ويمنع القرار الجديد دخول السوريين مدينة الحسكة من المواطنين المسجلة نفوسهم خارج المحافظة إلا بكفيل من سكان المنطقة، حيث يشترط وجود كفيل من ضمن إجراءات بطاقة وافد.
الناشط محمد الحسن قال لأورينت نت: (بدأ العمل بنظام بطاقة الوافد لأول مرة بعد سيطرة ميليشيا قسد على الرقة، وطرد تنظيم داعش من أجزاء كبيرة من محافظة دير الزور في المناطق الواقعة شرق نهر الفرات، وبالتحديد في نهاية عام 2018، حيث فُرض الإجراء على كل نازح (عربي) يريد دخول مدينة الرقة ومدينة الطبقة، أما مؤخراً في الحسكة فقد فرض الإجراء في نهاية العام الماضي أواخر كانون الأول 2021).
شروط صعبة ومعقدة
وعن كيفية استخراج البطاقة يقول مؤيد أحد الموظفين السابقين لدى الإدارة الذاتية: (شروط الحصول على البطاقة صعبة ومعقدة، حيث يحتاج كل شخص يود دخول الرقة أو الحسكة إلى كفيل من سكان المدينة أي من مواليدها، ويعيش في المدينة ذاتها وليس في الريف، ويلزم كذلك تصريح من "الكومين" أو ما يُعرف بمختار الحي، ثم موافقة من البلدية، وبراءة ذمة من الأمن العام «الأسايش» ويجب أن تكون بحوزتك "البطاقة الشخصية" وصور شخصية، وأخيراً بعد الحصول على موافقة تلك المكاتب، يتم تقديم الأوراق إلى المجلس المدني في المدينة وبعد عدة أيام يتم إعطاء "بطاقة وافد" وعادة تستغرق العملية وقتاً طويلاً، ويتم تنبيه الكفيل أن كل خطأ يقوم به صاحب البطاق،ة فالكفيل هو من يتحمل المسؤولية كاملة).
ويتابع مؤيد: تم فرض البطاقة على كل شخص "عربي" ليس من سكان الحسكة، أما الأكراد فيحق لهم التحرك بحرية حتى لو كانوا نازحين من عفرين مثلاً، وحتى العائلات التي تمتلك أرضاً وتقيم بالحسكة منذ عشرات السنوات وتنحدر أصولها من دير الزور لم يتم استثناؤها من القرار الجديد بل اعتُبروا وافدين، ويُحتم عليهم استخراج بطاقة وافد).
غايتان من وراء القرار والهدف أبناء الدير
وفي ذات السياق قال الناشط خلف الخاطر من دير الزور: " السبب الرئيسي لفرض هذا القرار هو مضايقة النازحين من المكون العربي وتقييدهم لغايات تتعلق بالتغيير الديموغرافي، ولا سيما بعد قيام بعضهم بشراء عقارات من أشخاص اختاروا الهجرة نحو أوروبا والخليج وتركيا، وأما السبب الثاني فهو أمني، حيث تخشى ميليشيا قسد من تسلل خلايا تابعة لتركيا، أو داعش، خصوصاً بعد ازدياد عمليات الاستهداف التركي الجوي لعناصر PYD إضافةً للعمليات الاستخباراتية كذلك، وخشية من تنامي نفوذ داعش).
قرار عنصري
ووصف الخاطر القرار بالعنصري البحت مؤكداً أن السوري الكردي يتحرك أينما شاء ولديه تسهيلات عديدة بمجرد إشهار ثبوتياتهِ من جيبه، بل حتى الكردي القادم من تركيا أو إيران من عناصر PKK لا يحتاج كفيلاً لدخول الحسكة أو الرقة أو دير الزور.
ووفقاً للخاطر، لاقى القرار الجديد استياءً شعبياً كبيراً من قبل أهالي دير الزور الذين يعتبرون الحسكة متنفسهم الوحيد، بحيث تعتبر مشافي المحافظة المجاورة الوجهة المفضلة لأهالي دير الزور، ولا سيما أن مناطق دير الزور الخاضعة لسيطرة قسد مُهمشه بشكل كامل وتفتقر لأدنى مقومات الحياة.
يشار إلى أنّ ميليشيا قسد تفرض تدابير مشددة على المكون العربي في مناطق سيطرتها ولا سيما أبناء محافظة دير الزور، وهو ما أكدته تقارير أمريكية.
التعليقات (5)