الغوطة الشرقية بعد 4 سنوات من الاجتياح.. شتاء قاس وعقاب من نوع مختلف

الغوطة الشرقية بعد 4 سنوات من الاجتياح.. شتاء قاس وعقاب من نوع مختلف
يشكو أهالي الغوطة الشرقية والقاطنون فيها من غياب أدنى مقوّمات العيش مثل الكهرباء والماء والاتصالات، فضلاً عن بقاء آثار الدمار ومخلفات القصف التي تهدد السكان بالموت، وخاصة بمرور البلاد تحت تأثير عاصفة قوية.

وبعد نحو أربع سنوات من سيطرة نظام أسد وميليشياته على الغوطة الشرقية وتهجير من رفض المصالحة إلى الشمال السوري، فإن الأهالي معرضون لخطر انهدام أبنية ووقوعها على رؤوس القاطنين فيها أو المارّة، لأن الأبنية آيلة للسقوط بعد تعرضها لقصف شديد وخاصة بالحملة الأخيرة.

وقال أحد سكان محمد حسين (اسم مستعار) من بلدة حمورية لموقع "أورينت نت": إنهم يعيشون في بيوتهم غير آمنين على أنفسهم ويخشون في أي وقت من سقوط أسقف المنازل عليهم، لأن الأبنية غير متماسكة نتيجة تعرضها لقصف عنيف أثناء الحملة العسكرية على الغوطة الشرقية في شتاء عام 2018، مؤكداً أن نظام أسد رفض ترميم المنازل إلا بالحد الأدنى وبعد دفع مبالغ باهظة.

وأردف أنه في مثل هذا الجو شديد البرودة والعاصفة الثلجية فإن الخدمات تغيب تماماً عن البلدة وكافة بلدات ومدن الغوطة الشرقية، فالكهرباء مقطوعة طوال الوقت، وإذا أتت فتأتي لساعة واحدة كل يومين، ولا يمكنهم خلالها تعبئة المياه أو غسيل الملابس.

معاناة البرد وغياب الحلول

وأضاف أن الناس بالغوطة تعاني من نزلات برد شديدة نتيجة عدم الحصول على الدفء، وأسعار الحطب غالية جداً ويجب على الأهالي أن يقنّنوا في استخدامه، أما المازوت فلا يستطيع أحد استعماله في التدفئة حيث بلغ سعر الليتر 2700 ليرة، وعلى المرء أن يدفع 20 ألفاً يومياً إذا أراد أن يستخدم تدفئة المازوت، وهذا مستحيل بالنسبة لمدخول الأهالي الذي لا يتعدى 20 دولاراً شهرياً.

ولفت إلى أن الخدمات التي يقدّمها المجلس البلدي التابع لنظام أسد للأهالي محدودة جداً ولا تزال أكوام الردم ومخلفات الدمار تعرقل تحركات القاطنين، وعدد قليل من أهالي البلدة استقر هنا، أما من تبقى ففضّل السكن في بلدات أخرى توجد فيها خدمات أفضل مثل كفربطنا أو سقبا.

صعوبة الوصول للمياه

أما مسرابا فحالها هي الأخرى ليس أحسن من جارتها حمورية، كما عبر رياض من سكان البلدة لأورينت نت، مضيفاً أن البنية التحتية في البلدة خرجت عن الخدمة نتيجة الحملة العسكرية الأخيرة لنظام أسد ولم يتم إصلاحها إلى الآن، وتأمين المياه يتم عبر صهاريج، حيث يدفع عليها الكثير من المال على الرغم من الحالة المادية المتردية لمن تبقى من أهل البلدة.

وأشار إلى أنه توفّي مدنيان وأصيب آخرون بجروح في وقت سابق بالغوطة الشرقية جراء انهيار المنازل بفعل العاصفة التي ضربت ريف دمشق عام 2019، في حين يعاني سكان الغوطة من مخاطر كبيرة، فالمنازل التي يسكنونها غير آمنة نتيجة القصف العنيف الذي استمر سبع سنوات على مدنهم وبلداتهم من قبل نظام أسد والاحتلال الروسي.

يذكر أن دمشق وريفها تتعرض لمنخفض شديد البرودة والتأثير خلال الأسبوع الحالي ورياح قوية لم تعرفها المنطقة منذ فترة طويلة، ما دعا لتعطيل المدارس والجهات الرسمية، وتسبب المنخفض بأضرار مادية كبيرة على المدنيين في مناطق التسويات في ظل تقصير وإهمال النظام.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات