

تحركات دولية حثيثة

بدوره أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن احتمال الغزو الروسي لأوكرانيا بات وشيكاً، وقال خلال مؤتمر صحفي مع نظيريه الكوري الجنوبي والياباني أمس، إن المسار الدبلوماسي مع روسيا بشأن قضية أوكرانيا لا يزال مفتوحاً، مطالباً موسكو بتخفيف التوتر في المنطقة وملوّحاً بإجراءات قاسية في حال تنفيذ الهجوم المتوقع، وأضاف أن "واشنطن وحلفاءها سيكبّدون روسيا بشكل فوري كلفة باهظة إذا غزت أوكرانيا".

ويوم أمس أجرى بايدن اتصالاً هاتفياً مع بوتين لبحث آخر المستجدات في أوكرانيا في محاولة لنزع فتيل التوتر ووقف الهجوم المتوقّع، وقال الكرملين إن الحوار بين الرئيسين كان متوازناً وعملياً خلال الاتصال الأخير، مشيراً إلى أن الرئيس الروسي استنكر خلال الاتصال "المعلومات المزيفة" حول الغزو الروسي المزعوم لأوكرانيا.

يأتي ذلك مع مواصلة دول عديدة سحب مواطنيها ودبلوماسييها من أوكرانيا وعلى رأسهم الولايات المتحدة وبريطانيا وأستراليا ونيوزيلندا واليابان ولاتفيا والنرويج وهولندا، إضافة لإعلان إسرائيل أنها ستُجلي أقارب موظفي السفارة، وكذلك دعوات بعض الدول العربية لمواطنيها بعدم السفر إلى أوكرانيا وفق بيانات لكل من السعودية والإمارات والمغرب والكويت وقطر والعراق والأردن وفلسطين ولبنان.

تأهب أوكراني

من جهته أكد رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال استعداد بلاده لصد أي هجوم روسي متوقع، داعياً الشعب الأوكراني للثقة بدولته وجيشه وتجنّب حالة الذعر والخوف تجاه أي تصعيد روسي محتمل، وأضاف أن الجيش الأوكراني مستعد لصد العدو في أي لحظة على عكس ما جرى في 2014، أي خلال الغزو الروسي لشبه جزيرة القرم الأوكرانية.

كما أكدت وزارة الدفاع الأوكرانية رفع جاهزية العتاد والاستنفار مع نشر 420 ألف جندي على أراضيها استعداداً للغزو الروسي المحتمل، وقالت الوزارة في بيان إن" الجنود الأوكرانيين -بمن فيهم القادة العسكريون- مستعدون للموت"، وكذلك خاطب رئيس الأركان الأوكراني فاليري زالوجني، القوات الروسية قائلاً: "أهلاً بكم إلى الجحيم".

توقعات بريطانية

وكانت صحيفة "الغارديان" نقلت عن مصادر دبلوماسية أن الرئيس الأمريكي أبلغ قادة الحلفاء في اتصال هاتفي بأن بوتين اتخذ قراراً بالمُضِي قدُماً في الغزو، لكن جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي، قال: "لم نرَ أي شيء يؤكد أنه قد تم اتخاذ قرار نهائي، أو أن الأوامر بالهجوم قد تم إصدارها بالفعل".

وأضاف سوليفان: "سأقول إن الطريقة التي حشد بها قواته ووضعها في مكانها، إلى جانب المؤشرات الأخرى التي جمعناها من خلال المعلومات الاستخباراتية، توضح لنا أن هناك احتمالاً واضحاً للغاية أن تختار روسيا التصرف عسكرياً، وهناك سبب للاعتقاد بأن ذلك يمكن أن يحدث في إطار زمني سريع إلى حد معقول".

وعن التوقيت المتوقع للهجوم، قال سوليفان: "الآن، لا يمكننا تحديد اليوم بدقّة في هذه المرحلة، ولا يمكننا تحديد الساعة، لكن ما يمكننا قوله هو أن هناك احتمالاً موثوقاً بأن يحدث عمل عسكري روسي، حتى قبل نهاية الأولمبياد"، في إشارة إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي تستضيفها الصين ومن المقرّر أن تنتهي في 20 من شباط الجاري.

مساعٍ أوروبية

وكانت وكالة "فرانس برس" نقلت أمس عن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد يُجري اتصالاً هاتفياً مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين وذلك تزامناً مع التحرك الأمريكي.

ومن المقرر أيضاً أن يزور المستشار الألماني أولاف شولتز موسكو للقاء بوتين يوم الثلاثاء، لكن المتحدث باسمه قال إن ذلك لا ينضوي تحت أي مبادرات دبلوماسية جديدة.

على الجانب الآخر، نقلت وكالة سبوتنيك عن مصدر مطلع أن دبلوماسيين وموظفين قنصليين روساً بدؤوا مغادرة أوكرانيا. وبحسب المصدر: قررت موسكو السير على نفس المنوال عقب الإخلاء الذي أعلنته رسمياً عدد من الدول الغربية.

التعليقات (3)

    HOPE

    ·منذ سنتين شهر
    انشالله بينقلب السحر عالساحر .. و المقصود بالسحر غزو اوكرانيا و الساحر روسيا و الغرب .. لولا تهاون العالم ممثلا بالامم المتحده في المجازر بسوريا لما وصلت الاوضاع لهذا المستوى من السوء ... المهازل التي كانت تحصل في مجلس الامن من مشادات كلاميه بين ممثلي الدول و عدم وجود رغبه جديه في انهاء الماساه السوريه لن تتوقف عند اجتياح روسيا لاوكرانيا . اخطا العالم عندما سمح للبلطجي الروسي بالاستمرار في غيه ولن يستطيع وقفه الان!!

    شرحبيل

    ·منذ سنتين شهر
    اوكرانيا بلد متحضر ومسالم وفد زرت هذا البلد منذ عقود وهو يتمتع بالحب والخير والجمال ، على عكس الروس المتوحشين ،وعلى العالم أن يقف مع اوكرانيا ضد مغامرات بوتين المتهور ، والمشكلة أن أمريكا لا يعتمد عليها لانها تغدر بحلفائها

    بسام فياض

    ·منذ سنتين شهر
    "تحت غطاء سياسة المراوغة والاستعلاء التي ينتهجها الكرملين في وجه القلق الدولي" !!!!!! بالرغم من الدور الإجرامي الكبير لروسيا في سورية ومساندتها للسفاح بشار الأسد ضد شعبه وانتفاضته المباركة ...... ولكن الموضوع الروسي الأوكراني مسألة اخرى يحق فيها لأي دولة ( ولا تعنينا هنا مثال روسيا المجرمة) أن تدافع فيه عن أمنها القومي عند حدودها مع الكيانات الأخرى المعادية والحليفة لخصومها ( كما في ازمة الصواريخ الروسية في كوبا زمن الحرب الباردة) دونما وصف
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات