آخر الانتهاكات كانت باعتقال فصيل (الملك شاه) لأحد مهجّري ريف حلب الجنوبي القاطنين بقرية شران بمنطقة عفرين شمال حلب، بعد تلفيق تهمة "التعامل مع قناة إخبارية معادية"، للاستيلاء على المنزل الذي يسكنه في القرية.
وفي التفاصيل، أفاد مصدر محلي لأورينت نت، أن الحادثة جرت منذ أسبوع حين طالب القيادي في فصيل "الملك شاه" المدعو (نبيل الكن) من أحد الأشخاص القاطنين في القرية (نضال الشبلي) بالخروج من المنزل الذي يسكنه، وكذلك الشقة العليا التي تسكنها شقيقته وهي أرملة ولديها أطفال، وكان زوجها أحد ضباط الشرطة في منطقة شران، وتوفي سابقا نتيجة المرض.
وأوضح المصدر، أن القيادي يريد البناء السكني، ولذلك طالب نضال المهجّر وشقيقته بإخلائه، لأن البناء أعجبه ويريد الاستيلاء عليه بحجج واهية وعبر خداع ساكنيه، حيث وعد نضال قائلا: "سوف أعطيك منزلا آخر، بأسلوب يحمل التهديد والوعيد في حال رفضه إخلاء المنزل"، رغم أن أحد أقارب مالك المنزل أسكنه وشقيقته الأرملة في البناء كونهما مهجّرين.
في اليوم التالي، اعتقلت دورية تابعة لـ "الملك شاه"، ساكن المنزل (نضال الشبلي) بشكل تعسفي، وذلك بتهمة "التعامل مع قناة إخبارية على تطبيق تلغرام"، ليتبيّن أن قيادي الفصيل لفّق له تهمة "الخيانة" لاعتقاله ومصادرة منزله، ومازال نضال معتقلا في سجون الفصيل التابع لـ "الجيش الوطني" تحت ذريعة التهم الملفّقة.
وتتزامن الجريمة الجديدة مع الحراك المتواصل لـ "لجنة رد المظالم" المسؤولة عن كشف انتهاكات الفصائل العسكرية في ريفي حلب، وكذلك رد الحقوق إلى أصحابها ومحاسبة المجرمين من كافة الرتب والانتماءات، بسبب تزايد نسبة الانتهاكات المسجلة ضد السكان المدنيين وأملاكهم وأراضيهم الزراعية.
وتكررت جرائم الميليشيات المنضوية في صفوف الجيش الوطني بمناطق سيطرته بأرياف حلب والرقة والحسكة، وتندرج جميعها في إطار التشبيح والانتهاكات المروِّعة تجاه المدنيين، مقابل غياب المحاسبة الحقيقية ووضع آلية للحدّ من تلك الجرائم بحق السكان، ولا سيما الأطفال والنساء.
التعليقات (4)