وما إن أطلق الخاطفون سراح الطفل فواز مساء أمس بعد دفع ذويه للفدية، حتى تسابقت وسائل إعلام أسد الرسمية والصفحات الموالية على تغطية الحدث محاولةً الاصطياد بالماء العكر وتضليل المتابعين بروايات مجتزأة و غير صحيحة.
وزارة داخلية أسد بدايةً سارعت إلى استثمار حادثة تحرير الطفل فواز قطيفان، حيث نشرت الصفحة الرسمية للوزارة صورة الطفل في حضن العميد "ضرار الدندل" قائد شرطة محافظة درعا. وقالت الصفحة إن الطفل قد تم تحريره وهو بحالة صحية جيدة، دون أن تشير إلى أن عملية تحريره لم تكن بجهودها بل بعد أن دفع ذووه الفدية.
كما قامت الوزارة بعد ساعات ببثّ تسجيل لذات المسؤول يحاول فيه الاستعراض وتبرير فشل قواته في تحرير الطفل بإطلاق ادعاءات غير صحيحة، من قبيل أن المنطقة التي تمت فيها عملية الخطف تقع تحت سيطرة من أسماها "المجموعات الإرهابية"، رغم سيطرة ميليشيات أسد على كامل المحافظة.
صفحات منسوبة إلى لونا الشبل مستشارة بشار الأسد للإعلام حاولت ركوب الموجة كذلك، ونشرت ما مفاده أن تحرير الطفل جاء امتثالاً لتوجيهات رأس النظام.
رواية متضاربة
الصفحات الموالية بدورها، تسابقت في تداول صورة الطفل برفقة قائد شرطة أسد دون التطرق إلى الطريقة التي تم فيها تحرير الطفل، فيما زعم بعضها رفعاً للحرج بأن شرطة أسد اعتقلت أحد الخاطفين، وهو ما لم يقله الدندل.
وكان محمد قطيفان والد الطفل المختطف أكد لإذاعة "شام إف إم" أن الخاطفين وضعوا الطفل فواز ضمن صيدلية في مدينة نوى بعد أن تم دفع الفدية، في تناقض واضح مع حديث الدندل الذي زعم أن شخصاً مجهول الهوية يركب دراجة نارية ترك الطفل على أحد الطرق الزراعية.
وخلال الأيام القليلة الماضية، دخل الإعلام المرتبط بالنظام على خط قضية الطفل المختطف في درعا فواز قطيفان، محاولاً استغلال القضية لأهداف خبيثة، حيث حمّل الإعلامي الموالي شادي الحلوة المعارَضة والثورة مسؤولية خطف الطفل، داعياً الممثلين المعارضين للسعي إلى تحريره، رغم أن المنطقة التي اختُطِف فيها تخضع لسيطرة ميليشيات أسد وتعجّ بالمجموعات التابعة لأجهزته الأمنية.
فيما ألقت جريدة "الوطن" الموالية المسؤولية على "الصمت الدولي والعربي إزاء الجريمة البشعة"، وقالت في خبر نشرته إن العالم استنفر بحثاً عن الطفل المغربي ريان الذي سقط في بئر، في حين لم يلتفت أحد إلى الطفل السوري فواز ومشاهد تعذيبه!
وروّجت بعض الصفحات الموالية بخبث لمعلومات مضلِّلة تزعم أن الخاطفين طالبوا بإرسال المبلغ المالي المطلوب إلى سرمدا بريف إدلب، وذلك بهدف ربط جريمة الخطف الطفل وتعذيبه بالمناطق المحررة.
كما تسابق عدد من الممثلين والإعلاميين الموالين للتفاعل مع الحادثة عبر حساباتهم على منصات التواصل من باب كسب تعاطف المتابعين وتسويق روايات إعلام أسد، دون أي انتقادات لتقصير أجهزته الأمنية باعتقال الخاطفين.
وتنشط في درعا عشرات المجموعات المرتبطة بأجهزة أسد الأمنية أكدت تقارير إعلامية سابقة ارتباطها بعمليات قتل واغتيالات وخطف وترويج وتهريب المخدرات.
يشار إلى أن نظام أسد لا يزال يعتقل ما لا يقل عن 3600 طفل سوري موثقين بالاسم في سجونه، دون معلومات مؤكدة حول مصيرهم، وذلك بغية الانتقام من الشعب الذي ثار عليه ورفض سلطته الدموية.
التعليقات (6)