أورينت ترصد وسائل تدفئة السوريين:المازوت صار حلما وقشر الفستق الأغلى ثمنا -صور

أورينت ترصد وسائل تدفئة السوريين:المازوت صار حلما وقشر الفستق الأغلى ثمنا -صور
في مواجهة برد الشتاء.. يبتكر السوريون وسائل تدفئة جديدة لم يعرفوها في تاريخهم قط. وخلف أعمدة الدخان تلك، مئات من القصص تحكى وعشرات من الغصات تروى، فكل دخان يعبر عن حال أهله، حيث تختلف الأوضاع الاقتصادية والمادية ويتباين وقود التدفئة في شتاء قارس، صار جلّ هَمُّ أهله أن يؤمنوا الدفء لعظامهم وأنامل أطفالهم المرتجفة في زوايا منزل بالكاد يدفعون أجرته، أو تحت" شادر "الخيمة الممزقة.

ويعاني غالبية أهالي مدينة إدلب وريفها أوضاعاً اقتصادية غاية في السوء مع موجة الغلاء التي تعصف بالأسواق وأسعار المواد الأساسية، وقلة فرص العمل بشكل عام، وزاد الأمر سوءاً تلك العواصف الثلجية المتتالية التي جعلت الجو أبرد وأقسى من المعتاد، والحاجة لمواد التدفئة أشد

البلاستيك في المخيمات.. الهدف الأول

في خيمة الحاج "علي النعسان" المهجر من ريف حماه الشرقي يطالعك دخان مدفأته وكأنها عادم قطار بخاري، حالها كحال معظم الخيام المجاورة على أطرف مدينة معرة مصرين قي ريف إدلب الشمالي نتيجة الاختلاف في وقود التدفئة في خيامهم، وعن أنواعها تحدث صاحب الخيمة (النعسان) لأورينت نت قائلاً "كل شيء قابل للاحتراق فهو وقود مناسب لنا والبلاستيك هو الهدف الأول لمعظم ساكني المخيمات رغم مضاره الصحية المعروفة، ومع ارتفاع أسعار المحروقات بشكل عام، لم نقوَ على شرائها منذ زمن طويل، وهذا حالنا في كل شتاء، نخصص زاوية معينة في الخيمة أو خارجها لجمع البلاستيك والأحذية وأكياس النايلون في فصل الصيف وتغطيتها لتجهيزها لمثل هذه الأيام التي تشهد برداً غير مسبوق وما باليد حيلة والشتاء وبرده لا يعرف أحداً".

من جهته قال (أحمد أبو الزين) أحد سكان مخيم بالقرب من بلدة كللي "الوضع في المخيمات لا يخفى على أحد وباعتبار أن الخيمة ليست طوابق متعددة بمعنى أن بواري الصوبيا لا تغلق بالشحار، فلذلك نحرق فيها كل أنواع الأحذية وإطارات السيارات بالدرجة الأولى كونها تعطي دفئاً كبيراً وتدوم لفترة أطول من غيرها كالحطب أو قشر الفستق والتي تعدّ مظهراً من مظاهر الرفاهيه وهي حكر على أشخاص معينين فقط وهم قلة قليلة بسبب ارتفاع سعرها الباهظ نظرا لانعدام مضارها على الصحة".

وأضاف (أبو الزين) "بعض العائلات تستهلك الفحم الأسود ذا القطع الكبيرة أو البيرين حسب مايتم تأمينه عن طريق الأهالي أو بعض المنظمات العاملة في المجال الإنساني والتي توزعه بين الحين والآخر لكنه بشكل عام قليل لا يكفي للخيم ولا للاستهلاك لدى الأسرة الواحدة"

قشر الفستق.. الأول في المدن

في أغلب المدن التي تشهد اكتظاظاً سكانياً وتتعدد في طبقات البناء الواحد، كان من الصعب أن يعتمد أهلها على مواد تدفئة ينبعث منها كميات كبيرة من الدخان والروائح المزعجة كالتي يصدرها حرق البلاستيك والنايلون، الأمر الذي يسبب إغلاق منافذه عبر الجدران وطبقات البناء وذلك بحسب (علي أحمد آغا) أحد سكان مدينة إدلب والذي تابع حديثه "كان المازوت في سوريا كلها وليس فقط في إدلب، المادة الأساسية وشبه الوحيدة للتدفئة، سعرها مناسب وتوفرها كثير، ولكن حالياً صار برميل المازوت حلم مفقود صعب المنال، بسبب ارتفاع سعره الذي وصل 200 دولار،  والتعويض عنه حالياً بقشور التدفئة مثل الفستق والبندق، والذي يعطي دفئاً لا بأس به ويمكن تخزينه بسهولة لكونه معبأ بأكياس ذات أحجام مختلفة بحسب الطلب ويمكن الحصول عليها تباعاً حسب الرغبة، ومعظم بيوت المدينة ضيقة من حيث المساحة ولا يمكن أن يخزن فيها مواد مثل الفحم أو الحطب".

من جهة ثانية قال (فؤاد محروس شامان) المهجر من ريف إدلب الجنوبي "بداية نزوحي إلى مدينة إدلب حملت معي كمية حطب للتدفئة واستعملتها في المدينة، وتفاجأت بشكوى الجيران بسبب الدخان الكثيف وتلويث الأسطحة والغسيل" بالشحار"، الأمر الذي أجبرني على استبداله بقشور الفستق كونها أقل دخاناً و"شحار" على الرغم من أنها مرتفعة الثمن قياساً مع الحطب وهي تحتاج لمدفئة خاصة ولكن لاحول ولا قوة إلا بالله".

الفستق الأغلى ثمنا والفحم أدناها

تنتشر في مدينة إدلب وضواحيها عشرات المراكز المختصة ببيع مواد التدفئة المختلفة تلبيةً للحاجة المتزايدة عليها، ولاسيما في ظل موجه البرد التي تشهدها المنطقة، وعن أكثر المواد طلباً، أجابنا (علي أبو سمير) صاحب أحد تلك المراكز بقوله "بالنسبة للأهالي في مدينة إدلب، يأتي القشر على اختلاف أنواعه بالمرتبة الأولى من حيث الاستهلاك، وفي مفدمتها قشر البندق، كونه يعطي كمية نار قوية ونسبة دفء جيدة ودخانا احتراقه قليل، ويبلغ سعر الطن منه 185دولاراً، بينما يبلغ سعر طن الفستق الحلبي بنوعيه التركي والإيراني 205دولارات.

وسعر طن التخليطة _ عبارة عن قشر فستق وجوز ولوز _ 215دولاراً، وحالياً انخفض موجود السوق المحلية منها عموماً نتيجة لارتفاع أسعارها من المصدر وقيام معظم التجار الكبار باحتكارها وبيعها على هواهم بالسعر الذي يحقق لهم نسبة ربح أكبر".

وأضاف (أبو سمير) حالياً مع المنخفض الذي نعيشه يستهلك الناس البيرين وأصابع الحطب بشكل متوسط  مع القشر لمعاوضة السعر وزيادة كمية الدفء، ويبلغ سعر طن البيرين 125دولارا، وطن الحطب 155دولارا"

من جهته تحدث لأورينت نت (سعيد القصير) صاحب مركز تدفئة بالقرب من مخيمات معرتمصرين قائلاً:

 "تتفاوت الناس في استهلاك مواد التدفئة في المخيمات، بحسب الوضع الاقتصادي لهم، فاستهلاك القشور فيها نادر جداً ويكاد يكون حكراً على أهل المدن أو العائلات الغنية التي لا تسكن المخيمات أصلاً، وأكثر شيء يستهلكه أهل المخيمات هو الألبسة الأوروبية المستعملة "البالة" والأحذية، حيث يبلغ سعر الكيلو غرام منها من 1 إلى2.14 ليرة تركية 

وبعدها يأتي البيرين بالمرتبة الثانية بسعر 2.14  ليرة للكيلو غرام، وهناك عائلات تستهلك الفحم الحجري الذي يبلغ سعر الكيلو غرام منه ليرة تركية واحدة، ويعدّ الفحم أقل المواد طلباً".

التعليقات (3)

    كردي شامي

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    تحقيقاتك مميزة جدا سيد عبد العزيز لأنها تنقل الصورة الحقيقية بشكل جيد جدا وموثق بالصور المعبرة. وفقك الله

    الائتلاف مره اخرى

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    هل يسمع اعضاء الائتلاف او المؤسسات الملحقه او ما يسمى بالحكومه المؤقته هذه التقارير ؟؟ هل يعتقد هؤلاء انهم فعلا ممثلون لشعب عانى ولازال يعاني منذ 11 سنه تقريبا .. سنه تتلوها سنة و نفس القصص تتكرر .. جيل من الاطفال ظهر في هذه الظروف القاهره وانتم تتحملون المسؤوليه .. اليس كذلك؟؟ ام ان مسؤوليتكم تكمن في شكر الروس والتصويت لمناطق خفض التصعيد والكذب على الناس ؟؟ اشرفلكم تحطو راسكم بالطين يلي طفح في المخيمات ... يسقط الائتلاف .

    علي

    ·منذ سنتين 10 أشهر
    جماعة الائتلاف كذين
3

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات