ليست المرة الأولى.. الجندرما التركية تقتل طفلاً يعمل في أرض عائلته داخل سوريا

أثناء عمله بأرضه لكسب لقمة عيشه، أنهت رصاصة عناصر حرس الحدود التركي (الجندرما) حياة طفل سوري غرب إدلب، ليكون ضحية جديدة من أولئك المدنيين الفارين من جحيم الحياة في الشمال السوري.

وقال مراسل أورينت في الشمال المحرر مناف هاشم، أمس الأحد، إن الطفل "عبد الله صطيف" البالغ من العمر 14 عاماً، والمنحدر من بلدة دركوش قرب الحدود السورية التركية غرب إدلب، توفي جراء إصابته برصاص عناصر حرس الحدود أثناء عمله بأرضه الزراعية.

ولا شك أن الحادثة أثارت حزناً وغضباً على مواقع التواصل الاجتماعي كونها تعد انتهاكاً جديداً تجاه المدنيين المقيمين على طول الحدود التركية، خاصة في ظلّ ظروف الحرب الطويلة وما خلّفته من مآسي الفقر والتشرد والمستقبل القاتم لعشرات آلاف الشبان.

انتهاكات موثقة

وهذه ليست المرة الأولى التي تقتل الجندرما التركية فيها أطفال قرب الحدود مع سوريا، حيث قتلت طفلا في محافظة إدلب في شهر آب الماضي، سبقه مقتل صياد في دركوش في شهر أيار 2021 على الرغم من أنه لم يكن يحاول عبور الحدود.

والعام الماضي، أقرت منظمة "مظلوم در" التركية في تقرير لها بالجرائم التي ارتكبتها الجندرما التركية (قوات حرس الحدود) ضد السوريين وخاصة الأطفال منهم على طول الحدود السورية التركية.

واعترفت المنظمة أن هناك أطفالا فقدوا حياتهم في الأحداث الأخيرة  بسلاح الجندرما في منطقة الحدود مع سوريا وبعض هذه الانتهاكات وقعت خارج الجدار الحدودي وفي الأراضي المزروعة والمراعي.

وتتكرر عمليات قتل الجندرما التركية لمدنيين يعملون في أراضيهم الزراعية قرب الحدود السورية - التركية وآخرين يحاولون اجتياز الحدود إلى الجانب التركي، ففي التاسع من كانون الأول الماضي، أطلق حرس الحدود التركي النار على شاب خلال محاولته دخول الأراضي التركية قرب منطقة حارم القريبة من الحدود السورية التركية.

وتعد المزارع شمال مدينة دركوش من أهم المناطق التي خصّصها المهرّبون لتهريب المدنيين بطريقة غير شرعية من سوريا إلى تركيا، بسبب طبيعتها الجبلية وكثافة الأحراش التي تسهِّل عملية الاختباء من حرس الحدود.