تلفيق التهم
وقال "محمود العجم" وهو أحد الذين أمضوا نحو عام في سجن صيدنايا (سيّئ الصيت)، إن "عملية اعتقاله جرت أواخر العام 2020 وخرج في نهاية صيف 2021، بعد أن أمضى في سجنه نحو 10 أشهر، حيث جرى اعتقاله من قبل فرع الأمن العسكري من حي السليمانية بحلب، بحجة أنه يهرّب الشبّان من الخدمة العسكرية ويؤويهم في أماكن خصصها لذلك من أجل إبعادهم لاحقاً، مشيراً إلى أن التهمة تم تلفيقها ولا أساس لها من الصحة.
وأضاف العجم: "تم اعتقالي من مكان عملي في حي السليمانية كوني أعمل ميكانيكياً (مكانسيان)، وتم اقتيادي بداية إلى فرع الأمن العسكري في حلب الجديدة، ورغم تعرضي للتعذيب الشديد هناك إلا أنني لم أعترف بما يريدون، فجرى نقلي بداية إلى مطار حماة العسكري الخاضع لفرع (الأمن الجوي)، ومن ثم إلى صيدنايا".
طقوس الرعب في صيدنايا
وتابع: "وصلت صيدنايا في شباط 2021، وهناك بدأت مراسم التعذيب، الذي يبدأ بالنفسي من مشاهد الدماء والجثث والعويل والأنين، وينتهي بالجسدي بعد أن ينهال الجلادون على المعتقل بالضرب والصعق والسحل وإطفاء السجائر والركل واقتلاع الأظافر والضرب بـ (الكلّابات الحديدية) التي تمزّق اللحم عندما تلامسه، وغيرها من وسائل التعذيب التي سمعنا بها ورأيتها بأم عيني بل وذقت التعذيب الوحشي بها".
حاولوا دفني حيّاً
وأردف: "بعد شهرين كاملين خضعت خلالهما لشتى أنواع التعذيب أخرجوني من المهجع، ونقلوني إلى سيارة وأنا شبه عارٍ لا يستر جسدي سوى سروال داخلي، وعند وضعي في صندوق السيارة اكتشفت أن الذين حولي هم (موتى قضوا تحت التعذيب)، لقد توجهوا إلى منطقة (نجها) مع أولى ساعات الصباح وهناك كان بانتظارنا جرافة كبيرة كانت قد جهزت كل شيء، كان عدد من حولي هو 15 جثة ملفوفة بقماش وبطانيات".
"أنزلوني من الشاحنة ثم رموني في الحفرة قائلين: (بدنا ندفنك وأنت عايش)، كانوا جادين فيما يقولون وبدأت بالتوسل لهم والعويل، لقد كنت الحي الوحيد وسط تلك الحفرة، تركوني لمدة 10 دقائق وهمّوا برمي التراب عليّ ودفني مع الآخرين، قبل أن يُخرجوني وهم يضحكون ويسخرون مع وابل من الشتائم والضرب واللكمات".
سحقوا صديقنا بشاحنة نفايات
ويروي (العجم) قصة أحد زملائه في المعتقل تم تحطيم عظامه، قائلاً: "أخرجونا للعمل سخرة داخل باحة الفرع، طبعاً من خرج سخرة يجب أن يعتبر نفسه في الجنة، فقلة قليلة هم من يرون الشمس خلال فترة اعتقالهم، لقد نسي أحد الذين كانوا معنا أن يرفع أحد أكياس التراب إلى الشاحنة، وهو ما دفعهم لسحله وضربه، ولأنه تكلم فقط وأخبرهم بأنه نسي، وضعوه في صندوق شاحنة نفايات وأغلقوا عليه الغطاء الهيدروليكي ولكن بالتدريج، لقد تكسّرت عظام قدميه ويديه وبعض العظام في ظهره ومن ثم رموه في المهجع".
وأشار (العجم) إلى أنه بعد خروجه من السجن نهاية آب 2021 غادر مناطق سيطرة أسد (عن طريق التهريب) إلى مناطق الشمال السوري ومنها إلى تركيا.
التعليقات (5)