خمسة أسباب لاعتقال متسلل
1- تقديم زوجها مساعدات وإيواء لبعض عائلات حمص المهجرة، حيث شكل الحجة وليس الهدف الرئيسي لعملية الاختطاف (واستخدم هنا المصطلح الصحيح لهذه الحالة).
2- السرقة، وهو أمر تكرر بنفس الطريقة والأهداف والحجج في حالات أعرفها شخصيا ومن قبل نفس الحاجز/ العصابة في منطقة مشروع دمر في مدينة دمشق، فرئيس الحاجز الذي قام باعتقالها وأطفالها من البيت (ومعهم السكرتيرة المساعدة في عيادتها والتي تواجدت صدفة معها في المنزل ساعتها)؛ رئيس الحاجز التابع للأمن العسكري كان قد جاء مع زوجها الذي اعتقل قبلها بيومين، وغالبا جيء بزوجها للاستدلال على أماكن المجوهرات والنقود في البيت وتهديدها بإيذائه لاستخلاص ما يمكن سرقته من أشياء ثمينة، كما سرقت السيارات أيضا .. جدير بالذكر أن رئيس الحاجز المذكور في منطقة مشروع دمر حيث سكنها كان يعرفها سابقا ويعرف أوضاعها المادية الجيدة، كما أنه كان يتعالج عندها مجانا (هكذا يرد وأمثاله من الحثالة المعروف).
3- فوضى الاعتقالات والسرقة والاختطاف بهدف الفدية كانت على أشدها في تلك الفترة وتحولت قطعان المخابرات والشبيحة إلى عصابات لا يسائلها أحد فيما تفعل.
4- رانية العباسي هي ابنة الشيخ السلفي محمد عيد العباسي الذي كان الأكثر قربا من الشيخ ناصر الدين الألباني، وهو متواجد منذ أواسط تسعينات القرن الماضي في السعودية، وقد اصطف مع الثورة ووصفها وأيدها على أنها ثورة من أجل العدالة والحرية والكرامة وليست ثورة بهدف إقامة دولة إسلامية، وأذكر هنا بالسجالات التي دارت بينه وبين البوطي خلال سبعينات القرن الماضي والذي كان يكن للشيخ العباسي العداء المريض إلى حد شبه تكفير له ولتياره من السلفية العلمية المخالفة تماما للسلفية القاعدية والعدو الإيديولوجي الأكبر لها (سلفية علمية كان يحملها زهران علوش وتياره وفصيله) .. لا أقصد هنا أن البوطي (الذي قتل بعد اعتقال العائلة بعشرة أيام) كان محرضا على اعتقالهم، لكني أذكر بتلك السجالات التي بنت ملفا ضد والدها ساعد في تبرير اعتقالها بهدف التغطية الإعلامية على السرقة.
5- أما اختطاف الأطفال والسكرتيرة فقد جاء كمحاولة لإخفاء والتغطية على جريمتي الاختطاف والسرقة (اختطاف رانية وزوجها) معا.
هل تمت تصفية الزوج؟
أما عن مصيرهم فأعتقد شبه جازم أن الزوج قد تمت تصفيته، وهناك احتمال لا بأس به أن يكون ذلك أيضا مصير الطبيبة رانيا وسكرتيرتها، فإن لم يحصل فالاغتصاب حتما مصيرهما، أما الأطفال فإن بقوا على قيد الحياة وهو أمر مشكوك به أيضا، فالاغتصاب مصير البنات اللاتي بتن اليوم شابات.
أذكر بأن النظام تجاهل هذه العائلة أثناء عملية التبادل مع الإرهابيين الإيرانيين بعد اعتقال العائلة بأشهر، وغالبا جرى ذلك لأن العائلة إما باتت تحت التراب أو أنها تعرضت لأشكال هائلة ووحشية من الاغتصاب والتعذيب بمن فيهم الأطفال، ما سيحرج نظام القرداحة الطائفي، خاصة أن الصفقة تمت وسط ضجة إعلامية كبيرة، وربما ذلك ما كان سيدفع نظام القرداحة لتصفية كامل العائلة قبيل أو بعيد إتمام صفقة التبادل وهو ما أرجحه.
مصير مليون سوري
أخيرا... مصير هذه العائلة لا يختلف بشيء عن مصير ما يقارب مليون معتقل وليس أقل من ذلك كما تدعي المنظمات الحقوقية المرتزقة مدعية المصداقية، لذلك كل الاحتقار لكل من تقلد واجهة في المعارضة ثم رضي أي تفاوض تحت أي مسمى لهذا التفاوض مع القتلة، متجاهلا أن إطلاق سراح المعتقلين ومنهم رانية العباسي وعائلتها إنما هو أولوية لا يمكن أن يسبقها أي تحرك سياسي، ولا يعنيني الرعاة والوسطاء والحلفاء المفترضون والمجتمع الدولي، رضي هؤلاء أم لا .. بالمناسبة؛ الجملة الأخيرة هي في صميم العمل السياسي في مثل موقفنا، لكنه عمل وموقف سياسي لا يدركه المرتزقة والفاشلون ومدّعو الخبرة السياسية اللاهثون خلف تصدر الواجهة منذ قامت الثورة.
التعليقات (7)