وقال التنظيم عبر وكالة "ناشر نيوز" التابعة له على معرفات "تلغرام"، اليوم، إن جنوده هاجموا تجمّعين لقسد في محيط السجن بشكل منفصل، واستهدفوهم بالأسلحة الرشاشة من مسافات قريبة، الأمر الذي أسفر عن مقتل وإصابة نحو 8 عناصر من صفوف الميليشيا، بحسب تعبيره.
وجاء بيان داعش بعد ساعات على إعلان قسد السيطرة الكاملة على سجن غويران، بحسب متحدثها (فرهاد الشامي)، الذي قال على حسابه في"تويتر" إن قواته استعادت السيطرة بالكامل على سجن الصناعة في مدينة الحسكة، وإن "جميع مقاتلي تنظيم داعش الباقين استسلموا"، ليكون ذلك الإعلان الرابع للسيطرة على السجن، والذي تخللته احتفالات للميليشيا وسط المدينة.
وعقب الإعلان استمرت الاشتباكات في أحياء مدينة الحسكة بين ميليشيا قسد مدعومة من التحالف الدولي وبين مقاتلي تنظيم داعش الفارين من سجن غويران، لتعاود قسد في بيان جديد اليوم، الادعاء بأن مجموعة "مموهة" من السجناء ما زالت ترفض الاستسلام وتصرّ على مواصلة الاشتباكات.
وترافقت الاشتباكات بغارات لطيران التحالف الدولي على محيط السجن ومواقع يعتقد اختباء عناصر داعش الفارين فيها ضمن حي غويران، فيما شنت قسد حملة اعتقالات واسعة في أحياء الحسكة واعتقلت عدداً من الشبان بتهم مختلفة، إضافة لهدم عدد من منازل المدنيين في غويران بتهمة "ارتباط أصحابها" بتنظيم داعش.
مفاوضات وراء الأكمة
وكانت صحيفة "القدس العربي" نقلت عن (مصدر عسكري تابع لقسد) أن مفاوضات جرت بين الميليشيا وداعش يوم أمس وأسفرت عن "إطلاق سراح نحو 200 عنصر من تنظيم الدولة، تم تسريبهم نحو البادية، مقابل إفراج الأخير عن 23 عنصراً من قسد"، إضافة لـ"إطلاق 9 عناصر من قسد مقابل 45 عنصراً من تنظيم الدولة، أي 5 عناصر من التنظيم مقابل عنصر واحد من قوات قسد".
وأشار المصدر الذي أخفى اسمه عن الصحيفة إلى أنه "لم يزل هناك 5 عناصر لقوات قسد محتجزين لدى عناصر تنظيم الدولة داخل السجن، حيث يتم التفاوض عليهم، ويشترط تنظيم الدولة السماح لكامل عناصره في السجن والذين يقدر عددهم بـ 500 عنصر بالفرار إلى البادية السورية، مقابل الإفراج عن عناصر قسد المتبقين لديه كرهائن".
وبحسب مصادر محلية متطابقة تحدثت لأورينت نت، فإن قسد حاولت الاستفادة من عوامل عدة لإنهاء الاستعصاء وفرض شروطها على داعش، أول تلك العوامل الاستفادة من حصار السجناء وتجويعهم وتعطيشهم من جهة، إضافة لاستغلال السجناء الذين شارفت مدة سجنهم على الانتهاء لتفاوضهم على تصوير مسرحية "تسليم أنفسهم" أمام عدسات الإعلام، لا سيما الأطفال (دون سن 18) المحسوبين على التنظيم.
غير أن روايات قسد المتعددة منذ بداية استعصاء السجن، تؤكد تخبّطها الواضح وزيف ادعاءاتها حين زعمت في بداية الأمر أن السجناء الفارين لا يتجاوز عددهم 20 عنصراً، لكنها مع تكرار بياناتها اضطرت للاعتراف بأن الفارين بالمئات من عناصر داعش، فيما أكدت المصادر المحلية أن أعداد السجناء الفارين من السجن تجاوزت 900 سجين.
وأسفرت الاشتباكات منذ بداية الاستعصاء في سجن غويران وخلال الأيام الستة الماضية عن مقتل أكثر من 250 عنصراً من صفوف ميليشيا قسد، إضافة لمقتل وإصابة عشرات من صفوف داعش، إلى جانب دمار واسع في منازل المدنيين بأحياء المدينة.
التعليقات (2)