وبحسب المرسوم الذي صدر في "الجريدة الرسمية" سيتم مراقبة أنشطة الصحافة والمطبوعات واتخاذ التدابير اللازمة لضمان الاستفادة من الفرص التي توفرها وسائل الإعلام بأفضل طريقة وحماية المجتمع من الآثار الضارة المحتملة لها والمعلومات المزيفة التي يتم تداولها.
وأكد المرسوم ضرورة العمل لوقف التهديدات والمخاطر التي يسببها العالم الرقمي ومكافحة الممارسات الموجودة في المحتوى الإعلامي التي تنتهك حقوق المجتمع إلى جانب اتخاذ تدابير لحماية الشباب من العادات السيئة والجهل والحفاظ على الثقافة الوطنية.
وأشار التعميم إلى أنه سيتم تنفيذ العقوبات وفق الدستور والقانون ضد الأنشطة العلنية أو السرية التي تهدف إلى تقويض ما سماها (القيم الوطنية والأخلاقية) وتقويض الأسرة والمجتمع من خلال وسائل الإعلام ومنع الآثار السلبية لمثل هذه المحتويات الإعلامية التي تستهوي عامة الناس.
عنصرية وكراهية وفساد
ويأتي المرسوم التركي عقب انتشار كبير لوسائل إعلام وهمية وصحف ومواقع غير رسمية، وبثها الكراهية والعنصرية من خلال مقابلات مفبركة تجريها مع أشخاص في الشارع بهدف التحريض إما على الحزب الحاكم أو على اللاجئين السوريين، ما تسبب بموجة غضب وعنف ضدهم.
من ناحيته زعم موقع "دوار" أن المرسوم الجمهوري استهدف بعض البرامج الأجنبية التي تم إدخالها إلى تركيا وإصدار نسخة جديدة منها ناطقة بالتركي، ولاسيما برنامج (القناع..من أنت) الذي يبث على قناة "فوكس تي في" والذي اعتبره البعض يستهدف شخصيات بعينها في حكومة حزب العدالة والتنمية، في حين عده مسؤولين مسيئاً للشباب والأطفال ولا يمت للقيم المجتمعية.
مقابلات تحريضية في الشارع
وفي السياق أكد موقع "حق سوز" أن بعض القنوات التلفزيونية المعارضة تجري مقابلات في الشارع مع أشخاص أعدتهم مسبقاً وذلك بهدف بث العدوانية والكراهية والعنصرية ضد اللاجئين السوريين، واصفاً بأن هؤلاء الناس (يتقيؤون كراهيتهم وعنصريتهم على الملأ).
وبيّن الموقع أن بعض الأشخاص الذين يملكون قنوات شخصية على اليوتيوب يجرون مقابلات مع الجمهور في الشارع ويقومون بإهانة المهاجرين تحت ستار حرية الرأي، ومنهم قناة "İlave Tv" التي بثت مؤخراً مقابلة لأشخاص يناقشون "مشاكل اقتصادية" بزعمها، ليتدخل أحد المارة فجأة ويقوم بإلقاء كلمات مهينة يسيء فيها للسوريين.
ولفت "حق سوز" إلى أن الشخص الذي أتى فجأة للحديث حول الاقتصاد في تركيا أخذ ينتقد حكومة حزب العدالة بطريقة سيئة ويصف اللاجئين السوريين بكلمات خارجة عن الحياء حيث قال: " الشعب التركي يهتم بالحيوانات ويقوم بتربيتها ولهذا قمنا باستقبال جميع الحيوانات السورية في البلاد. وتابع: "هؤلاء السوريين المسيئين في كل مكان، في المصعد وفي المصانع، حتى جامعي القمامة لم يسلموا منهم، قاموا بطعنهم والاعتداء عليهم وأخذوا مكانهم في العمل، لقد قام 5 ملايين من هؤلاء المخلفات بابتزازنا".
معاقبة وسائل الإعلام العنصرية
وحول إيقاف هذه الهجمات وعمليات التحريض ضد اللاجئين أكد موقع "حق سوز" أنه من الضروري فرض عقوبات قانونية على وسائل الإعلام التي تعتمد على الشعبوية لهذا النوع من برامج وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تقدم نفسها كما لو كانت صحافة، في حين تستخدم خطاب الكراهية من شخص يظن أنه سيقنع الجماهير باللجوء إلى مثل هذه الجمل والعبارات اللاأخلاقية.
وأشار الموقع التركي إلى أن القناة المالكة للفيديو تريد أن تنشر العنصرية وخطاب الكراهية في الشوارع، من خلال مذيعيها الذين يبثون نقاشات ويجرون مقابلات استفزازية بين الناس بعيدة عن المهنية والمسؤولية ولا ينتج عنها سوى المزيد من الهجمات العنصرية.
التعليقات (4)