وجاء في التقرير الذي نشره موقع (إيران إنترناشيونال) أن جمعية رجال الدين المقاتلين وجمعية المعلمين والباحثين في مدرسة (قم)، التي تعتبر من أقدم الجماعات الدينية في إيران، أعلنت في بيان لها أن العديد من الإيرانيين الذين يواجهون صعوبات (أصبحوا يشكون في الثورة ولديهم أمل أقل في مستقبل أفضل) في ظل تولي أتباع الثورة مقاليد الحكم.
وتحدث بيان الجماعتين عما سمّوه (مؤشرات أزمة لا لبس فيها)، مشيرين إلى أن تلك الأزمة تسببت "في زيادة هجرة النخبة والشباب الموهوبين من البلاد واستنزاف رأس المال، ووضعت المصاعب في حياة الناس الذين يعتقدون الآن بأن الوضع سيزداد سوءاً"، حيث خلص البيان إلى أن (ثورة 1979) انحرفت عن أهدافها الأولية.
الإيرانيون غرباء في بلادهم
وتعتبر جمعية (رجال الدين المقاتلين) المخصصة لـ (رجال الدين فقط) من أقدم الجمعيات القائمة على أساس ديني في إيران، وقد شاركت تلك الجمعية على مر السنوات ومارست أدواراً سياسية، ولا سيما أن الذي ترأسها منذ إنشائها وحتى عام 2009 هو رئيس البرلمان السابق (مهدي كروبي)، ثم تولى الرئيس الإيراني السابق (محمد خاتمي) المجلس المركزي للجمعية منذ العام 2011.
وقال البيان الصادر عن الجمعية إنه (من الصعب الحديث عن ثورة الخميني... والسكوت عنها وتجاهلها أصعب)، مشيراً إلى تقلص الطبقة الوسطى وتزايد أعداد الفقراء المترافق مع فقدان النظام السياسي وفقدان الخصائص الذي وضعها النظام الجمهوري في البلاد، ما ساهم بخلق إحساس بـ (الغربة) لدى الإيرانيين وهم داخل بلادهم.
إعلام الملالي يرد: أنتم خونة منحرفون
ورغم تحفظ العديد من وسائل الإعلام الإيرانية في التعليق على البيان المنشور، إلا أن وكالة أنباء فارس المرتبطة بميليشيا الحرس الثوري هاجمت الجماعتين (رجال الدين المقاتلين وجمعية المعلمين والباحثين في مدرسة قم)، واصفة أتباعهما بـ (الخونة للثورة وأول من انحرف عن تعاليم الخميني).
وزعمت الوكالة الإخبارية أن البيان يتعلق برسالة أرسلها الرئيس السابق محمد خاتمي (رئيس المجلس المركزي للجمعية) إلى المرشد الإيراني (علي خامنئي) حول الظروف الحالية في إيران.
ووفقاً للتقرير، فإن الكثير من الشباب الإيرانيين الذين ولدوا بعد انقلاب (ثورة) الخميني، يشككون في الأهداف والتوجهات التي يتبناها أتباع الخميني وخامنئي ممن هم في سدة الحكم، وقد تجلى ذلك خلال الاحتجاجات التي خرجت في السنوات الأربع الماضية، والتي تركزت فيها غالبية المطالب حول (رفض الحكم السياسي لرجال الدين، والتمييز ضد المرأة، والقيود التي تفرضها الحكومة الدينية على نمط الحياة).
التعليقات (1)